اتصل بنا
 

عمان من الثمالة للضحالة

نيسان ـ نشر في 2020-07-07 الساعة 16:03

نيسان ـ أي عمان التي تتصارعون على بنائها، جميعنا فقدنا "الحق في المدينة" وفقدنا حقنا في تشكيلها، حين غاب عنها تاريخها وعدالة اجتماعية مرجوة ومساواة يُطمح إليها وقيم ديمقراطية تُؤمل!
إجلس في مقهى السينترال في وسط البلد، إفتح حواراً جميلاً مع الأصحاب هناك عن كتب قديمة مثلاً سيرة مدينة لعبد الرحمن منيف، وعن ملامح عمّان القديمة التي اندثرت، إسأل أحد المسنيين في المقهى عن خمارة قعوار التي كان يرتادها عرار وكرر ذكرها كثيراً، عن مكانها، لمَ لم تعد موجودة.
إن لم يتجاهلك المسن، إن لم يتجاهلك، إن لم يعتبر مجرد سؤالك حراماً وكفراً مبيناً، ببرود سيرفض أن يتحدث عن معلم يخص عمان القديمة معلم يخص شاعراً من أهم شعراء الأردن إن لم يكن الأهم، شاعراً أقسم بكل أماكن البلد وزواريبها وحجازتها.
نرفض الحديث عن خمارة تخص عمان ورجل بعظمة ووطنية عرار، ربما يكون هذا السبب اللئيم الذي يجعلك تهيم على وجهك في عمان تبحث عن مقهى حمدان بالبلد او مكانه حتى.
مقهى حمدان الذي احتضن المؤتمر الوطني الأول، لم يعد موجوداً، ببساطة! ورغم ضياع تاريخنا، ترفضون خجلاً أن تدلونا على معالمنا الخاصة، المعالم التي تعد جزءًا من تكوين المكان الذي نحن منه وإليه ننتمي.
سيستمر بحثنا عن مقهى حمدان، وعن قعوار، عن سينما البتراء وعن مريود التل وعن الرعيل الأول، ومهما اعدتم إن ما نفعله ليس له جدوى وبلا فائدة، هذا لن يغير شيئاً بداخلنا، ستبقى إجابتنا واحدة، النصر ليس غايتنا؛ لأنه بعيد لكننا ملزمون بالمقاومة، كل المطلوب منا هو أن نحظى بشرف رفض الصمت مهما كانت النتيجة.

نيسان ـ نشر في 2020-07-07 الساعة 16:03


رأي: معتصم الهويمل

الكلمات الأكثر بحثاً