اتصل بنا
 

'يا غريب كن اديبا'..يا فقراء الأصول والمنابت.. اتحدوا

نيسان ـ نشر في 2020-08-20 الساعة 22:35

نيسان ـ تابعت النقاش الجاري حول ما حصل مع الأستاذ أبو كفاح والد المعلم المعتقل كفاح.
يمكن تلخيص القصة كالتالي: كتب أبو كفاح على صفحته ما يلي: "انا عبدالله سليمان ابوفرحان البارحة اكتشفت انني ضيفا على الاردن مع انني امضيت لا يقل عن سبعون عاما فيها ولهذا أعلن باسمي وباسم عشيرة ابو فرحان اننا لن نشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة لا ترشيحا ولا انتخابا". (الكلام منسوخ حرفيا).
تبين أن السيد أبو كفاح كان يعلق على لقاء جمعه مع محافظ البلقاء بخصوص ابنه المعتقل المعلم.
أبو كفاح يُظهر في كل ما يكتبه شجاعة عالية، وأرجح أنه لو كان لديه شيء آخر يريد قوله لقاله بنفسه، فهو يكتب ما هو أكثر جرأة من ذلك.
فجأة، تلقف موقع الكتروني يبث من الخارج، الحكاية وبنى عليها تفاصيل اللقاء التي لم يشر إليها صاحبها أبو كفاح.
كان لا بد من التلحين، فظهرت عبارة "يا غريب خليك أديب" لتصبح عنونا لنقاش محزن.
بالطبع، لا داع للإشارة إلى أنني أعتبر أي كلمة أو حتى نظرة من المحافظ أو أي مسؤول آخر توحي بهذا المعنى هي مدانة ومرفوضة.
دوافع الحزن متعددة: أولا لأن هذا النقاش (الغريب والقريب) غاب إلى درجة كبيرة عن عناوين النقاش الشعبية منذ عقد من الزمن على الأقل. وهذا ما يثير السرور، لأنه يعني أن هدف بناء الشعب الموحد سار خطوة للأمام، وأقصد بالموحد: وجدانيا فيما يتصل بمحاور الصراع الاجتماعي والصراع القومي مع العدو القومي. (ومن فضلكم، ليس هذا الكلام بيانا أو تصريحا سياسيا بل هو مسنود إلى استقصاء بمستوى معقول).
الدافع الثاني للحزن، أن هذه النبرة المستحضرة، برزت "بسبب" أو على هامش قضية المعلمين، وهي القضية التي تعتبر واحدة من أطهر وأنظف القضايا الوطنية الأردنية وخاصة عندما يتعلق الأمر بما ساد خلالها وطُرح من عناوين.
الجدير بالذكر، أن السيد أبو كفاح، كان كرس كل حهده من أجل موضوع المعلمين، وهو كما يتضح، من أكثرنا نشاطا في هذا الموضوع، بدليل أنه بعد منشورة المشار إليه أعلاه، عاد إلى متابعة قضية المعلمين ودعوة الناس للالتفاق حولها، قبل أن يأخذه الآخرون إلى عنوان جديد من المرجح أنه لم يكن يرغب به.
دافع الحزن الثالث، هو مشاركة عدد من الأصدقاء الموثوقين والمثقفين بالترويج لتلك العبارة الملحنة والمغناة، مما أعطاها مبررا جديدا، هم بذلك بحسن نوايا ساهموا بالترويج لنشاط خصومهم والله أعلم.
حتى لو قال المحافظ تلك الكلمة تحديدا، ألا يلفت انتباهنا أن السيد أبو كفاح لم يذكرها؟ وهو كما أشرت يملك الشجاعة والجراة الكافيتين لذكرها.
ولكن من قال إنه من الجائز أن تبنى الحملات الشعبية على كلمة أو موقف لحاكم إداري؟ من أجاز لنا أخذ الرأي العام بهذا الاتجاه، فننحرف ونحرف معنا الاستاذ أبو كفاح نفسه، عن متابعة قضية من أنبل قضايانا الوطنية؟
يا فقراء الأصول والمنابت انتبهوا.. واتحدوا.

نيسان ـ نشر في 2020-08-20 الساعة 22:35


رأي: احمد ابو خليل

الكلمات الأكثر بحثاً