صباح الاستخارة،.. وبعدها تبدأ الحكاية
نيسان ـ نشر في 2020-07-10 الساعة 11:36
نيسان ـ .في الخطوات الاولى، بدت قاع المدينة اوسع من اي مكان حرير الروح بطيفها الغائب
بين قمم جبال عمان السبعة تحاول ان تتغيب عن موعدها مع عطار شارع الملك طلال،
استدعت الابن الكبير تذكره ان يسمح لها بالتجسد، امرأة غنية بالبهاء والجمال
والدلال و لباسها يسابق زماننا بما يدهشنا بكل تجلياته واكسسواراته.
تقدمت من باب العطار الحن،عمال الصنعة كثر،كرسي العطار الوريث يسبغ على
المكان هيبة شيخ الكار.
في هذه اللحظة، سمعت ما يجعل قلبك يضج؛ ذلك اني حرمت من صوتك، خطابي
الهامس وصل الى حرير الروح فتمايلت وتغنجت، قلت راضيا:
- لصوت حرير الروح تبتهج نفسي.
سكتت عن الكلام المباح وغيبت عينيها عني تنبش في سهو وصمت عن الشيخ في
محلاته التي تجاور المسجد الحسيني، تريح كل من يمرق اطرافها ليشم عبق جدرانها
الحجرية المشتهاة، تكاد حرير الروح ان تنده على العطار، يطل في هيبته وصولجانه
وشعره الاسود العبق بزيت خليط من السيرج والبلسم وعطر الياسمين.
مستني ريح الغيرة!
قلت احدث ذاتي بكبرياء العاشق:
- ..وهل يكفيني عرشك وكل هذا العطر دثار انفاسك؟
بقيت حرير الروح في ثوب الصمت، تتبع اشارات منقوشة على جدران الدكان، فيها
رسوم وكلام نبطي وسرياني وعربي خليط يعج بما في طرح العطارين من سمو،
حاولت استمالة الحرير، لنتجول في بهجة عمان وسط البلد بعد ايام من العزلة
والحظر،قلت:
- صباح الاستخارة،.. وبعدها تبدأ الحكاية.
هاج يمينها فتحسست جدران الدكان، لون حجارتها تحول الى بني موشح بضربات من
عرق الذهب، فيها سيح من بقايا زيوت تتراكم وبلاسم تتبادل ادوارها، اقتربت مني
وهمست:
-صباح الياسمين، الاستخارة أولا!
مسكت ردن قافلتها المرسومة على ردن ثوبها .. وكان ان استخارت، عشقتك اكثر.
استلت سيف الصمت وناهدتني:
صباحك جميل.. يا حبيب الروح
..بدت اطلالة العطار مختلفة حاملا بين يديه مجلدات اغلفتها من رق غزال، احبارها
كوبيا وعطر الصمغ العربي والسناج، وقليل من حبر البيلكان الزاهي:
قلنا من مكاني على مصطبة اسمنتية تجاور حشود الزبائن والسحرة والفتاحين
والحجابين والمرضى نوهي تخطو خطو غزال فمن لا يطل مصعوقا من جلال وقفتها
الارضية، فانا ابعث الى جوار ايامي واسعد بتلك البهية، قلنا معا بصوت يقترب من
العتاب:
- انت فين وانا فين،..؟
..ما جدد الروح في لحظات، ان العطار اسمعنا بهدوء، صوت عبد الحليم حافظ في ثلاث
اغنيات: أنا لك علطول، وعشانك يا قمر، وعلى قد الشوق، تباينت اهواء جمهور وسط
البلد، وعافت بعض الناس الصوت الذي اعتبر فتنة، تراقصت حرير الروح وطالبت بإعادة
كل اغنية من جديد، اشعل صبي العطار الشريط وقلت في نفسي ربما هذا المسجل
هو آخر الادوات الموسيقية الكلاسيكية في وسط البلد، وقد اخفى الصبي عشرات
الاشرطة الكاسيت القديمة التي تضم اغنيات الجيل الجميل في الاغنية العربية
اسمهان، ليلى مراد، فريد الاطرش، عبد الحليم، فيروز محمد عبد الوهاب.. وعبده
موسى وقد رأيت عشرات الاشرطة التي تحكي اغاني عبده.
..لمحت في عين حرير الروح شفقة على صبي العطار، شاهد ان يده لا تتحرك يشكل
جيد، بكت واشارت اليه، تهلل وجه الصبي ومال نحو ذقن الحرير وصرخ:
-ستي.
- انها ضربة من شوال من الرصاص سقط من سدة المحل ووقع فوق رأسي، لولا لطفما اصاب يدك؟
االله كنت مت!.
في ذات الوقت آب حرير ملل كبير، تريد ان تسمع قصص الحجاب وسير اعلام الحجابين
والفتاحين وصنعة وحملة الحجب اشكالها والوانها. احست بيدي تتناول اطراف
اصابعها، حركت رأسي ان علينا التحرك كانت عينا حرير الروح لا تفارقا مجلدات شيخ
العطارين.
بعبشت في جيبها اقصد بقايا حبهان او لمح الحامض حلو وقطع المستكة جابت يدي
بئرا من الحريق يسحب اصابعي الى مجهول يختفي بين اردان الثوب البهي.
لم اتمكن من اخراج اصابعي، تذكرت ان عليّ ركعات اولى في ظلال صباح الاستخارة،..
