نظرية 'سيخ الشاورما' الإعلامية
نيسان ـ لقمان إسكندر ـ نشر في 2020-08-02 الساعة 11:40
نيسان ـ لقمان إسكندر
تريد الحكومة إقناعنا اليوم أنّ الثقة التي منحها المواطنون لسيخ الشاورما لم تكن في محلها.
هي لم تقل لنا بعد عن "السيخ": حماكم الله، وحمى صحّتكم، وأحبّاءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والمحافظات جمعاء من شرّ هذا السيخ. نحن في خدمتكم، ونجاحنا بالتزامكم. لكنها توشك أن تقول.
ما يدعو للتوقف أمامه هو مستوى تدفق الأخبار القادمة من مخيم البقعة، فترة العيد. إنها توحي أنْ ما يقلقنا فقط هو خديعة سيخ الشاورما لنا.
بالطبع، أنا لا أشكك في قدرة السيخ على العبث بأمعائنا. لكن ما زالت رواية الحكومة عنه غير مكتملة، خاصة مع اتساع رقعة تأثيره على "الإنسانية جمعاء" ما يوحي أن المسألة أبعد من "سيخ"، أو مطعم واحد.
إن المراقب للتصريحات الرسمية يصدم من اتساع إغلاقات المطاعم، في أكثر من محافظة، ما يعني أن الأمر ليس عن مطعم أخطأ في إجراءات السلامة الصحية لديه.. أليس كذلك؟
على العموم، لم تخبرنا وزارة الصناعة بعد عن حجم تأثير السيخ على الاقتصاد الوطني، وما إذا كان من الضروري إعلان حظر جزئي أو كلي على عشاء الأولاد لضمان تخفيف الاضرار المتوقعة في الوجبات؟
هكذا بدا الأمر صباح اليوم: (إتلاف أطنان من الدجاج الفاسد بعد مداهمة مستودعات في صافوط).. (إغلاق 16 مطعما في عين الباشا و4 في السلط و3 بالعاصمة).. (ارتفاع عدد اصابات التسمم في عين الباشا الى 57)... (صحة البلقاء: تسجيل 27 حالة تسمم جديدة في لواء عين الباشا).. اللوحة الرئيسية للمواقع الإخبارية لم تعد كافية لأخبار سيخ الشاورما.
العالم مطارد من فايروس كورونا، وفي الأردن طاردنا "سيخ"؛ فلم تعد أخبار الفايروس مهمة، أمام جائحة سيخ الشاروما، إلى حد شعرنا - ربما - أننا بحاجة الى إجراء حوار مع "السيخ" لعلّه يكفّ عنا، فنكفّ عنه.
ولأن على الإعلام أن يكون لديه ما يقوله يوميا؛ منحنا سيخ الشاورما وجبات إخبارية لا تنضب لوسائل الإعلام؛ ثم ساهمت الحكومة في تدفقها ساعة بساعة، أما ما يجري في محافظات المملكة، فلا شأن لنا به، فالبلقاء وسيخها ومطاعمها أولا.
في المملكة اليوم، وجهان إعلاميين: الأول أخبار صفحات التواصل الاجتماعي الذي يعبر عن الناس واحتياجاتهم وهمومهم، والثاني أخبار وسائل الاعلام بمختلف مشاربها.
إن وسائل الإعلام المحلية تدير المشهد استنادا إلى نظرية "سيخ الشاورما" الإعلامية. بالطبع، نحن سادة الإعلام في العالم العربي، فدعونا نقدم له فكرتنا الناجحة عن كيف يمكنك أن تديره.
تريد الحكومة إقناعنا اليوم أنّ الثقة التي منحها المواطنون لسيخ الشاورما لم تكن في محلها.
هي لم تقل لنا بعد عن "السيخ": حماكم الله، وحمى صحّتكم، وأحبّاءكم، وحفظ الوطن وقيادته، والمحافظات جمعاء من شرّ هذا السيخ. نحن في خدمتكم، ونجاحنا بالتزامكم. لكنها توشك أن تقول.
ما يدعو للتوقف أمامه هو مستوى تدفق الأخبار القادمة من مخيم البقعة، فترة العيد. إنها توحي أنْ ما يقلقنا فقط هو خديعة سيخ الشاورما لنا.
بالطبع، أنا لا أشكك في قدرة السيخ على العبث بأمعائنا. لكن ما زالت رواية الحكومة عنه غير مكتملة، خاصة مع اتساع رقعة تأثيره على "الإنسانية جمعاء" ما يوحي أن المسألة أبعد من "سيخ"، أو مطعم واحد.
إن المراقب للتصريحات الرسمية يصدم من اتساع إغلاقات المطاعم، في أكثر من محافظة، ما يعني أن الأمر ليس عن مطعم أخطأ في إجراءات السلامة الصحية لديه.. أليس كذلك؟
على العموم، لم تخبرنا وزارة الصناعة بعد عن حجم تأثير السيخ على الاقتصاد الوطني، وما إذا كان من الضروري إعلان حظر جزئي أو كلي على عشاء الأولاد لضمان تخفيف الاضرار المتوقعة في الوجبات؟
هكذا بدا الأمر صباح اليوم: (إتلاف أطنان من الدجاج الفاسد بعد مداهمة مستودعات في صافوط).. (إغلاق 16 مطعما في عين الباشا و4 في السلط و3 بالعاصمة).. (ارتفاع عدد اصابات التسمم في عين الباشا الى 57)... (صحة البلقاء: تسجيل 27 حالة تسمم جديدة في لواء عين الباشا).. اللوحة الرئيسية للمواقع الإخبارية لم تعد كافية لأخبار سيخ الشاورما.
العالم مطارد من فايروس كورونا، وفي الأردن طاردنا "سيخ"؛ فلم تعد أخبار الفايروس مهمة، أمام جائحة سيخ الشاروما، إلى حد شعرنا - ربما - أننا بحاجة الى إجراء حوار مع "السيخ" لعلّه يكفّ عنا، فنكفّ عنه.
ولأن على الإعلام أن يكون لديه ما يقوله يوميا؛ منحنا سيخ الشاورما وجبات إخبارية لا تنضب لوسائل الإعلام؛ ثم ساهمت الحكومة في تدفقها ساعة بساعة، أما ما يجري في محافظات المملكة، فلا شأن لنا به، فالبلقاء وسيخها ومطاعمها أولا.
في المملكة اليوم، وجهان إعلاميين: الأول أخبار صفحات التواصل الاجتماعي الذي يعبر عن الناس واحتياجاتهم وهمومهم، والثاني أخبار وسائل الاعلام بمختلف مشاربها.
إن وسائل الإعلام المحلية تدير المشهد استنادا إلى نظرية "سيخ الشاورما" الإعلامية. بالطبع، نحن سادة الإعلام في العالم العربي، فدعونا نقدم له فكرتنا الناجحة عن كيف يمكنك أن تديره.
نيسان ـ لقمان إسكندر ـ نشر في 2020-08-02 الساعة 11:40
رأي: لقمان اسكندر