اتصل بنا
 

من كسر اللوحة المقدسة للنبي المتخيل محمود درويش؟ شيء ما عن 'تقديس التوقعات'

نيسان ـ نشر في 2020-06-11 الساعة 10:23

من كسر اللوحة المقدسة للنبي المتخيل
نيسان ـ الجماعة أحبوه شاعرا فحلا. ثم نسوا ما جعلهم يطربون له حبا. فتاهوا. ثم انتهوا بأن حمّلوه أخلاق نبي. كيف يطيق، ثم تفضحه الكلمات المطرّزة على أوراق دواوينه!
الضجة التي يثيرها اليوم محبو الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعد مقال للشاعر والروائي سليم بركات ليست غريبة.
بركات الذي ارتبط بعلاقات وثيقة بدرويش كتب ما كسّر اللوحة المقدسة "للنبي المتخيل" في عقولنا.
نسي التائهون بحب درويش ما كانوا قد بدأوه معه. هو شاعر أجبرهم على الرقص على ايقاع عروضه.
لا منظومة خاصة تضبط أفعال الشعراء، بل إنهم الاقرب للوقوع في الفخ.
وهذا من حيث الفكرة يفهمها افراد "عشيرة" محمود درويش، أما التطبيق فالعين تنسى وهي تنظر الى الولي المبجّل.
فعلها محمود أم لم يفعلها. لن يخدش ذلك حياء ابداعه. ولا تفرّده بكلامه. لن تتلاشى قصائده فجأة إن ولد أم لم يلد.
ما يثير الدهشة حقا أن كل ما قيل عن شاعر السلطة، وعاشق ريتا، وناظم المدائح لقيادة سيف الدولة الحمداني لم يزعج اتباع درويش. بل كل ما قاله درويش نفسه عن نفسه لم يصدمهم. هذا زاده فيهم شرفا.
قبليون نحن تحكمنا قواعد الشرق، حتى وإن ارتدينا فساتين قصيرة.
ما أسهل أن نقع في فخ التقديس. وجميعنا نفعلها. شعراء ومحبيهم. روائيون والتائهون بهم. يسار وعشائريون. اسلاميون وقوميون. كلنا كلنا.
نقدس احزابنا فنطيش معها، فاذا ما مضى علينا العهد نسينا الفكرة الاولى. نقدس قادتنا فيطيشون بنا، حتى ننسى لِمَ هم، إلى الان، قادتنا. نقدس ازلامنا وافكارنا. وأحلامنا وتوقعاتنا، ولسنا، في هذا، نحن فقط. الغرب والشرق في الفخ سواء. اتباع ترامب يفعلون ذلك اليوم، وإن كانت الصورة هوليودية، كما لا يستطيع ذلك اتباع زعيم كوريا الشمالية كين جونغ أون، أو نحن.
نعيب على بعضنا ما نمارسه بكل فجاجة كل يوم. ثم ننسى أننا هم، لكن بقناع آخر.

نيسان ـ نشر في 2020-06-11 الساعة 10:23


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً