اتصل بنا
 

أتعلمين؟.. أنتِ أولُ الغيثِ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-07-03 الساعة 11:41

نيسان ـ يأتي الإوزُ مُتسلّلاً الى مَقعديَ الخشبيِّّ
نَتاولُ ما تَيسّرَ مِنْ فُتاتٍ
نَسمعُ موسيقانا الفَوضويّةََ الإيقاعِ.
فيَحتجُّ قلبي النائمِ هنا
ويَمضي
وأمضي
ويَبقى الإوز !..
أتعلمين؟! أنتِ أولُ الغيثِ، وما حضوري الزائِل ( المؤقت) الا آخر الغيث. كُلما أتوه تجدينني في مقال هنا، ولربما قصيدة.. قرأت انا يا عزيزتي في التاريخِ لذلكَ أصبحتُ مؤمناً بإنكِ آخرُ ( الملكات).
وحدكِ تتآمرين مع بحورِ العالم، وحدكِ تحلمينَ بغيرِ الحلم، و وحدكِ تفسرين الدياليكتيك كما تشائين، فما نحن إلا بضعَ متخمين بلغةِ القبيلة ونحاججُ بتاريخٍ بائسٍ زائف، نتشدقُ بما لا نعرفُ في كل نقاش... ونمسد ( بعض شواربٍ) ونستلُ سيوفاً صدئة مهترئة. والله إنّي لأشعُرُ أنّي مُعتَقلٌ في جِلدي !
ولأنّ كلَّ العالمِ يتلصّصُ الآنَ على بريديكِ الإلكتْرونيِّ
فَلقدْ تَركتُ عنواني في عُشّ الحمامِ الساكنِ على شجرةِ السِرو المٌحاذيةِ لِنافذتكِ الغربيّةِ، أتعلمين؟! انا مؤقتٌ كاحتمالِ أن أشتمَ رائحةَ عِطرِكِ وانا أكتبُ هذه الكلمات! فما المسافةُ يا عزيزتي سوى حُلمٌ مكتمل التفاصيل.
أراكَ الآنَ
ولا أراكْ
تَمشي على خُطى ( لاعبٍ رياضي) يهرولُ أمام منزلكِ ( الوهمي)
وعلى خُطاكْ
وأنا الآنَ أمشي على الطريقِ
ولا أرى على الطريقِ أحداً سِواكْ
أتذكرُ بأنكِ كنتِ أروعَ من أعادَ تعريف ( الخطى على الرمل)، وإنني قلت يومها:" ليس على الكرامة ( العرجاء) حرج... في كل ليلة ورغم أننا في تموز.. لكن هُنا
رائحةُ الشتاء،
وحضوركِ الفوضويُّ في تَفاصيلِ الأغاني،
وقَصيدةٌ مُترجمةٌ عن أساطيرِ المستقبلِ
وكأسٌ من الشايِ البارد..
يقول غسان كنفاني في أحد اعترافاته لغادة السمان:
"أنا لا أحبّكِ فقط؛
ولكنّنى أؤمن بكِ ؛ مثلما كان الفارس الجاهلى يؤمن بكأس النهاية يشربهُ وهو ينزِف حياته ! أؤمن بكِ كما يؤمن الأصيل بالوطن والتقيّ بالله، والصوفيّ بالغيب، لا كما يؤمن الرّجل بالمرأة..!"
......
تقول غادة السمان لغسان كنفاني:
أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني ، وأنك تحبني ولا تخبرني ، وستظل كما أنت..
/صمتكَ يقتلني/
*يرد غسان كنفاني:
لكنني متأكد من شيء واحد على الأقل ، هو قيمتك عندي كلُّ ما بداخلي يندفع لكِ بشراهة لكنَّ
مظهري ثابت..
ذات يوم قلت لها :يا ، لا تُجهضي حُلمَكِ في فوضايْ
فإنْ كنتِ تَنتظرينَ بَيتاً جميلاً
فأنا تنتظرُني زنزانةْ
وإنْ كنتَ تنتظرينَ عُطلةً صَيّفيّةً في جُزرِ الكناري
فأنا تَنتظرُني رصاصةٌ من كاتمِ صوتْ
قالتْ: لا أنتظرُ إلاّ وَطناً خَلفَ أضلُعِكْ...
... عزيزي غسان :نحن أكثر إخلاصاً مما يتصورون،
عزيزي لا طُقوسَ لِتكوينٍ آخرْ
لا فِنجانَ قَهوةٍ تُعيدُ فيهِ تَشكيلَ الذاكرةْ
لا رُجوعَ الى الوراءِ المٌتخفّي في عَقاربِ الساعةْ
لا أنتَ ولا أنا مَرّةً أخرى !
رسالةٌ واحدةٌ في صُندوقِ البريدِ كفيلةٌ بأنْ تُحاصرَ ما تَبقّى منا ونموت ونعرّفُ المَسافةَ على أنّها حُلمٌ أحاديُّ الأبعادِ.
وأعرّفُ الحُلمَ انا على أنّهُ فوضى العصافيرِ في الصباحْ وهي.

نيسان ـ نشر في 2020-07-03 الساعة 11:41


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً