اتصل بنا
 

تتجاهل دول الخليج.. الجامعة العربية أم جامعة مصر العربية؟

نيسان ـ شؤون خليجية ـ نشر في 2015-08-07 الساعة 18:25

x
نيسان ـ

أثار استنكار جامعة الدول العربية للقصف التركي على مناطق في شمال العراق العديد من التساؤلات حول دور الجامعة وتوجهاتها وانحيازاتها لدول على حساب أخرى منذ وصول قائد الانقلاب العسكري المصري عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم العام الماضي، خاصة وأن استنكار الجامعة يأتي بعد أن رحبت في وقت سابق بمشاركة 10 دول عربية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة "داعش"، كما لاقى انضمام تركيا للتحالف ترحيبا دوليا واسعا.

الجامعة تستنكر وقطر تتحفظ

وأعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن استنكار الجامعة للقصف التركي على مناطق في شمال العراق، وطالب في بيان له، أمس الثلاثاء، تركيا باحترام سيادة العراق على كامل أراضيه، وبالالتزام بمبادئ حسن الجوار وبالاتفاقات الموقعة بين العراق وتركيا، وعدم التصعيد، واللجوء إلى التفاهم بين البلدين للتعاون من أجل معالجة كافة الأمور المتعلقة بالحفاظ على أمن واستقرار الدولتين.

فيما تحفظت دولة قطر على موقف جامعة الدول العربية، مؤكدة دعمها الكامل لتركيا، وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها، تتحفظ دولة قطر على البيان الصادر من الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، بشأن استنكار جامعة الدول العربية للقصف التركي على مناطق في شمال العراق، مؤكدة أن "البيان الصادر باسم الجامعة العربية لم يتم التشاور حوله مع الدول الأعضاء في الجامعة"، مشددة على "تضامن دولة قطر الكامل مع الجمهورية التركية الشقيقة في ما تتخذه من إجراءات وتدابير لحماية حدودها وحفظ أمنها واستقرارها". كما أكدت الخارجية القطرية "على حق تركيا في الدفاع عن نفسها، والقضاء على مصدر التهديد، من أي جهة أتى".

الجامعة ترحب بمشاركة 10 دول عربية في التحالف ضد داعش

أبدت جامعة الدول العربية اهتماما وتأييدا منذ الإعلان عن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة "داعش" في سبتمبر الماضي، بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة 10 دول عربية منهم "مصر" ، باعتبارها جهود محمودة في مواجهة "التنظيمات الإرهابية"، التي تهدّد المنطقة.

وأعلن جون كيري وقتها بعد محادثات في جدة مع وزراء عرب "إن الدول المشاركة وافقت على الانضمام لحملة عسكرية منسقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي سيطر على أجزاء من العراق وسورية وأعلن قيام خلافة عبر حدود الدولتين".

وبعد يوم من المحادثات في السعودية، قالت الولايات المتحدة ومصر والعراق والأردن ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الست: إن "الدول المشاركة وافقت أيضاً على وقف تدفق الأموال والمقاتلين على تنظيم الدولة وستساعد في إعادة بناء المجتمعات التي روعها التنظيم بأعماله الوحشية".

وقال بيان صدر عن المحادثات: إن الوزراء ناقشوا إستراتيجية تدمير "الدولة الإسلامية" "أينما كان في كل من العراق وسوريا".

ويضم التحالف كل من مصر والعراق والأردن ولبنان والسعودية والكويت وعمان وقطر والبحرين والإمارات، فيما رفضت تركيا وقتها الانضمام إلا بشروط رفضتها الولايات المتحدة.

وقابل الدكتور نبيل العربي في أكتوبر الماضي منسّق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" الجنرال جون آلن، وأعلنت جامعة الدول العربية أن اللقاء بهدف "استعراض الجهود التي يقوم بها التحالف الدولي من أجل مواجهة "داعش" ونتائج الضربات التي يشنها التحالف بصورة شبه يومية ضد معاقل هذا التنظيم والتنسيق الدولي لمواجهة ما يمثله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها."

الموقف من سوريا تغير بوجود السيسي

سجل الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية في قمته الـ 26 بشرم الشيخ في مارس الماضي بقاء المقعد السوري شاغرا دون الإعلان عن السبب، بالرغم من اعتراف جامعة الدول العربية من قبل بتمثيل ائتلاف الثورة السورية الشرعي عن سوريا.

وأعرب ائتلاف الثورة السورية عن استيائه آنذاك من تغييبه عن القمة العربية للمرة الثانية، بعد أن كان دعي في قمة الدوحة لشغل المعقد السوري باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري، واعتبر تغييبه موقفا من القاهرة من القضية السورية، واتبعته جامعة الدول العربية .

ورغم إعلان نبيل العربي خلال تصريح إعلامي قبيل انعقاد القمة العربية أنه ستتم دعوة الائتلاف السوري المعارض ممثلا لسوريا في القمة، إلا أنه تم الإعلان في افتتاح الدورة عن بقاء المقعد السوري شاغرا خلال القمة .

ودعا الائتلاف السوري المعارض -في بيان له - الجامعة العربية إلى عدم التفريط بحقوق الشعب السوري، وشدد على أن أي حل سياسي لا يحقق طموحات السوريين هو خيانة لدماء الشهداء وزعزعة لأمن واستقرار المنطقة.

من جهته، قال الدكتور هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض، إن الائتلاف أرسل مذكرة لوزارة الخارجية المصرية والجامعة العربية، يعرب فيها عن استعداده للمشاركة بالقمة مع تسمية الوفد الذي سيشارك ، محملا مصر باعتبارها الدولة المضيفة مسؤولية غياب الائتلاف عن القمة، وذهب إلى تفسير الموقف المصري بقوله "قد يكون عبد الفتاح السيسي يميل حتى الآن إلى بشار الأسد".

المالكي ينتقد السعودية والجامعة تصمت

تساءل مراقبون، عن أسباب صمت جامعة الدول العربية، على الهجوم العنيف والمتتابع مؤجراً من نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية العراقية، على المملكة السعودية معتبرا إياها مهدا للإرهاب والتطرف، وداعيا لوضعها تحت الوصاية الدولية، دون استنكار من الجامعة .

وزعم نوري المالكي، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه إحدى الفضائيات العراقية المحسوبة على حزبه: "جذر الإرهاب وجذر التطرف وجذر التكفير هو من المذهب الوهابي في السعودية"، معتبرا أن "الحكومة السعودية غير قادرة على ضبط هذا التوجه الوهابي التكفيري".. "وبسبب عجزها فأنا أدعو أن تكون السعودية تحت الوصاية الدولية وإلا سيبقى الإرهاب يتغذى من أموال السعودية" وينمو على حساب السعودية وبيت الله الحرام".. "العالم يحتاج لعلاج مشكلة الإرهاب في السعودية كما يسعى لحلها في العالم".، حسب زعمه.

وأثارت دعوة المالكي بوضع السعودية تحت الوصاية الدولية حفيظة النشطاء والمثقفين السعوديين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

لكن يبدو أن الجامعة أصبحت بالفعل أداة في يد السيسي يحركها تبعا لمواقفه الشخصية تجاه الدول فتحركت واستنكرت تحرك تركيا لحماية حدودها بسبب موقف تركيا المناهض للانقلاب العسكري وللسيسي وجرائمه، في الوقت الذي تغير موقفها من سوريا ومن العراق .

نيسان ـ شؤون خليجية ـ نشر في 2015-08-07 الساعة 18:25

الكلمات الأكثر بحثاً