اتصل بنا
 

يوميات (نشفان الريق وطلعان الروح) مع الداعية محمد نوح القضاة

كاتبة اردنية

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 16:46

نيسان ـ لا أدري بماذا كان يفكر النائب محمد نوح عندما قال في إحدى إطلالاته الرمضانية اليومية إن العرب والمسلمين "لم يخلقوا لصناعة الطائرات والقطارات ومنافسة أوروبا، فالله جعل من العرب دعاة فكر وهداة، ومن الآخرين تلامذة يهتدون بهدى العرب".
إن من مصائب الدهر أن تعطى منابر دينية وإعلامية لأمثال هؤلاء الجهلة.
- بدلاً من أن يبني على تَرِكة الإصلاح الديني في القرن التاسع عشر والذي طرح السؤال الكبير: لماذا تقدم غيرنا وتخلّفنا نحن؟، وبدلاً من محاولة تشخيص العلّة كمقدمة للخروج من المستنقع الذي فيه العرب والمسلمون اليوم، وبدلا من أن يستنهض الشباب ويحثهم على التعليم والمنافسة في مضمار العلم والمعرفة، نجده يجتر هذه اللغة الانهزامية والتبريرية والاكتفائية والكسولة والمبنية على خيال ووهم.

- إلى متى سيستمر هذا الخطاب المبني على الفوقية التخيلية والمرفوضة جملة وتفصيلا، خاصة وأن العرب والمسلمين اليوم في عصر انحطاط وعلى هامش الحضارة؟ فعلى ماذا الفوقية وبدلتك وهاتفك ومنابرك الإعلامية كلها من صنع "الآخرين"؟

- حسب ما أعرف ألا أرضية دينية قوية لما تقول، فإن الله لم يرسل دينه للعرب فقط، ثم ألم يقل الرسول الكريم (لا فرق بين عربي ولا أعجمي، ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)؟ أزعم أن العلم والتقدم الحضاري وتقديم ما فيه الخير للبشرية هو من محددات " التقوى".
والمستجير بنوح القضاة عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار.
نوح القضاة، المتغيب الأكبر عن ممارسة مهامه كنائب في مجلس النواب الأردني شكى مرّة رئيس الوزراء الأسبق الملقي الملقي إلى الله! لا أدري ماذا يفعل في البرلمان كنائب؟ ليشكوه في البيت إذن!
كما وألقى خطبة عصماء تحت القبة هدّد نتانياهو بأنه يستطيع أن يفعل ما يشاء في الأقصى الآن لأنه لا حول لمسلمي اليوم ولا قوة وأن اليوم سيأتي وسينتقم و"سيذبح من هم في شرقيّ النهر من هم في غربيّه"، مختزلا الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بالجانب العقائدي، شاطبا في ذلك نضالات المسيحيين من أهل الأرض، وغير المسلمين، بل وغير الفلسطينيين من الذين يناصرون فلسطين لأنها قضية إنسانية.
هذا النابغة أيضاً استنتج أن مأساة الأطفال الذين جرفتهم السيول قبل عدة سنوات في الأردن هي "غضب من الله بسبب الفساد وانحلال المجتمع"، بدلاً من أن يمارس دوره الرقابي كنائب للتحقيق فيما جرى على الأقل لتفادي كارثة مماثلة. إن اختزال كل مصائبنا الحياتية وفشل الدولة الإداري بأنه بسبب الابتعاد عن الدين أمر خطير للغاية ويعزز المسير على المزيد من الفشل في إدارة المجتمع والدولة وعائق أمام أية إصلاحات.
في النهاية أترك سعادة النائب الوزير الداعية الإعلامي الشيخ الدكتور المفكر المفتي السوبرمان مع السؤال التالي:
بخصوص ظهورك لعامين على قناة "اقرأ" السعودية، وعام على قناة "سكاي نيوز" الإماراتية، هل تقاضيت أجراً عن ذلك؟ وهل يتعارض ذلك مع مبدأ استقلالية المشرّع الأردني (كون مصدر التمويل غير أردني)؟ وهل كان ذلك على حساب مهامّك التي انتخبت لأجلها؟ وما نوع الڤيتامينات والمنشطات التي تتعاطاها للقيام بكل هذه المهام؟!

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 16:46


رأي: هيا منير كلداني كاتبة اردنية

الكلمات الأكثر بحثاً