اتصل بنا
 

منصة التوجيهي مزدحمة بالمئات.. من اختطف بهجة أول المملكة؟

كاتبة صحافية

نيسان ـ نشر في 2020-08-16 الساعة 15:08

منصة التوجيهي مزدحمة بالمئات.. من اختطف
نيسان ـ فاطمة العفيشات
قبل سنوات كان من يتخطى حاجز الـ٩٥ في معدل الثانوية العامة بالأردن؛ كمن اجتاز امتحان العبقرية وختم العلم ووصل حد استلام راية اينشتاين في الذكاء.
اليوم المئة الكاملة فقدت هيبتها، فمن هو الأول الحقيقي والعبقري في معادلة "التوجيهي" الحديثة
المايك امام وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي ليجيب خلال المؤتمر الصحفي أمس: "كل طالب وطالبة حصلوا على العلامات بجهدهم، فلا تستكثروا على الناس فرحتهم"!!.
المعضلة يا معالي الوزير ليست بالفرحة، ولكن بحقيقتها، فالنتائج مثل "البنزين الخليجي" والسيارات الأردنية "التنكة فل". لكننا نسأل عن الابداع بعد ان تاهت معاييره وصارت هي الاخرى سياسية بامتياز !
العام الماضي حصل طالب واحد على معدل كامل فقفزت قلوبنا فرحا، اليوم ٧٨ طالبا حصلوا على المعدل الكامل، فبهتت قلوبنا قلقا.
ما غاب عن ذهن الوزير وهو يطلب منا الابتعاد عن فرحة الناس أن واقع المقاعد الجامعية هو ما سينغص عليهم فرحتهم، المعدلات مرتفعة والتخصصات ستتزاحم على العشر بعد التسعين وتتدرج أهميتها حتى المئة، فما هو معدل استيعاب تلك المقاعد لتلك المعدلات!؟
يغيب عن ذهن معاليه أيضاً العام الماضي ، اكتظاظ الشعب مبكرا ، وإلغاء تخصصات ونقل أخرى بين الجامعات رافقها نقل طلبة منهم كانوا في سويعاتهم الأخيرة بمرحلة البكالوريوس..
ارحموا الناس يا معالي الوزير ليرحمكم الله.
نعود لتصريحات وزير التربية والتعليم، والذي وبخ "بالعقل" وبشكل غير مباشر ؛ الآلية المتبعة في امتحانات الثانوية العامة من قبل وزراء التربية السابقين - متناسياً أن رئيسه كان احداهم- فيقول: ""ان التوجيهي في الاعوام السابقة كرس قياسا لقدرة الطالب على الحفظ والاستظهار للمادة وليس ما نعلنه من اهداف لنظامنا التعليمي في تنمية المهارات العقلية وحل المشكلات.
الإختبارات موضوعية وتحتمل التخمين, أو حذف الإجابة الأبعد , أو الصح والخطأ".
قبل عشر سنوات وفي امتحان الثقافة العامة آنذاك، واجهتني صعوبة في حل فقرة أسئلة الإختيار من متعدد، حينها اخذت الأمر بسخرية واعتمدت لعبة الطفولة "حادي بادي صلي النبي على هادي، حلفت بالله ما بختار إلا هذي" ، اقسم ان ١٠ علامات وسؤال كامل اصبته من خلال مافعلت، فأين قدراتي العقلية في موضوع التخمين!؟
الأعوام السابقة اعتمدت على حفظ الجداول والتذكر عند الإمتحان، الحل الجانبي على الدفتر والتحليل، حتى فقرات التعبير والإجابة اعتمدت على ان تخرج ما بداخلك بجرأة وتعبر عن رأيك خلافاً لهذا العام الذي لغى تلك الأنماط من الأسئلة، فأين القدرات العقلية هنا أيضاً ان كنت سأختار من أجابات كانت متضاربة وبعضها مغلوطاً للأسف كما حدث في الإمتحانات!!
يكمل وزير التربية والتعليم مؤتمره ويجيب على أسئلة الصحفيين؛ لكن هذه المرة استفزه سؤال عن التهاون مع الطلبة والتعاطف معهم بسبب الظروف الراهنة، فيرد:" الوزارة لم تتهاون مع أحد، المعدلات والعلامات حقيقية وصحيحة وبجهود الطلبة".
إذ كان الأمر كذلك فكيف ستتسع المنصة كل الأوائل المعلن عنهم، وإن كان التتويج من وراء الستار فمن هو الطالب الأول الحقيقي على المملكة..؟!

نيسان ـ نشر في 2020-08-16 الساعة 15:08


رأي: فاطمة العفيشات كاتبة صحافية

الكلمات الأكثر بحثاً