وبعدها تبدأ الحكاية.
بين قمم جبال عمان السبعة تحاول ان تتغيب عن موعدها مع عطار شارع الملك طلال،
استدعت الابن الكبير تذكره ان يسمح لها بالتجسد، امرأة غنية بالبهاء والجمال
والدلال و لباسها يسابق زماننا بما يدهشنا بكل تجلياته واكسسواراته.
تقدمت من باب العطار الحن،عمال الصنعة كثر،كرسي العطار الوريث يسبغ على
المكان هيبة شيخ الكار.
في هذه اللحظة، سمعت ما يجعل قلبك يضج؛ ذلك اني حرمت من صوتك، خطابي
الهامس وصل الى حرير الروح فتمايلت وتغنجت، قلت راضيا:
- لصوت حرير الروح تبتهج نفسي.
سكتت عن الكلام المباح وغيبت عينيها عني تنبش في سهو وصمت عن الشيخ في
محلاته التي تجاور المسجد الحسيني، تريح كل من يمرق اطرافها ليشم عبق جدرانها
الحجرية المشتهاة، تكاد حرير الروح ان تنده على العطار، يطل في هيبته وصولجانه
وشعره الاسود العبق بزيت خليط من السيرج والبلسم وعطر الياسمين.
مستني ريح الغيرة!
قلت احدث ذاتي بكبرياء العاشق:
- ..وهل يكفيني عرشك وكل هذا العطر دثار انفاسك؟
بقيت حرير الروح في ثوب الصمت، تتبع اشارات منقوشة على جدران الدكان، فيها
رسوم وكلام نبطي وسرياني وعربي خليط يعج بما في طرح العطارين من سمو،
حاولت استمالة الحرير، لنتجول في بهجة عمان وسط البلد بعد ايام من العزلة
والحظر،قلت:
- صباح الاستخارة،.. وبعدها تبدأ الحكاية.
هاج يمينها فتحسست جدران الدكان، لون حجارتها تحول الى بني موشح بضربات من
عرق الذهب، فيها سيح من بقايا زيوت تتراكم وبلاسم تتبادل ادوارها، اقتربت مني
وهمست:
-صباح الياسمين، الاستخارة أولا!
مسكت ردن قافلتها المرسومة على ردن ثوبها .. وكان ان استخارت، عشقتك اكثر.
استلت سيف الصمت وناهدتني:
صباحك جميل.. يا حبيب الروح
..بدت اطلالة العطار مختلفة حاملا بين يديه مجلدات اغلفتها من رق غزال، احبارها
كوبيا وعطر الصمغ العربي والسناج، وقليل من حبر البيلكان الزاهي:
قلنا من مكاني على مصطبة اسمنتية تجاور حشود الزبائن والسحرة والفتاحين
والحجابين والمرضى نوهي تخطو خطو غزال فمن لا يطل مصعوقا من جلال وقفتها
الارضية، فانا ابعث الى جوار ايامي واسعد بتلك البهية، قلنا معا بصوت يقترب من
العتاب:
- انت فين وانا فين،..؟
..ما جدد الروح في لحظات، ان العطار اسمعنا بهدوء، صوت عبد الحليم حافظ في ثلاث
اغنيات: أنا لك علطول، وعشانك يا قمر، وعلى قد الشوق، تباينت اهواء جمهور وسط
البلد، وعافت بعض الناس الصوت الذي اعتبر فتنة، تراقصت حرير الروح وطالبت بإعادة
كل اغنية من جديد، اشعل صبي العطار الشريط وقلت في نفسي ربما هذا المسجل
هو آخر الادوات الموسيقية الكلاسيكية في وسط البلد، وقد اخفى الصبي عشرات
الاشرطة الكاسيت القديمة التي تضم اغنيات الجيل الجميل في الاغنية العربية
اسمهان، ليلى مراد، فريد الاطرش، عبد الحليم، فيروز محمد عبد الوهاب.. وعبده
موسى وقد رأيت عشرات الاشرطة التي تحكي اغاني عبده.
..لمحت في عين حرير الروح شفقة على صبي العطار، شاهد ان يده لا تتحرك يشكل
جيد، بكت واشارت اليه، تهلل وجه الصبي ومال نحو ذقن الحرير وصرخ:
-ستي.
- انها ضربة من شوال من الرصاص سقط من سدة المحل ووقع فوق رأسي، لولا لطفما اصاب يدك؟
االله كنت مت!.
في ذات الوقت آب حرير ملل كبير، تريد ان تسمع قصص الحجاب وسير اعلام الحجابين
والفتاحين وصنعة وحملة الحجب اشكالها والوانها. احست بيدي تتناول اطراف
اصابعها، حركت رأسي ان علينا التحرك كانت عينا حرير الروح لا تفارقا مجلدات شيخ
العطارين.
بعبشت في جيبها اقصد بقايا حبهان او لمح الحامض حلو وقطع المستكة جابت يدي
بئرا من الحريق يسحب اصابعي الى مجهول يختفي بين اردان الثوب البهي.
لم اتمكن من اخراج اصابعي، تذكرت ان عليّ ركعات اولى في ظلال صباح الاستخارة،..
وبعدها تبدأ الحكاية.
نيسان ـ نشر في 2020-07-10 الساعة 11:36
رأي: حسين دعسة