المعلم.. شيء من الخجل
نيسان ـ نشر في 2020-08-02
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات ... عيّد المعلمون في الشوارع، يذوقون المر على دواوير عمان فيما نواصل نحن دس رؤوسنا في الرمال.
نحن نتحدث عن أزمة معلمين هجروا غرفهم الصفية ولاذوا بالشوارع ..
المعلمون لم يكفروا ولم يخرجوا من ملتنا لنرميهم رمية الشوارع، ثم نطلب من الجميع أن يواصلوا صمتهم.
غريب ما يحدث حقا، والغريب ان الرجالات والزعامات الوطنية على شحها لم تفعل شيئا، كنا نظن أن عاقلاً واحداً سيقول ما يجب قوله، لكن الجميع غرق في صمت عام.
الغريب أيضا أن نواصل صمتنا الوطني حيال أزمة كبيرة، أسمها "معلم" فيما لا يرشح معلومات من مطابخ القرار عن أية حلول.
نعلم ما يريد المعلم في الشوارع، لكن ماذا عن الحكومة؟
نريد "حلولا تنزع شأفة الغضب من صدور الناس وتعيد مأسسة الهدوء بدلا من إذكاء روح المؤامرة وصب الزيت على النار.
الجميع يدرك ان المعلم ليس وحده في الشارع، وهنا مكمن خطر لا تدركه عقول الحكومة الفذة.
صب الزيت لن يعيد المعلمين الى منازلهم بعد أن شعروا بالاهانة قبل ايام وسط عمان.
ما يعيد المعلمين الى غرفهم الصفية ومنازلهم أن عقلا راشدا في عمان سيتحدث في لحظة حاسمة وسنسمعه جميعا.
المعلم الذي دفعت نقابته نصف مدخراتها حين عاشت الاردن جائحة كورونا من دون أن يطلب منهم أحد "الفزعة" يشعر بالاهانة.
ظن الرسمي ان الحديث عن الانتخابات البرلمانية سيلهي المعلمين عن زملائهم، فخاب ظنه.
هم اليوم مسكونون بالافراج عن زملائهم، بعد أن نجحت السياسات الرسمية ليس في تحشيدهم مع قضيتهم بل وفي توسيع دائرة المتعاطفين معهم بعد أن أهين بعضهم خلال وقفتهم الاحتجاجية الاخيرة.
ولطالما عبرنا على الانتخابات البرلمانية المقرة في العاشر من تشرين الثاني القادم فإنني ومن باب ترشيد الغضب اسوق الخبر التالي.
الهيئة المستقلة تمنع المناسف في بيوت المرشحين..
يا سادة ..المعلمون لا يأكلون المناسف، الناخبون يفعلون.
المعلمون لا يوزعون المناسف في غرفهم الصفية، هم فقط يوزعون العلم والمعرفة، العلم وكثير من التربية، أما المناسف فللمترشحين ولنا معشر الناخبين.
على أية حال، هذا العام حرَم عليهم.
طرفان من المنسف. المترشح وناخبه "الجيعان".
لم تبق كورونا في خيمة المترشح سوى الماء، والماء كثير وربما شيء من التمر على سبيل التحلية او للمحافظة على السكري في الدم، فيما لم تبق سياسات الحكومة في الغرفة الصفية، معلما واحدا.
المعلمون لا يأكلون المناسف، ولا الناخبون، المعلمون اليوم عطشى لموقف حكيم وعقول راشدة بعد أن وجدوا أنفسهم في صحراء وطن ممتد على جرح ينزف وينزف وينزف، ولا أحد يضمد جراحهم.
شيء من الخجل، بعض الخجل من العيب فضيلة، المعلمون هم الفضيلة، بدمهم ولحمهم، بقلمهم الاحمر وعصاتهم، بسبورتهم وطبشورتهم.
المعلمون لا يأكلون المناسف، حتى يشبع طالبهم، وطالبهم جائع، أما المترشحون فيأكلون ويشربون على أجساد الناخبين كؤوسا تحكي قصة وطن.
