في الأردن هناك أنصاف آلهة وانت مجرد 'بشري' لا يستطيع الطيران

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...في الاردن، هناك عصابة من الرجال اداروا الدولة منذ عقود طويلة، فأدمنوا المناصب حتى رفضوا التخلي عن كراسيهم، كأنه "غراء "، فقد لصقوا ابدا.
شبّوا وشابوا وهرموا وهرمنا معهم، وصار الواحد فيهم في مشيته يتراقص اهتزازا لا يكاد يستقر على خطوة، لكنه ثابت ثبات عمود كهرباء حارتنا منذ قرن.
في الاردن، تشعر كأن الثابت ليس المصالح العليا للدولة بل لهؤلاء دون غيرهم.
تشعر بان المنظومة الشخصية التي بنوها ماليا وسياسيا هي الثابت فإن لم يستطعوا الخروج من البيت هرما، بعثوا عنهم أحد اولادهم، فسادونا كما سادونا هم وآباؤهم من قبل .
الولد سيد اذا كان والده السيد، فيصبح الولد مسؤولا منتفخا، لكن ليس هذا فقط.
قبل الولد والده الذي يرفض أن يسكت او ان يستكين، فتراه يلطخ ماضيه حاضره بافعال ادمنها منذ عقود.
أقصد الوالد المسؤول او الجد المسؤول..
هنا عليك ان تتذكر انك يا راعي مجرد راعٍ، وأن الطموح المسموح به هو ان تصبح احد ادوات الوالد المسؤول او الجد المسؤول أو الحفيد المسؤول أيضا.
او ان حالفك حظ المستقبل ان تتأبط الولد نفسه.
أما ان تحمل حلما، حتى وإن امتلكت كل قدرات البشرية، فهذا لا يعني شيئا.
المهم شهادة الدم، وفي الاردن شهادة الدم اوسع خبرة، واسرع منصبا.
لا تقل لي ما تحمل من شهادات او مهارات، عليك في الاردن ان تقول انك ابن من؟ او اخ من او ابن اخت من؟ ما الدماء التي تسري في عروقك حتى يسمح لك ان تحلم.
في الاردن تسير في اقبية الدماء المال والكراسي والمناصب والمنافع.
وفي الاردن سيتفضل عليك الوالد المسؤول او الجد المسؤول بخبراته، حتى تلك الخبرات التي انهكت البلاد والعباد، وقضت عليك وعلى والدك وجدك لن تنفعك.
لكن هل هذا يعني انك ستشعر بذلك؟ لا. اياك ان تشعر بشيء من هذا.
في الاردن انصاف آلهة، وانت مجرد بشري لا يستطيع الطيران.
في الاردن يا صديقي انت مجرد أردني، وهذا لا يكفي لتكون انسانا.