اتصل بنا
 

الجيش الحر يبدي جهوزيته لاقتحام درعا ويستأنف المعارك

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 13:41

x
نيسان ـ

بعد هدوء نسبي على جبهات القتال استمر عدة أيام بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، استؤنفت في مدينة درعا أمس وعلى أطرافها، المعارك بين قوات المعارضة من جهة، وقوات النظام المدعومة إيرانياً ومن مليشيات حزب الله من جهة أخرى، وذلك في إطار عمليات "عاصفة الجنوب" التي أطلقتها الفصائل المعارضة المسلحة، والتي ما تزال مستمرة منذ أكثر من شهر ونصف، بهدف تحرير مدينة درعا، أحد أهم معاقل قوات الأسد في المنطقة الجنوبية من سورية.

- اقتحام وشيك

الرائد عصام الريس، المتحدث باسم الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، أكد في تصريحات صحفية "أن اقتحام مدينة درعا لتحريرها بات وشيكاً وقريباً جداً، ومن الممكن أن يحدث في أي لحظة"، لافتاً إلى أن "التحضيرات لاقتحام المدينة كانت قد بدأت مع بدء العمليات التمهيدية، وعمليات الرمي غير المباشر بالأسلحة الثقيلة، وبراجمات الصواريخ والهاونات التي استهدفت النقاط المتقدمة لقوات النظام وما تبقى من نقاط تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات الموجودة في مناطق غير محررة بعد من مدينة درعا".

وأشار إلى أن معركة عاصفة الجنوب "تمت على مراحل، وتوقفت عدة مرات، بسبب وجود المدنيين وبعض العائلات داخل المدينة، وهو ما يزيد الأمر صعوبة بالنسبة للثوار، مؤكداً أن كل المحاور الآن باتت جاهزة للاقتحام البري"، حسب قوله.

وأكد الريس أن "معارك تحرير المدينة صعبة جداً، ويجب أن تكون مدروسة ودقيقة بسبب كثرة المدنيين والتحصينات الدفاعية لقوات النظام، حيث إن النظام أقام تحصينات قوية فيها، لأن درعا أساسا وريفها تحتوي على أكثر من ثلث الجيش السوري سابقاً".

واستدرك قائلاً: "ولكن على الرغم من ذلك معنويات قوات النظام منهارة جداً، وليس لعناصرها عزيمة في استمرار المعركة، وهم خائفون ونحن نسمع نداءات الاستغاثة والخوف التي يطلقونها عبر اتصالاتهم".

وأشار الريس إلى أن قوات النظام تستهدف كل شيء، ولا سيما بيوت المواطنين والمشافي الميدانية، ودمرت عدداً منها، مضيفاً أن استماتة النظام في الدفاع عن المدينة يعود لرمزيتها، باعتبارها منطلق الثورة السورية، ولأنها أحد خطوط الدفاع الأولى عن مدينة دمشق حيث رأس النظام، وقد يكون أيضاً لتحقيق مواقف سياسية، يريد استخدامها كوسيلة ضغط بهذا الاتجاه.

بدوره، أكد الناشط الإعلامي أبو البراء الحوراني لـ"الخليج أونلاين"، "أن اشتباكات قوية شهدتها أحياء درعا المحطة، وبلدات عتمان واليادودة والنعيمة ومداخل مدينة درعا ومحاورها المختلفة بين قوات النظام من جهة، وقوات المعارضة من جهة أخرى، لافتاً إلى أن قوات النظام ومروحياته وطائراته الحربية استهدفت بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية وقذائف المدفعية الثقيلة مناطق الاشتباك، وقرى وبلدات خراب الشحم والمزيريب وتل شهاب وأحياء درعا البلد، وطريق السد ومخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وبلدتي صيدا والحراك، موقعة عدداً من الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين ودماراً هائلاً بالمنازل والأبنية وبممتلكات المواطنين الخاصة".

- منطقة عسكرية مغلقة

من جانبه، قال أبو عبد الله القائد الميداني في الجيش الحر لـ"الخليج أونلاين"، إن قيادة الجبهة الجنوبية قطعت طريق درعا – دمشق، وأعلنته منطقة عسكرية، يمنع التحرك أو السير عليه، وذلك بهدف قطع طريق الإمداد عن قوات النظام في معاقلها الأساسية المتبقية في درعا وإزرع والصنمين".

ولفت إلى أن "الريف الشمالي لمحافظة درعا وتحديداً جبهات زمرين وإنخل وكفر ناسج القريبة من "مثلث الموت"، وريف القنيطرة الشرقي وريف دمشق الغربي، شهدت معارك عنيفة بين قوات المعارضة وقوات النظام إثر قيام الأخيرة بمحاولة تسلل إلى مواقع متقدمة كانت قد خسرتها سابقاً على هذه الجبهات، حيث تمكنت فصائل المعارضة من إفشالها من تحقيق أهدافها، موقعة خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد بين صفوفها".

- تسونامي درعا

إلى ذلك، كشف مصدر في الجيش الحر لـ"الخليج أونلاين" فضل عدم الكشف عن هويته، "أن كتائب الجيش الحر تمكنت من تصنيع وتطوير أسلحة وصواريخ محلية الصنع أطلقت عليها "تسونامي درعا" القوة التدميرية لها تضاهي صواريخ السكود، مؤكداً أنها ستستخدم في معارك محددة وفي مراحل متقدمة من معركة عاصفة الجنوب".

وعلى الصعيد الإنساني، واصلت قوات النظام حصارها لبلدة غباغب في ريف درعا الشمالي لليوم العاشر على التوالي، حيث منعت خروج الأهالي ودخولهم من وإلى البلدة، كما منعت إدخال المواد الغذائية المختلفة، وذلك بهدف الضغط على الأهالي لتسليم عناصر منشقين من قوات النظام تزعم أنهم هربوا إلى البلدة مؤخراً.

وأكد شهود عيان أن قوات النظام اعتقلت على حواجز بلدة غباغب الواقعة في ريف درعا الشمالي، والتي تقع إلى الجنوب من دمشق بنحو 25 كم عدداً كبيراً من المواطنين من بينهم كبار في السن ونساء قريبات لمطلوبين، واقتيد الجميع إلى أماكن اعتقال مجهولة ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.

وفي سياق الوضع الإنساني أيضاً، استؤنفت الجمعة، عمليات دخول شاحنات الطحين الأبيض الإغاثية القادمة من الأردن، وذلك بعد عدة أيام من تعليقها من قبل الحكومة الأردنية، ما أدى إلى أزمة حقيقية في الجنوب السوري بسبب النقص الحاد في مادة الخبز.

وأشار مصدر في مجلس محافظة درعا للإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة إلى أن الأردن سمح بإدخال الشاحنات عبر حدوده، وأن الكميات المخصصة لتشغيل الأفران البالغ عددها نحو 30 فرناً في درعا والقنيطرة وصلت، وأن الأفران أنتجت الجمعة والخميس الكميات اللازمة من الخبز ووزعتها على مستحقيها من المواطنين.

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 13:41

الكلمات الأكثر بحثاً