إبراهيم قبيلات ... عيّد المعلمون في الشوارع، يذوقون المر على دواوير عمان فيما نواصل نحن دس رؤوسنا في الرمال.
نحن نتحدث عن أزمة معلمين هجروا غرفهم الصفية ولاذوا بالشوارع ..
المعلمون لم يكفروا ولم يخرجوا من ملتنا لنرميهم رمية الشوارع، ثم نطلب من الجميع أن يواصلوا صمتهم.
غريب ما يحدث حقا، والغريب ان الرجالات والزعامات الوطنية على شحها لم تفعل شيئا، كنا نظن أن عاقلاً واحداً سيقول ما يجب قوله، لكن الجميع غرق في صمت عام.
الغريب أيضا أن نواصل صمتنا الوطني حيال أزمة كبيرة، أسمها "معلم" فيما لا يرشح معلومات من مطابخ القرار عن أية حلول.
نعلم ما يريد المعلم في الشوارع، لكن ماذا عن الحكومة؟
نريد "حلولا تنزع شأفة الغضب من صدور الناس وتعيد مأسسة الهدوء بدلا من إذكاء روح المؤامرة وصب الزيت على النار.
الجميع يدرك ان المعلم ليس وحده في الشارع، وهنا مكمن خطر لا تدركه عقول الحكومة الفذة.
صب الزيت لن يعيد المعلمين الى منازلهم بعد أن شعروا بالاهانة قبل ايام وسط عمان.
ما يعيد المعلمين الى غرفهم الصفية ومنازلهم أن عقلا راشدا في عمان سيتحدث في لحظة حاسمة وسنسمعه جميعا.
المعلم الذي دفعت نقابته نصف مدخراتها حين عاشت الاردن جائحة كورونا من دون أن يطلب منهم أحد "الفزعة" يشعر بالاهانة.
ظن الرسمي ان الحديث عن الانتخابات البرلمانية سيلهي المعلمين عن زملائهم، فخاب ظنه.
هم اليوم مسكونون بالافراج عن زملائهم، بعد أن نجحت السياسات الرسمية ليس في تحشيدهم مع قضيتهم بل وفي توسيع دائرة المتعاطفين معهم بعد أن أهين بعضهم خلال وقفتهم الاحتجاجية الاخيرة.
ولطالما عبرنا على الانتخابات البرلمانية المقرة في العاشر من تشرين الثاني القادم فإنني ومن باب ترشيد الغضب اسوق الخبر التالي.
الهيئة المستقلة تمنع المناسف في بيوت المرشحين..
يا سادة ..المعلمون لا يأكلون المناسف، الناخبون يفعلون.
المعلمون لا يوزعون المناسف في غرفهم الصفية، هم فقط يوزعون العلم والمعرفة، العلم وكثير من التربية، أما المناسف فللمترشحين ولنا معشر الناخبين.
على أية حال، هذا العام حرَم عليهم.
طرفان من المنسف. المترشح وناخبه "الجيعان".
لم تبق كورونا في خيمة المترشح سوى الماء، والماء كثير وربما شيء من التمر على سبيل التحلية او للمحافظة على السكري في الدم، فيما لم تبق سياسات الحكومة في الغرفة الصفية، معلما واحدا.
المعلمون لا يأكلون المناسف، ولا الناخبون، المعلمون اليوم عطشى لموقف حكيم وعقول راشدة بعد أن وجدوا أنفسهم في صحراء وطن ممتد على جرح ينزف وينزف وينزف، ولا أحد يضمد جراحهم.
شيء من الخجل، بعض الخجل من العيب فضيلة، المعلمون هم الفضيلة، بدمهم ولحمهم، بقلمهم الاحمر وعصاتهم، بسبورتهم وطبشورتهم.
المعلمون لا يأكلون المناسف، حتى يشبع طالبهم، وطالبهم جائع، أما المترشحون فيأكلون ويشربون على أجساد الناخبين كؤوسا تحكي قصة وطن.
نيسان ـ نشر في 2020-08-02
رأي: ابراهيم قبيلات