اتصل بنا
 

(وهبة الزحيلي) عالم سوري يرحل عن عالمنا مخلفاً إرثاً علمياً ضخماً

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 10:34

x
نيسان ـ

توفي، مساء السبت، العالم السوري البارز في الفقه والتفسير، الشيخ وهبة بن مصطفى الزحيلي، عن عمر ناهز 83 عاماً.

ويعد الدكتور الزحيلي، أحد أبرز العلماء المسلمين في سوريا والمنطقة في العصر الحديث، وهو عضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة وجدة والهند وأمريكا والسودان؛ ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بكلية الشريعة في جامعة دمشق.

الزحيلي صاحب الكتاب المرجعي "الفقة الإسلامي وأدلته"، وهو من 11 جزءاً، وترجم إلى عدة لغات، و"موسوعة الفقة الإسلامي والقضايا المعاصرة" 14 جزءاً، و"موسوعة الفقه الإسلامي المعاصر" 8 أجزاء، و"التفسير المنير" 17 مجلداً، و"آثار الحرب في الفقه الإسلامي، مقارنة بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي"، و"الإسلام دين الشورى والديمقراطية"، و"الإسلام دين الجهاد لا العدوان"، وأكثر من 75 كتاباً ومؤلّفاً آخر ترجمت العديد منها لعدة لغات؛ منها التركية والفارسية والماليزية والإنجليزية.

حصل على جائزة أفضل شخصية إسلامية في حفل استقبال السنة الهجرية الذي أقامته الحكومة الماليزية سنة 2008 في مدينة بوتراجايا.

ولد في مدينة ديرعطية بريف دمشق عام 1932، وبعد حصوله على شهادة الثانوية الشرعية التي كان ترتيبه فيها الأول على جميع المتقدمين، توجه إلى مصر والتحق بعدة كليات في آن معاً، فنال الشَّهادة العالية في الشَّريعة الإسلامية من كلية الشَّريعة بالأزهر بتقدير ممتاز عام 1956، وإجازة التَّخصص بالتَّدريس من كلية اللُّغة العربية بالأزهر عام 1957، وإجازة في الحقوق من جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 1957.

عام 1959 نال درجة الماجستير في الشَّريعة الإسلامية، وبعد ذلك سجل أطروحته في الدكتوراه في الكلية نفسها بعنوان "آثار الحرب في الفقه الإسلامي –دراسة مقارنة"، ومنحته لجنة المناقشة الدرجة العلمية مع مرتبة الشَّرف الأولى سنة 1963.

- جهود ومناصب:

التَّدريس الجامعي كان أول أعمال الزحيلي بعد حصوله على درجة الدكتوراه، إذ عُيِّن مدرِّساً في كلية الشَّريعة بجامعة دمشق عام 1963، ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد سنة 1969، وأستاذاً عام 1975.

وتنقَّل بعدها بين عددٍ من الجامعات العربية بصفة أستاذٍ زائر، فدرَّس في كلية الشَّريعة والقانون بجامعة بنغازي بليبيا، وفي قسم الشَّريعة بجامعة الخرطوم بالسُّودان، والمركز العربي للدِّراسات الأمنية بالرِّياض، وأمضى خمس سنوات في جامعة الإمارات العربية في العين.

وعُيِّن رئيساً لقسم الشَّريعة في كلية الشَّريعة والقانون في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ثمَّ عميداً للكلِّية بالنيابة حتى نهاية مدة إعارته سنة 1989.

وشغل منصب رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق.

وللراحل عضويةٌ في عددٍ من المجامع العلمية والبحثية الإسلامية، ويرأس بعض الهيئات الشَّرعية الإسلامية، ومنها: عضويته كخبير في كلٍّ من مجمع الفقه الإسلامي بجدة، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة، ومجمع الفقه الإسلامي بالهند والسودان وأمريكا.

كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية –آل البيت- في الأردن، والموسوعة العربية بدمشق، وأحد أعضاء هيئة التَّحرير في مجلَّة نهج الإسلام التي تصدر عن وزارة الأوقاف السورية، ورئيس هيئة الرَّقابة الشَّرعية لشركة المضاربة والمقاصَّة الإسلامية في البحرين، وغير ذلك.

وشارك بفعالية في المؤتمرات والنَّدوات الدَّولية الإسلامية التي تعقد في مختلف العواصم والمدن العربية والإسلامية، مثل دورات مجمع الفقه الإسلامي التَّابع لمنظَّمة العمل الإسلامي، ودورات المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية –آل البيت- في عمَّان، وأسبوع الفقه الإسلامي في الرِّياض، وغيرها.

- الزحيلي والثورة الشعبية في بلاده

على خلاف عدد من أقرانه الذين أعلنوا موقفهم بشكل علني واضح وبصوت مسموع، كالشيخ البارز الراحل محمد سعيد رمضان البوطي الذي انحاز لنظام بشار الأسد، والشيخ كريّم راجح شيخ مشايخ قراء الديار الشامية الذي وقف بصف الشعب، لم تعرف للشيخ وهبة الزحيلي تصريحات علنية تكشف موقفه واصطفافه.

لكن تصريحاً نادراً، نقلته عنه "وكالة أنباء الشرق الأوسط" عام 2013، يكشف عن حقيقة موقف الرجل الذي التزم الصمت والعزلة معظم الوقت، إذ قال: "إن الشعب السوري منقسم حالياً ما بين مؤيد للنظام الحاكم الذي يكيل العذاب للسوريين، وبين أناس يعانون من الظروف الراهنة ويتعرضون للتنكيل والتشرد والقتل لإصرارهم على موقفهم"، معرباً عن ألمه الشديد لما آلت إليه الأوضاع، ولحالة القتل والتشرد والإبعاد التي يتعرض لها أبناء بلده.

كما نقلت الوكالة عن الزحيلي تأكيده، أنه "لن يغادر سوريا، وسيظل يقوم بواجبه العلمي والديني، وعلى ضرورة استمرار دعم علماء الأمة ومفكريها للشعب السوري ومساندته حتى يتحقق له ما يريد وينعم بالحرية".

يذكر أن عدداً من الدعاة وعلماء العالم الإسلامي نعوا الشيخ الزحيلي عبر حساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي.

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 10:34

الكلمات الأكثر بحثاً