اتصل بنا
 

فوائد الأعشاب في تفسير الأحلام!!

كاتبة اردنية

نيسان ـ نشر في 2020-07-01 الساعة 23:30

نيسان ـ بحسب ما تبقى من ذاكرة لديّ، قال الفنان صلاح السعدني قبل أكثر من 25 عاما في مقابلة تلفزيونية إننا في العالم العربي لا تنقصنا الأطر بل الجوهر.. فلدينا ملاعب كرة قدم وأندية وجمهور واتحادات كرة ولكن ليس لدينا بنية تحتية لكرة قدم عالمية، ولدينا ممثلون ومخرجون وخشبات مسرح وستارة وجمهور ولكن لا يوجد لدينا مسرح حقيقي، وقس على ذلك..
تذكرت ذلك بعد دردشة ثريّة مع أخي رعد، حيث تطرقنا للانتشار الواسع في عالمنا العربي للنظريات العامة- لا العلمية- من فوائد الأعشاب وتفسير الأحلام والأبراج والفولكلور والأساطير في ظل غياب شبه تام للتطبيق العملي لمناهج البحث العلمي في مدارسنا وجامعاتنا لدرجة غدونا فيه لا نلحظ الأثر الإيجابي للازدياد الهائل في حملة الشهادات، ومنها العليا، على المجتمعات ككل، لأن ما نتعلمه ببساطة قد يتعارض مع الموروث الفكري.
وإلا فما معنى أن يجبر أحد أكبر علماء الفيزياء العرب ابنته القاصر على الزواج!؟
وما معنى أن نرى أطباء أو أكاديميين وبيولوجيين وأصحاب تخصصات علمية مختلفة يختزلون نظرية النشوء والتطور، إحدى أعمق النظريات في التاريخ الإنساني وأكثرها ثورية، بجملة واحدة واعتقاد خاطئ وهو أن "الإنسان أصله قرد"؟!
وما معنى أن لدينا مؤرخين يعتمدون النصوص الدينية كدليل تاريخي بدلا من الأبحاث الأركيولوجية وعلم الآثار؟
وما معنى أن يتبنى سياسيونا العقلية القبلية في السياسة ويصنفون العالم الخارجي إلى أصدقاء أو أعداء أبديين على حساب البراغماتية أو المصالح؟
وما معنى أن أهم المؤثرين الاجتماعيين في بلادنا ( مع اعترافي بأنني لا أحب هذا المصطلح) لا يفهمون أبجديات علم الاجتماع والفلسفة، والتي بالمناسبة توقفنا في الأردن عن تدريسها في المدارس بعد سطوة التيار الإخواني على المناهج منذ منتصف السبعينيات نحو مناهج "فكر أقل- نفذ أكثر"، والتي رأت في الفلسفة رياضة ذهنية تهدد هذا التوجّه، فيما بدا وكأنه هزيمة أخرى لإرث ابن رشد.
رحم الله الدكتور فتحي جروان أول من أدخل مصطلح تعليم التفكير إلى الساحة التربوية، وجمع كل المهتمين العرب تحت قيادة أردنية، وأعان الله خبيرنا التربوي الدكتور ذوقان عبيدات في نضاله نحو الإصلاح التربوي.
وفي خضم هذا السيرك والضجيج، فمن الطبيعي جدا أن نكثر في الحديث عن الديمقراطية ونطالب بها ونحن نجهلها ولا نمارسها وإن أردنا ممارستها من باب التجربة نفشل بها أو السجن!
وكذلك الحال في ممارسة حرية التعبير فهي من الممنوعات في حين يتشدق السياسيون في الحديث عنها في بلاد الغرب ويركزون على أهميتها بينما يقبع مواطنوهم السجون لمجرد سؤال أو تعليق أو فكرة..

نيسان ـ نشر في 2020-07-01 الساعة 23:30


رأي: هيا منير كلداني كاتبة اردنية

الكلمات الأكثر بحثاً