اتصل بنا
 

التقارب السعودي السوري وسيناريوهات ما بعد الأسد

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 13:57

x
نيسان ـ

كتب محمد قبيلات

لم تنجح موسكو في ترتيب اللقاء (السوري السعودي) فقط. لا بل انها أوصلت الامور الى درجة أن يقول رئيس مكتب الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك في جدة للسعوديين: " كيف نتصرّف مع حزب الله؟ أعطونا فرصة نفكر".
جاء ذلك في معرض رد اللواء مملوك على الطلبات السعودية أثناء اللقاء الذي تم بناء على وساطة روسية، وجاء في إطار المساعي الروسية للخروج بحل للأزمة السورية، حيث يأتي هذا اللقاء بعد حوالي شهر من زيارة الامير محمد بن نايف لموسكو.
في الحقيقة، لا يشكل هذا اللقاء أي اختراق لما يحيط بالنظام من عزلة، لأنه جاء بتوجيهات روسية كجزء من الاعدادات والاستعدادات التي تبحثها روسيا وقبلها ايران عن سيناريوهات مرحلة ما بعد الأسد، ويأتي أيضا في إطار الحوار السعودي الروسي.
و"توجيهات" هي الكلمة المخففة والملطفة لـ " أوامر" روسية للنظام، حيث تفاجأ الروس بمرونة الموقف السعودي وقابليته لأي حل سوري ترتضيه الأطراف السورية المتصارعة، شريطة أن تخرج الميلشيات التابعة لايران والمتورطة في الحرب السورية.
عموما هذا هو الموقف السعودي مرحلياً، والذي جُهّز كرد على المبادرة الروسية وأية مبادرات جديدة، مثل المبادرة الايرانية، التي تنص أيضا على مرحلة انتقالية، ولقاء الدوحة الذي حضره كل من وزراء الخارجية الامريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف.
في دمشق تم تسريب خبر اللقاء عن سبق إصرار وترصد بقصد التأثير على بعض الأطراف في محاولة من النظام للخروج من العزلة، وحاولت بعض الجهات أن تُظهر الأمر كاختراق مهم يُسجل لصالح النظام السوري، بينما الواقع أن العملية لم تتم بصيغة الحجيج للدمشق بل ان العكس تماما هو ما حصل.
ما زالت نظرية المؤامرة وشبيهاتها تسيطر على معظم التحليلات السياسية فيما يخص الأزمة السورية، وإحداها تقول بأن هناك تقسيما جديدا للمنطقة بين امريكا وروسيا وايران، وهذا تحليل يتجاهل الواقع، والمعطيات الموضوعية المتعلقة بما تمخضت عنه خمس سنوات لفظت فيه ما كان في الأعماق من حمم، تمظهرت على شكل تقسيمات وصراعات عصية على الجبر لمصالح القوى الدولية، وتتناسى التحليلات أيضاً أن أكثر من نصف التاريخ ما هو إلا عبارة عن نتائج لسوء ادارة الأقوياء، وفشل حروبهم ومكائدهم.
الخيار القوي المطروح الآن على طاولات الحل لا بد أن يكون توافقيا، ويؤدي بالنهاية لتشكيل حكومة وإدارة سورية تلبي طموحات الشعب السوري وتنتصر على النظام وعلى التنظيمات الارهابية، ولا يوجد الآن طرف في سوريا يمتلك التأهيل لاستلام زمام الامور منفردا.
لذلك تسعى روسيا لإيجاد مخرج واقعي للأزمة بالتنسيق مع السعودية، فرتبت اللقاء في جدة بحضور وفد روسي، وعقبه لقاء آخر، ومن المنتظر أن تنشط هذه القناة خاصة بعد أن أعترفت كافة الأطرف بحدوث تلك اللقاءات.

نيسان ـ نشر في 2015-08-09 الساعة 13:57

الكلمات الأكثر بحثاً