اتصل بنا
 

.. نظارة صديقي الناقد

نيسان ـ نشر في 2020-08-15 الساعة 15:59

نيسان ـ 1 - علامة النصر، سيجارة واحدة فقط!
..شد انتباهي تلك اللحظة التي أشار فيها المريض، المصاب بإعتلال في عضلة القلب!
قلت انه فعلا مناضل، ما زال يرفع أصابع يده بعلامة النصر، كرر ذلك حتى أصيب برد
فعل عصبي وبدأ يترافص هازا مزلزلا الاجهزة والانابيب الوريدية و غاب عن الوعي
في تلك اللحظة، قبيل زلزال الغرفة، وإغماءة المريض، كانت ابنته ذات العيون الحائرة
والحجاب الاسود البسيط قد احضرت علبة سجائر(....) أومأت للطبيب ان والدها يؤشر
راغبا بسيجارة واحدة ليس أكثر!.
عيناها لمحت ما كتب الطبيب في تقرير الحوادث:» بالرغم من حالة المريض، لاحظت انه
شديد الانتماء للثورة ويرفع إشارة النصر دعما لنا»..!
2.. - مكعب روبيك
..يخاف السفر بالطائرة، يصاب بقشعريرة وعصاب كلما مضى يوم او اكثر قبل موعد
الركوب، له عشيقة مولعة بالألعاب، شكا لها فوبيا الرحلة المقبلة بالطائرة التي تعبر
فوق المحيط!
تناولت من شنطة يدها «مكعب ملون»، ناولته اياه هي تثرثر، كان مصدوما، غفا بين
يديها.
قبيل السفر ألمحت له ان المسافر يتحسس أوجه المكعب فيصاب بالملل والتحدي
وربما النوم.
قال لها سأتجمل لكي أضم المكعب واحتويه على صدري فهو قطعة منك.
3 - سر نظارة صديقي الناقد
..سوداء من غير سوء إطارها من العاج، عريض، غالبا ما كان يؤشر لنا نحن مريدوه انها
نظارة بإطار و عدسات «تري فكس »، كنت اشعر بالغيرة، واحسد عينيه على مثل هذه
النعمة.. وفي سري، قبيل النوم، استعيد بعض المشاهد التي كنا نشاهدها في
النادي السينمائي وأهجس سرا:
كتبت ذات ذكرى، عن نظارة معلمي الناقد: «تتكون النظارة التي عاشت ترافق اثمنمعقول يراها كما أراها وانا بدون نظارة؟.
شيء في حياته، من إطار لاحتواء العدستين «تري فكس» اللتين يمكن -..وانا هنا لا
اعلم لماذا كسر اطار النظارة من وسط المسافة بين عين واخرى- أن تكونا
مصنوعتين من الزجاج أو العاج الصناعي -..وحقا بعد تعرض النظارة للكسر نمت كتل
من اللاصق الرابط بين اجزاء النظارة-..
عندما مات استاذي الناقد، فقدت نظارته، فقدت بعدها متعة منافسته على مشاهدة
الافلام السينمائية وفرك النظارة بين استراحة واخرى!.
4 - لم ترد (....) على مكالمتك!
..احس بغصة موحشة، غاب الصوت، دون اي احساس بالصمت، ولا أي وشوشة كما
الهاتف العادي.
-لم ترد(...)على مكالمتك، تحاول، يغص الماسنجر ويوشح صورتها بالعبارة، تقذف
الموبايل، تتلقفه، تحاول مرة اخرى، واخرى!
تعيد التمعن في الصورة، تنحاز الى ثقافة المطبخ الشرقي، تقنع صاحبك:- ..ربما تحمر
البطاطا في الفرن.
5 - محطة قطار البصرة-بغدادربما تتأمل سطوة العصابة ورقابتها ..فلا ترد على الحبيب.
على رصيف المحطة وقفت وحيدا، لا اهل ولا اصدقاء.
طلقات المدفعية تتأرجح بين وصولها لهدفها، او التوهان في محطة قطار البصرة-
بغداد، تمعنت بالورقة الصفراء، تذكرة لقطار يصل من بغداد س 20:11 بعد العشاء.
وصلت طلقة مدفعية، تتلوها ثلاث طلقات، تهدمت المحطة، كنا نكابد للخروج من
البوابة الشرقية للمحطة، واجهتنا عشرات الحافلات التي رفضت الخروج، بينما هرب
معنا كل طاقمها من السائق فالمساعد والمعاون.
ركبت اغرب سيارة للنجاة من هول المدافع، سيارة حي الطرب، سيدات حمر، يهربن بما
ملكت اسرارهن.
قبل الوصول الى محطة ركاب «السنك» قالت ثالث البنات ان علي النزول ومتابعة
رحلتي الى اي حي في بغداد، المحت، ريقي ناشف من اهوال الطريق، انني احبب
عشرتكم ومعكم ارغب بالحياة بعيدا عن الحرب.قالت الثالثة، تعقد خصلة من شعر
اصابته حناء فبرق وصفا مشيبه:- انت لا تصلح في عملنا، ..لا تصلح الإ للتأمل، ونحن لا
وقت لدينا لنتأمل.

نيسان ـ نشر في 2020-08-15 الساعة 15:59


رأي: حسين دعسة

الكلمات الأكثر بحثاً