اتصل بنا
 

ألم نسخر من مهندس الخمار؟

نيسان ـ نشر في 2020-07-06 الساعة 10:08

ألم نسخر من مهندس الخمار؟ ـ
نيسان ـ حالنا مثل حاله. أعني ذاك المهندس الذي أراد أن يجلس على مقاعد اختبار الثانوية العامة، بدلا عن "البنت".
قصتنا هي نفسها. لكن مع قليل من التفاصيل التي تبدو كأنها خفية.
المهندس لم يكن يرغب، بالتلصص على "البنات"، عندما ارتدى عباءة نسائية وخمار أسود، ودخل مدرسة الاناث.
الزمان: الان.
والمكان: هنا.
والحضور: كلنا.
لو أنه دقّق - دقيقة واحدة - في "المشهد المفترض المقبل"، لنجا.
بتوقيت اختبارات التوجيهي في الاردن، عمد إلى حبكته الضعيفة وتوجه ليجلس على مقاعد اختبار اللغة الإنجليزية، بدلا "عنها"، فوقع.
رجل بكامل قامته، كيف قاده عقله لهذا. لا المشية "مشيتها". ولا القامة "لها".
كيف لم يخطر في رأسه إنه في حضرة معلمات، سيطلبن منه الكشف عن وجهه، وأنهن وسط إصراره على الرفض سيزددن شكا. ألقي القبض عليه. ثم طارت الشرطة النسائية به إلى المركز الأمني.
والتهمة: أنه "هو" وليست "هي".
فتعالوا معنا نتدبّر المعنى. ضحكنا عليه، واستهجناه، سوى أليس هذا حال بعضنا في الكثير من الحوادث. برغم أن حادثة المهندس أوضح استشهادا، وتفاصيلا.
كم نرتكب الحماقات السخيفة سياسيًا، واقتصاديا واجتماعيا، وأكاديميا، ثم لا نتوقف دقيقة قبيل الورطة في تدبّر المعنى. أنا فعلت. وأنت تفعل. ويفعل الرسياسيون والاقتصاديون ذلك كل مرة.
كثير منا يا عزيزي يفعل ذلك، ونقع. وكثير منا حتى وإن نهض من كبوته، يعود ويقع مجددا.
نحن نمارس الانتهاك على أنفسنا مرات ومرات. الانتهاك نفسه.
أما "انتهاكه" هو فكان أولا على عقله، وعلى شخصه، قبل أن يكون على محيطه. سياسيونا ينتهكوننا نحن.
إذن، لعلنا نتواضع قليلا. لعلنا نرشُد امام بعض أغلاطنا. فسلام علينا يوم نخطئ ويوم نتراجع ويوم نبعث للحياة، من جديد.

نيسان ـ نشر في 2020-07-06 الساعة 10:08


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً