دراما السقوط العربي
نيسان ـ نشر في 2020-08-20 الساعة 10:20
نيسان ـ عندما احتل الانجليز البلاد العربية، هندسوها كما يريدون ووضعوا مخططات لشكل الوضع الذي ستكون عليه في النهاية، اهتموا بكل التفاصيل، وحشدوا كل البنية التحتية اللازمة، من رجال وأدوات وحركات ومواقف، وبدأوا البناء الدرامي لتطور هذه الكيانات بحيث ينتهي الأمر الى خداع الشعوب العربية وإخضاعها لاسرائيل، فعلوا ذلك بتدرج منطقي، وخبرة في بناء الأحداث، فالهدم الممنهج لمقومات الدولة بدأ منذ (سايكس بيكو) وعندما استلمت القيادات المصنوعة في العالم العربي بدأت بالهدم، كانت كل الحواضر العربية والمدن العريقة متطورة أكثر من اوروبا، وكان التعليم كذلك فما زالوا بها حتى جعلوها في أسفل سافلين وصار يرقص على أشلائها السفلة والأوغاد، ويطمع في اعتلاء صهوتها كل مارق خوان، وكل جبان يبيع الأمة بسلامة رأسه..
أما الأحداث التي مرت بنا على مدى مئة عام كانت كلها مصنوعة، بشخوصها وكل بنائها الدرامي، وكان الممثلون يتقنون التقمص والغوص في الشخصيات وإتقان الدور ليتيقن المشاهد العربي أن كل ما يحدث حقيقة واقعة، وكانوا من البراعة أن يجعلوا من الهزيمة انتصارا فتهلل الشعوب الضائعة الفاقدة للوعي.. وتنطلي الحيلة على المشاهد العربي ذي المشاعر الجياشة، لانه لا يرى المخرج ولا كادر العمل الدرامي، ولا يلحظ الكمرة الخفية، بل يشعر أن الممثلين يتصرفون بإرادتهم ويتكلمون بما يعتقدونه ويفعلون ما يرونه صواباً، وأنه لا يوجد مؤلف وكاتب سيناريو..
كل الأبطال الذين تألقوا منذ وعد بلفور الى الآن كانوا ممثلين، وبعض قادة من حمل السلاح كانوا ممثلين، اللحى مكياج، وتطور الشخصيات الدرامية كان متقناً، الشخصيات المركبة والمعقدة التي تقفز من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، والتي تطعن العرب في ظهورهم وتبتسم في وجوههم... تلعن اسرائيل صباحا وتتعبد عند حائطها مساء، كانت معدة بعناية..
المريدون والأتباع لأصحاب اللحى والهاتفون للثوريين كلهم كومبارس.. أحدهم يعترف باسرائيل فيستنكر أصحابه ويرفعون أصواتهم غضبا حتى يظن المواطن العربي أنهم صادقون فيهدأ الشارع العربي ويندمج في تعاقب المشاهد..
ويستمر العمل.. حتى يتم المسح لمفهوم الدولة، والهدم الجائر للانسان والنهب الوقح للموارد، فينشأ نمو غير طبيعي للشجرة الخبيثة، وموت غير طبيعي لمظاهر الحياة حولها، انقلاب صارخ للمفاهيم والمعاني والدلالات فالصادق كاذب والأمين خائن والجبان بطل والخائن يقتل الأمين ويكون بطلاً، وصاحب الحق ممنوع عن حقه والدولة ليست دولة إلا لتقهر الشعوب، وأجهزتها تعمل ضد شعبها، والشعوب راتعة في حظيرة عدوها..
لكن غاب عن الاستعمار وربيبته اسرائيل أن الضمائر الرخيصة المنحطة القائمة على الغرائز والمصالح الشخصية التي لعبوا بها، ليست ضمير الأمة.. ضمير الأمة لا يستطيعون اللعب به لأنه رباني، قد يملكون الانظمة وأعمدتها وأوتادها، لكنهم لن يملكوا ضمير الأمة الشائع في كل تفاصيل حياة الشعوب التي تقترب من الصحوة يوما بعد يوم، وستقتلع الاوتاد وتسقط الاوتاد وتنهار انظمتها..
أما الأحداث التي مرت بنا على مدى مئة عام كانت كلها مصنوعة، بشخوصها وكل بنائها الدرامي، وكان الممثلون يتقنون التقمص والغوص في الشخصيات وإتقان الدور ليتيقن المشاهد العربي أن كل ما يحدث حقيقة واقعة، وكانوا من البراعة أن يجعلوا من الهزيمة انتصارا فتهلل الشعوب الضائعة الفاقدة للوعي.. وتنطلي الحيلة على المشاهد العربي ذي المشاعر الجياشة، لانه لا يرى المخرج ولا كادر العمل الدرامي، ولا يلحظ الكمرة الخفية، بل يشعر أن الممثلين يتصرفون بإرادتهم ويتكلمون بما يعتقدونه ويفعلون ما يرونه صواباً، وأنه لا يوجد مؤلف وكاتب سيناريو..
كل الأبطال الذين تألقوا منذ وعد بلفور الى الآن كانوا ممثلين، وبعض قادة من حمل السلاح كانوا ممثلين، اللحى مكياج، وتطور الشخصيات الدرامية كان متقناً، الشخصيات المركبة والمعقدة التي تقفز من أقصى اليمين الى أقصى الشمال، والتي تطعن العرب في ظهورهم وتبتسم في وجوههم... تلعن اسرائيل صباحا وتتعبد عند حائطها مساء، كانت معدة بعناية..
المريدون والأتباع لأصحاب اللحى والهاتفون للثوريين كلهم كومبارس.. أحدهم يعترف باسرائيل فيستنكر أصحابه ويرفعون أصواتهم غضبا حتى يظن المواطن العربي أنهم صادقون فيهدأ الشارع العربي ويندمج في تعاقب المشاهد..
ويستمر العمل.. حتى يتم المسح لمفهوم الدولة، والهدم الجائر للانسان والنهب الوقح للموارد، فينشأ نمو غير طبيعي للشجرة الخبيثة، وموت غير طبيعي لمظاهر الحياة حولها، انقلاب صارخ للمفاهيم والمعاني والدلالات فالصادق كاذب والأمين خائن والجبان بطل والخائن يقتل الأمين ويكون بطلاً، وصاحب الحق ممنوع عن حقه والدولة ليست دولة إلا لتقهر الشعوب، وأجهزتها تعمل ضد شعبها، والشعوب راتعة في حظيرة عدوها..
لكن غاب عن الاستعمار وربيبته اسرائيل أن الضمائر الرخيصة المنحطة القائمة على الغرائز والمصالح الشخصية التي لعبوا بها، ليست ضمير الأمة.. ضمير الأمة لا يستطيعون اللعب به لأنه رباني، قد يملكون الانظمة وأعمدتها وأوتادها، لكنهم لن يملكوا ضمير الأمة الشائع في كل تفاصيل حياة الشعوب التي تقترب من الصحوة يوما بعد يوم، وستقتلع الاوتاد وتسقط الاوتاد وتنهار انظمتها..
نيسان ـ نشر في 2020-08-20 الساعة 10:20
رأي: صابر العبادي