بعيدا عن سؤال وليد عليمات عن عقوبات إنكار هلوكوست فايروس كورونا.. هل سنشهد حظرا دون الحظر.. أو منزلة بين المنزلتين.. أم حظرا خمس نجوم؟

نيسان ـ الراصد لإجراءات الحكومة وتصريحات مسؤوليها يمكن أن يصل إلى ملخص لاستراتيجيتها القادمة في التعامل مع الموجة الثانية من فايروس كورونا.
حتى أخرج من ظن رئيس الوزراء أني أشكك بوجود الفايروس وموجته الثانية، أقول: إن هذا الشك كمن لا زال يشك بكروية الأرض. وهذه معركة تخطئ الحكومة بخوضها. منيح هيك؟ دعوني أكمل الآن.
بعيدا عن العقوبات الرادعة لمنكري هلوكوست فايروس كورونا - الذي حذر منه رئيس الوزراء - على حد تعبير الزميل وليد عليمات؛ فمن الواضح أن الحكومة وضعت "كتالوج" لكيفية تعاملها مع الحظر المقبل.
يمكن لك أن تستحضر المشهد المتوقع، الذي سيكون عليه الحظر المقبل؛ بالنظر إلى شكل الاستعداد الذي تدبّره المؤسسات الرسمية حاليا.
كأنه حظر دون الحظر، أو منزلة بين المنزلتين، في محاولة لتخفيف خسائر اقتصادية ما، على أن لهذا الأمر مخاطره السياسية أيضا. فكيف ذلك؟
أشك بقدرة الحكومة على القيام بهذه المناورة، أو النجاح في التموضع بدائرة حظر خمس نجوم؛ ذلك أنها مضطرة اليوم للتعامل مع الأمر، ليس وبائيا واقتصاديا وحسب، بل وشكليا أيضا لإقناع الناس أن الأمر حقيقي، فجزء منهم غير مقتنع كما اعترف الرئيس نفسه.
اليوم يصرف المسؤولون مجهودا إضافيا، وشيئا من تصريحاتهم للتصدي لمن يقول: إن الموجة الثانية محليا، سياسية وليست صحية، وهذا يعني أن عليهم – أي المسؤولين - إظهار أن الحظر المقبل جدية ان الأسباب صحية وليست سياسية، وهو ما يتطلب بالضرورة، مبالغة، قليلا، في إجراءات السلامة والاحتياط والتصاريح الممنوحة للمسموح لهم بالخروج، وغيرها من اكسسوارات سياسية.
معركة الحكومة بدأت، سياسيا عبر إجراءات بعينها، وصحيا من خلال محاصرة المناطق التي اقتحمها الفايروس.
على أية حال، المطلوب من الحكومة أن تتبع سياسة المريب من دون أن تضطر أن تقول للناس: "خذوني". وهذه معضلة.