هل ثمة إيجابيات من تفاعلات الضم؟
نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 09:09
نيسان ـ على سوء فكرة الضم وتطبيقاتها، وأذيتها الكبيرة لحل الدولتين حيث تجعله شبه مستحيل، ثمة جانب إيجابي لما يحدث ونقاش فكري عميق حول ضرورات حل الدولتين، ليس فقط لجهة عدالتها للشعب الفلسطيني الصابر تحت الاحتلال، بل لجهة أنها مصلحة إسرائيلية. النقاش يقول إنه من دون حل الدولتين سيكون محتوما أن يكون هناك دولة واحدة لقوميتين فلسطينية وإسرائيلية، وبذلك تنتحر إسرائيل عمليا لأن الغلبة الديموغرافية ستكون للفلسطينيين، وإن حاولت إسرائيل منع ذلك من الحدوث والتفكير بنظامين داخل الدولة واحد للإسرائيليين وآخر للفلسطينيين فهي بذلك تكون قد تحولت لنظام فصل عنصري ابارثايد. بناء على ذلك، فإن حل الدولتين ليس فقط هو الحل الأعدل، وإنما الأكثر منطقية ويحقق مصالح الجميع، وفكرة ضم الأراضي تتعارض جوهريا مع إحقاقه.
هذا التفكير يحمل قوة فكرية وإقناعية كبيرة، ومن يتحدث بهذه الأفكار هم من أقرب المقربين من أصدقاء إسرائيل الذين يرونها مقدمة على انتحار سياسي من خلال الضم. يعتقد هؤلاء أنه لا ردود الفعل العربية ولا الأوروبية ستكون مؤرقة لإسرائيل ما دامت أميركا داعمة لها، فالعلاقات مع العرب لم تصل لمستوى الاعتماد المتبادل لكي تقلق إسرائيل من تضررها، والأوروبيون منقسمون في مواقفهم وجل ما يمكن توقعه مقاطعة لمنتجات المناطق التي سيتم ضمها على غرار مقاطعة منتجات المستوطنات، لذلك هم يقدمون منطقهم أن الضم مؤذ جوهريا لإسرائيل ومستقبلها، وأنها ذاتيا وعقلانيا يجب أن تقف ضده وتوقفه، بل ويزيدون أن فكرة الضم وبسبب أبعادها الديموغرافية وأذيتها لحل الدولتين تتعارض مع فكرة إنشاء إسرائيل، التي أسست على إنشاء دولة يكون فيها أغلبية السكان يهودا قادرين على حماية أنفسهم بأنفسهم وليسوا أقليات محمية من الدول التي يعيشون فيها كما كان الحال في أوروبا.
قد يخطئ المقربون من إسرائيل بالتقليل من شأن ردود الفعل العربية والفلسطينية لأنها بالفعل ستكون مؤرقة ومؤذية لإسرائيل، ويخطئون بالتقليل من شأن ردود الفعل الأوروبية التي قد تصل ببعض دول أوروبا للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة بكل ما يترتب على ذلك من زخم قانوني وسياسي، لكنهم صائبون تماما في أن تعطيل وإنهاء حل الدولتين انتحار سياسي وفعلي لإسرائيل لأن بديله حل الدولة الواحدة سواء كانت بنظامين منفصلين لقوميتين أو دولة لشعبين متساويي الحقوق السياسية. إسرائيل من خلال الضم تسير عنوة لتكرار تجربة جنوب افريقيا أو ايرلندا اللتين لم تهدآ وتتمتعان بالاستقرار قبل أن انتهى نظام الفصل العنصري.
علينا جميعا أن ننقل نقاش الضم من بعده الأمني التكتيكي قصير النظر لأبعاده الاستراتيجية التي تتعارض مع الدولتين، وعلينا التأكيد وإعادة الروح لحل الدولتين ليس فقط لأنه مطلب فلسطيني وعربي عادل، بل لأنه الحل الذي يشكل تسوية منطقية عادلة لجميع الأطراف، وهو الطريق الوحيد الذي يحقق السلام العادل ويجلب الاستقرار الحقيقي.
هذا التفكير يحمل قوة فكرية وإقناعية كبيرة، ومن يتحدث بهذه الأفكار هم من أقرب المقربين من أصدقاء إسرائيل الذين يرونها مقدمة على انتحار سياسي من خلال الضم. يعتقد هؤلاء أنه لا ردود الفعل العربية ولا الأوروبية ستكون مؤرقة لإسرائيل ما دامت أميركا داعمة لها، فالعلاقات مع العرب لم تصل لمستوى الاعتماد المتبادل لكي تقلق إسرائيل من تضررها، والأوروبيون منقسمون في مواقفهم وجل ما يمكن توقعه مقاطعة لمنتجات المناطق التي سيتم ضمها على غرار مقاطعة منتجات المستوطنات، لذلك هم يقدمون منطقهم أن الضم مؤذ جوهريا لإسرائيل ومستقبلها، وأنها ذاتيا وعقلانيا يجب أن تقف ضده وتوقفه، بل ويزيدون أن فكرة الضم وبسبب أبعادها الديموغرافية وأذيتها لحل الدولتين تتعارض مع فكرة إنشاء إسرائيل، التي أسست على إنشاء دولة يكون فيها أغلبية السكان يهودا قادرين على حماية أنفسهم بأنفسهم وليسوا أقليات محمية من الدول التي يعيشون فيها كما كان الحال في أوروبا.
قد يخطئ المقربون من إسرائيل بالتقليل من شأن ردود الفعل العربية والفلسطينية لأنها بالفعل ستكون مؤرقة ومؤذية لإسرائيل، ويخطئون بالتقليل من شأن ردود الفعل الأوروبية التي قد تصل ببعض دول أوروبا للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة السيادة بكل ما يترتب على ذلك من زخم قانوني وسياسي، لكنهم صائبون تماما في أن تعطيل وإنهاء حل الدولتين انتحار سياسي وفعلي لإسرائيل لأن بديله حل الدولة الواحدة سواء كانت بنظامين منفصلين لقوميتين أو دولة لشعبين متساويي الحقوق السياسية. إسرائيل من خلال الضم تسير عنوة لتكرار تجربة جنوب افريقيا أو ايرلندا اللتين لم تهدآ وتتمتعان بالاستقرار قبل أن انتهى نظام الفصل العنصري.
علينا جميعا أن ننقل نقاش الضم من بعده الأمني التكتيكي قصير النظر لأبعاده الاستراتيجية التي تتعارض مع الدولتين، وعلينا التأكيد وإعادة الروح لحل الدولتين ليس فقط لأنه مطلب فلسطيني وعربي عادل، بل لأنه الحل الذي يشكل تسوية منطقية عادلة لجميع الأطراف، وهو الطريق الوحيد الذي يحقق السلام العادل ويجلب الاستقرار الحقيقي.
نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 09:09
رأي: د. محمد حسين المومني