اتصل بنا
 

تركيا اقرب من أن تهاجر إليها.. ابتعد اكثر

نيسان ـ نشر في 2020-06-09 الساعة 17:06

تركيا اقرب من أن تهاجر إليها..
نيسان ـ في أقصى شمال ماليزيا قرية منسية تكثر فيها الزواحف. انا والزواحف. هناك أحلم أن اعيش. بعض المنفى جنة.
قالت لي فرس، وهي تنظر الى المرآة لتربط ذنبة شعرها: ألم تكن ترغب بالعيش في احدى قرى تركيا؟
- تركيا قريبة. أريد أن ابتعد أكثر؟
عن ماذا؟
- عني.
بدا عليها العجب، وقالت: لكنك بهذا لن تشارك في الانتخابات النيابية. الا تريد أن ترقص في العرس؟
أجفلني صوت سقوط المرآة على الأرض. مرآة كأنها كانت ترصد ملامح وجهي - لحظة بلحظة - تتصنّت علينا. فسقطتْ وتناثرتْ .
سابقا كانت متماسكة مثل صندوق انتخابي، فصارت "شُقف"، كبياني انتخابي لحظة اقتراع.
افزعني تناثر الزجاج على الارض. صارت شظايا تشبه مقر مرشُح. كل القطع هنا لكنها متناثرة. وحدها ذنبة شعر امرأة تدير لي ظهرها، مشغولة بشيء ما، الثابت الواضح.
وأنا اتقافز مبتعدا عن الزجاج، ابتسمت فقد خطر لي أني أُشبه المرآة المتناثرة هذه اللحظة. قلت: هكذا بتّ أشبهني إلى حد بعيد، حتى مواقفي السياسية تقترب كثيرا لتكون متناثرة معي.
هذا لا بأس به، ففي هذا الزمان، يمكنك أن تكون أنت والآخر في وقت واحد. أعني أن تؤمن بالفكرة ونقيضها معا، أو أن تقترف الفعل ونقيضه. لا أحد مهتم. لا أحد يكترث.
على أية حال، من لديه الرغبة اليوم ليتفحص أي شيء. الكل أنبياء، والكل شياطين. والكل بإمكانه أن يكون أي شيء. أتذكر يوم قالت لي ذات صهيل: كن ما تشاء.
قالت: إنه سوق يا عزيزي. والسلع في السوق متاحة للجميع. ما عليك إلا أن تفتح بقالتك الخاصة، بيافطة، ثم تنطلق.
على أية حال، ملامح وجهي ما زالت متناثرة على الأرض. في كل شظية زجاجة بعض وجهي.

نيسان ـ نشر في 2020-06-09 الساعة 17:06


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً