اتصل بنا
 

معركة على قطعة أرض اسمها أيا صوفيا

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 15:09

معركة على قطعة أرض اسمها أيا
نيسان ـ وَعَدَ الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو محاصر في المدينة من "الأحزاب" بتسلم المسلمين لمفاتيح الشام ومفاتيح فارس. شرارات صخرة الخندق تحكي لك القصة. فهل تريد أن ترى خريطة مواقف الأطراف آنذاك؟ انظر. هي أمامك اليوم، في آيا صوفيا، كأنها كلمة كلمة.
معركة جدل عربية على قطعة أرض اشتراها محمد الفاتح. التاريخ ليس يوما مضى. إنه الفاعل فينا، رغم أنفنا.
في آيا صوفيا، سوريا بكل تفاصيلها. فيها خريطة ليبيا واضحة وضوح الشمس. فيها فلسطين. فيها كل ما يوجع في الأمة. المسألة ليست جدل على قطعة أرض. أنها حكاية أمة بأسرها.
وهي أبعد من ذلك أيضا. اليوم كأن بعضنا ينتقم "تشفيا" من فعل أتاتورك، فقال لع: ها قد عاد مسجدا يا أتاتورك.
السلطان العثماني محمد الفاتح الذي قضى منذ مئات السنين، أفاق فجأة من قبره وانفعل مع ملفاتنا المعاصرة. كما افاق كمال أتاتورك محوّل المسجد إلى متحف. أحمق من يظن أن التاريخ يموت.
نقاشات آيا صوفيا في صلب الخطاب الإسلامي، التي تربى عليها المسلمون. كأن البعض نسي أن آيا صوفيا بين دفتي كتب الأحاديث النبوية. يكفي التذكير أن قطعة الأرض هذه متعلقة بفتح القسطنطينية. وما أدراك ما فتح القسطنطينية في وجدان المؤمن.
مسجد حوله كمال أتاتوك إلى متحف عام 1935 ثم عاد مسجدا، فأين لبّ الاعتراض؟
كما ليس صحيحا الفكرة التي ارتاح لها البعض من أن الاهتمام بآيا صوفيا مرده طرد الدول العربية للناس عن الاهتمام والفاعلية بشؤونهم المحلية. غلط. لو أنهم فاعلون محليا لاهتموا بآيا صوفيا أكثر وأكثر.
الخلافات يا سادة، هنا على مصير الأمة، وكل ما تحت ذلك مجرد تفاصيل. اشترى أم لم يشتر. رغم أن البعض يرتاح للقول إنها السياسة. لكن ما هي السياسة؟ القول إن تحويل المتحف لمسجد فعل سياسي انما يطبّق منظومة نأي الدين عن السياسة. وكأن السياسة ليست دين كلها؟

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 15:09


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً