اتصل بنا
 

الرئيس المستباح... زلّة الفنان لا تشبه زلّات السياسي

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-06-02 الساعة 21:04

الرئيس المستباح.. . زلة الفنان لا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...أحسن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بامتناعه عن مقاضاة رسام الكاريكاتير الذي أظهر الرزاز يدعس على عنق مواطن أردني، في محاكاة ظالمة لما حدث بمدينة انابوليس الاميركية التي انتفضت ضد شرطي دعس على عنق أمريكي وتسبب بموجة من العنف لم تهدأ شرارتها إلى اليوم.
صحيح أن المسؤول فقد هيبته وماء وجهه بعد الربيع العربي، لكنه أيضا بقي رئيسا يرسم اقدار الناس ويوجع.
هكذا اذن. إنه الرئيس المستباح مرة، والمستبيح أخرى، في سردية أردنية لا تكف عن إعادة تدوير نفسها، مرة بعد مرة.
في الرسم الكاريكاتيري أراد صاحبه أن يقول شيئا، فأخذه الفن نحو مربع طاش فيه المعنى، وبالغ حد الشطط.
وفي الرسم الكاريكاتيري أيضا، أراد صاحبه أن يتوجع من سياسة حكومية فتكت كثيرا بالضعفاء، سوى أنه أخطأ موضع الجرح ونوع الطبابة.
فرد عليه الرزاز بتسامح، لكن والرزاز يتسامح، عليه أن لا ينسى أن الناس تسامحوا قبله مع سياسة اقتصادية متوحشة اقترفتها حكومة النهضة.
الناس منذ الدقيقة الاولى لأزمة فايروس كورونا تغافلوا عما كان قبل حفلة الفايروس، مجمعين على أن اليوم هو للاجماع الوطني، فاذا بقرارات ازمة كورونا تفتك باجماع لم يستمر سوى نحو الشهرين.
تسامح الرئيس، وتسامحت الناس، سوى أن زلة الفنان لا تشبه زلات السياسي، لزلات السياسي وجع يستمر.
على اية حال، معروف ان من يقترب من نار العمل العام لا بد وأن تحرقه شظاياه، فمقبض السياسي وإن كان ملمسه ناعما الا أنه ذو سخونة تكوي الأرواح والأصابع.

نيسان ـ نشر في 2020-06-02 الساعة 21:04


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً