اتصل بنا
 

فايروس كورونا ذكر أم انثى؟

نيسان ـ نشر في 2020-06-24 الساعة 11:53

فايروس كورونا ذكر أم انثى؟ ـ
نيسان ـ إنهم يركزون على إجراءاتهم الناجحة لمكافحة جنس فايروس كورونا، بحثا عن انتصار.
ليست هذه المعضلة. الناس مستعدون للتشاغل عن أي شيء، بأي شيء، إنما المعضلة اليوم في الجهل بالنوع الاجتماعي للفايروس.
قيل ذكر، بينما أقسمت النسويات أغلظ الايمان أن كورونا أنثى ترتدي بدلة. بدلة بيضاء، بكمامة وقفازات.
سألتها، من أشد عنادا الذكر أم انتِ؟ رفعت حاجبها، وطرف كحلتها ولم تتكلم. ذبت شوقا.
حتى الآن، لم يروض البشر الفايروس، ويطمحون.
هنا اعترضت عليّ، وقالت: بل قل لم يروضها أحد، ولكن شبّه لهم.
استنادا الى المراجع الطبية العالمية، فإن فايروس كورونا ذكر عنيد. يحتاج الى "طول بال" لترويضه.
سألتني: هل البحث عن جنس كورونا سؤال فائض عن الحاجة. فهَمْهَمْتُ: ما الجوهري اذن؟ ألا نحرق عمرنا بالتافه؟ متى انشغلنا بالجوهري منا - أفرادا وجماعات؟
هم يشغلوننا بالتافه فينا، حتى إذا متنا انتبهنا.
هم يفعلونها، دائما، معنا، لتضيع أعمارنا بمعارك جانبية لا طائل منها، فإذا متنا أفقنا.
قالت: ما الجوهري فيما نعيش؟
قلت: أنْ لا نجيب عن أسئلتهم. أن لا ننشغل بتصريحاتهم. أن تكون لنا أجندتنا بعيدا عنهم.
ذكّرتها ببيزنطة وجدلها، وحوار جنس الملائكة، في الوقت الذي كان يجوس "العدو" في الديار.
كل ما يشغلنا اليوم أدوات لإشغالنا عن الجوهر.
ما الجوهر؟ سألت.
لم أجب. فأنا لا أصدق السقف وصحافته.
على العموم. حُكِي عن امرأة ذات أقمار قصص لا يرقى إليها خيال، حُكِي أنها قالت يوما: "الحكومة مؤنثة".
قلت لها: إذن هي أنثى مبنية على جرّ اللسان فقط، إن وعدت أخلفت، وإن اعترضت على فعل لم تنم إلا وكانت أول من اقترفته، ثم بعد ذلك كل شيء فيها ذكر.
مالت إلي، وهمست: لقد أضعتَ عليك الليلة، عقابا، يا عزيزي.
رمقتها طويلا. "ما علاقة الطز بالمرحبا يا امرأة". فقالت: فما الجوهري لديك إذن، فسكتُ، فقد نسيتُ.

نيسان ـ نشر في 2020-06-24 الساعة 11:53


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً