حلم الحرية في مجتمعاتنا العربية اذ يصطدم بالدولة
نيسان ـ نشر في 2020-08-17 الساعة 13:59
نيسان ـ الحرية... الكلمة التي يقابلها مفهوم العبودية، شكلت عبر سيرورة تطور وعي الانسان بوجوده، وما زالت صراعا ومطلبا واضحا لدى الشعوب أمام الدولة وسلطتها ، لتمثل بالضرورة حقا طبيعيا ومدنيا لا يمكن التخلي عنه، مؤكدة على مقولة " ان الحقوق تنتزع لا تمنح ".
وعندما نتحدث عن الحرية، فلا نعني بذلك الانفلات من القيود والقوانين والموروث الثقافي والديني كما هو متداول بين العامة ، بل إن مفهومه أوسع ومرتبط بالضرورة بمجموعة من المفاهيم كالديمقراطية والتنمية و العدالة والمساواة، داخل حدود الدولة التي يحكمها عقد اجتماعي تنتظم شؤون افراده وجماعاته ومؤسساته واحزابه ونقاباته بمساواة عادلة على المستويات كافة وهنا نصل إلى أعلى مراتب الدولة والتي تتمثل بالحرية التي تتوج اهمية الفرد والمجتمع وبالتالي تعطي قوة للدولة ومؤسساتها لا ضعفا لها.
هذا المفهوم تحدث عنه العديد من المفكرين العرب منهم المفكر المغربي عبد الله العروي فاعتبره مفهوما تاريخانيا ، يدرس في سياق تطوره الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي ، ليجده في مجتمعاتنا العربية مفقودا كواقع معاش، لكنه ممارس كحلم وطوبى خارج الدولة في نطاق حياة البداوة والعشيرة و التصوف فقط ، اي يشعر الفرد بقوته وحريته داخل هذه الدوائر، لا داخل الدولة ومؤسساتها واحزابها ونقاباتها التي يصطدم بها وتشعره دوما بأنه فرد مهزوم وضعيف ومكبل بعبودية القرون الوسطى.
وفيما تضيق مساحة الحرية داخل الدولة وهياكلها يوما بعد يوم، نتيجة حالة الاغتراب التي يشعر بها الفرد في جميع مستويات حياته الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، الا ان هذه الحالة ولدت حاجة لبحث الفرد عن مساحات بديلة للتعبير عن مطالبه وحقوقه، فبدأت الشعوب ترى بالشعارات ملاذا تتنفس من خلاله وتكسر قيودها واغلالها نحو العدالة والمساواة والحرية.
وللأسف لم توفق هذه الشعارات بتحقيق اهداف احزابها ونقاباتها وافرادها وجماعاتها، لتبحث من جديد عن مساحات بديلة وبعيدة عن ادوات الدولة واجهزتها ، لتجد في مواقع التواصل الاجتماعي هذه المساحة التي يحتمي بها وكأنها العشيرة والقبيلة ليعبر من خلالها عما يجول في نفسه من قضايا، لتكون هذه منابره الجديدة التي يرفع من خلالها صوته نحو الحرية، فكيف لا ...فهو الإنسان المستثمر دوما أدوات عصره ليعبر عن وعيه بحقيقة وأهمية وجوده ودوره وحقه في الحياه، فهو من ولدته امه حرا لا عبدا.
وبالرغم من حالة الفوضى التي يعج بها هذا العالم الاجتماعي الاصطناعي سواء اتفقنا او اختلفنا مع عمق او ضحالة رواده ، الا انها شكلت شبحا ثائرا في وجه الدولة واجهزتها، باحثة الاخيرة عن ادوات جديدة لقوننة أو اكممة الاصوات، متناسية ان وجود الانسان تاريخيا مرتبط بحريته منذ خلقه، و هو الفاعل و الاداة الاقوى في تغيير مجرى التاريخ نحو الامام وان اخذت ثوراته وانتفاضاته عقودا من الزمن.
هذه الحرية التي لطالما يتوق لها الانسان عبر تاريخه هي الان بالضرورة ركن اساسي في تطور مجتمعاتنا، فالحرية تقوي الفرد والمجتمع، وبالتالي هي قوة للدولة وليست ضعفا لها.
وتبقى ممارسة الحرية في مجتمعاتنا العربية الى الان خارج قوانين الدولة وحلما لا ينتهي ويصطدم بمفهوم الدولة واجهزتها ودساتيرها وخطابها الذي لازال ينظر إلى الفرد بأنه غير منتج وغير مشارك في شؤون حياته،، ولا يحق لصوته ان يعلو الا داخل صندوق الاقتراع، لتبقى ثقافة الفرد العربي مقفلة داخل صناديق عبوديته واستبداده.
وعندما نتحدث عن الحرية، فلا نعني بذلك الانفلات من القيود والقوانين والموروث الثقافي والديني كما هو متداول بين العامة ، بل إن مفهومه أوسع ومرتبط بالضرورة بمجموعة من المفاهيم كالديمقراطية والتنمية و العدالة والمساواة، داخل حدود الدولة التي يحكمها عقد اجتماعي تنتظم شؤون افراده وجماعاته ومؤسساته واحزابه ونقاباته بمساواة عادلة على المستويات كافة وهنا نصل إلى أعلى مراتب الدولة والتي تتمثل بالحرية التي تتوج اهمية الفرد والمجتمع وبالتالي تعطي قوة للدولة ومؤسساتها لا ضعفا لها.
هذا المفهوم تحدث عنه العديد من المفكرين العرب منهم المفكر المغربي عبد الله العروي فاعتبره مفهوما تاريخانيا ، يدرس في سياق تطوره الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي ، ليجده في مجتمعاتنا العربية مفقودا كواقع معاش، لكنه ممارس كحلم وطوبى خارج الدولة في نطاق حياة البداوة والعشيرة و التصوف فقط ، اي يشعر الفرد بقوته وحريته داخل هذه الدوائر، لا داخل الدولة ومؤسساتها واحزابها ونقاباتها التي يصطدم بها وتشعره دوما بأنه فرد مهزوم وضعيف ومكبل بعبودية القرون الوسطى.
وفيما تضيق مساحة الحرية داخل الدولة وهياكلها يوما بعد يوم، نتيجة حالة الاغتراب التي يشعر بها الفرد في جميع مستويات حياته الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية، الا ان هذه الحالة ولدت حاجة لبحث الفرد عن مساحات بديلة للتعبير عن مطالبه وحقوقه، فبدأت الشعوب ترى بالشعارات ملاذا تتنفس من خلاله وتكسر قيودها واغلالها نحو العدالة والمساواة والحرية.
وللأسف لم توفق هذه الشعارات بتحقيق اهداف احزابها ونقاباتها وافرادها وجماعاتها، لتبحث من جديد عن مساحات بديلة وبعيدة عن ادوات الدولة واجهزتها ، لتجد في مواقع التواصل الاجتماعي هذه المساحة التي يحتمي بها وكأنها العشيرة والقبيلة ليعبر من خلالها عما يجول في نفسه من قضايا، لتكون هذه منابره الجديدة التي يرفع من خلالها صوته نحو الحرية، فكيف لا ...فهو الإنسان المستثمر دوما أدوات عصره ليعبر عن وعيه بحقيقة وأهمية وجوده ودوره وحقه في الحياه، فهو من ولدته امه حرا لا عبدا.
وبالرغم من حالة الفوضى التي يعج بها هذا العالم الاجتماعي الاصطناعي سواء اتفقنا او اختلفنا مع عمق او ضحالة رواده ، الا انها شكلت شبحا ثائرا في وجه الدولة واجهزتها، باحثة الاخيرة عن ادوات جديدة لقوننة أو اكممة الاصوات، متناسية ان وجود الانسان تاريخيا مرتبط بحريته منذ خلقه، و هو الفاعل و الاداة الاقوى في تغيير مجرى التاريخ نحو الامام وان اخذت ثوراته وانتفاضاته عقودا من الزمن.
هذه الحرية التي لطالما يتوق لها الانسان عبر تاريخه هي الان بالضرورة ركن اساسي في تطور مجتمعاتنا، فالحرية تقوي الفرد والمجتمع، وبالتالي هي قوة للدولة وليست ضعفا لها.
وتبقى ممارسة الحرية في مجتمعاتنا العربية الى الان خارج قوانين الدولة وحلما لا ينتهي ويصطدم بمفهوم الدولة واجهزتها ودساتيرها وخطابها الذي لازال ينظر إلى الفرد بأنه غير منتج وغير مشارك في شؤون حياته،، ولا يحق لصوته ان يعلو الا داخل صندوق الاقتراع، لتبقى ثقافة الفرد العربي مقفلة داخل صناديق عبوديته واستبداده.
نيسان ـ نشر في 2020-08-17 الساعة 13:59
رأي: د. آمال جبور