قصص قصيرة جدا: كل البنات نجوم!
نيسان ـ نشر في 2020-08-23 الساعة 20:19
نيسان ـ 1 - كنت لي، .. وحدي!
رأيت في اضغاث الأحلام اني اقتلك، فردت شعرها لا تبالي.
عدت وأشرت بأصابع يدي الملطخة بالشحم والسواد:
ضاحكن؛ غمازاتها وبياض أسنان بان منها ناب هولوويدي، ناصع الابتسامة (...)وفردت طولها تتغندر كفتاة مراهقة.
سعيت افهمها ما رأيت؛ ذلك انها كانت في بقايا إحداث الحلم تبكي، تبعثر خصلات شعرها الغجري، تعاود ذر التراب على كاهلها وتبكي.
.. غاب الحلم.. ايقظتني تنبيهات صاحب ورشة الميكانيك، من حيرة البلاغ، عن فتاة غريبة عن الحي، تاه كلبها بالسلسلة الذهبية.
- اريد كلبي؟.. كان لي وحدي..
عامل المصبغة، القى ما بيده من مكوى وسعي يبحث عن سلسلة ذهبية !
2 - النجمة بنت!
.. يرق عندما يسمع المغني الشعبي، يغني، يطلق الآهات، يحيرنا في وصف البنات:
- «كل البنات نجوم يا عنيد يابا!.»
في داخل خيمة المقهى، كان الصوت البعيد ينقل الشجن:
- «نزلن على البستان يا عنيد يا يابا».. كان صبي المقهى يتراقص أمام طالبات المدارس، وكلهن انيقات يضعن سماعات موبايل السمارت فون، الصبي، ينفعل مع صوت عبده موسى مجددا:
- «كل البنات نجوم يا عنيد يا يابا واالله هيّ قمرهن.. عيني ويما عيني!».
وحيدا كان الحارس الليلي يراقب ساعة حركة الطالبات نحو المدخل الرئيس، مندفعا بحماسة وامانة لترقب ابنة سائق الحافلة التي تمشي وصولا الى خيمة المقهى وتلقي بوردة زهرة دحنون لمن يعشق اللون الاحمر!
..في اليوم التالي تناقلت الصحف المسائية خبر فقدان طالبة المدرسة التي شوهدت تقص ضفائرها وتعتمر طاقية البحر
كان سائق الحافلة يترك لأذنه صوت المغني ويراقب صعود نجمة في كبد السماء لعل وعسى تعود البنت ذات الطاقية القش.
3 - مفتاح قديم
لا احد يسأل جاري المتقاعد من دائرة الاغاثة في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين عن سر المفتاح الحديدي المعلق امام مكتبة، فهو محظوظ اذ سمح له بالعمل كاتبا للاسترحامات والاستدعاءات ورسائل الشوق بين الناس ومن غاب منهم في ارض االله الواسعة.
التقط المفتاح ذات غروب لشمس يوم من شهر تموز، المفتاح مربوط بقلادة من خيط الكتان، في الصباح علق المفتاح على طاولة العمل.
مرت اول تموز وثاني وثالث، ثبت المتقاعد المفتاح بمسامير اضافية..
..في العام التاسع من بعد تعليق المفتاح، جالت سيدة تلبس ثوبا مطرزا، نظرت وتمعنت بالمفتاح الحديدي، صورته بالموبايل وارسلت الصورة فورا لابنتها في كندا، كتبت تحت الصورة:- هناك من ثبت المفتاح وينتظر العودة! ردت ابنتها:- مامي، انا
وجوزيف نأكل الآيس كريم في مول اف اميركا!..
4.. - بهجة وعرس وطيران.
سأل الصبي أمه عن درس التعبير وكتابة واجب الانشاء؟
تبسمت، تمتلك نورا الهيا يشرق مع ابتسامتها، تظرت نحو صورة قديمة معلقة في جانب من حائط التذكارات نظر الطفل في عينيها وسبح الى ان وصل بحر يافا، ركز سارية طاولة المصيف وتبادل صهد رائحة البحر، كان يشاهد الجدار وانفلات كل صاحب صورة للدخول الى يافا.
خاف الصبي من رمش عينيه من غياب البحر، عطس فقالت الام:
- يرحمك االله، يحميك يا روح ماما.
... وبسرعة قالت تتابع حركة يده مع القلم:- لنكتب عن بهجة بحر يافا وعرس الشهيد عندما غسل دمه رمل البحر.. وطار!
رأيت في اضغاث الأحلام اني اقتلك، فردت شعرها لا تبالي.
عدت وأشرت بأصابع يدي الملطخة بالشحم والسواد:
ضاحكن؛ غمازاتها وبياض أسنان بان منها ناب هولوويدي، ناصع الابتسامة (...)وفردت طولها تتغندر كفتاة مراهقة.
سعيت افهمها ما رأيت؛ ذلك انها كانت في بقايا إحداث الحلم تبكي، تبعثر خصلات شعرها الغجري، تعاود ذر التراب على كاهلها وتبكي.
.. غاب الحلم.. ايقظتني تنبيهات صاحب ورشة الميكانيك، من حيرة البلاغ، عن فتاة غريبة عن الحي، تاه كلبها بالسلسلة الذهبية.
- اريد كلبي؟.. كان لي وحدي..
عامل المصبغة، القى ما بيده من مكوى وسعي يبحث عن سلسلة ذهبية !
2 - النجمة بنت!
.. يرق عندما يسمع المغني الشعبي، يغني، يطلق الآهات، يحيرنا في وصف البنات:
- «كل البنات نجوم يا عنيد يابا!.»
في داخل خيمة المقهى، كان الصوت البعيد ينقل الشجن:
- «نزلن على البستان يا عنيد يا يابا».. كان صبي المقهى يتراقص أمام طالبات المدارس، وكلهن انيقات يضعن سماعات موبايل السمارت فون، الصبي، ينفعل مع صوت عبده موسى مجددا:
- «كل البنات نجوم يا عنيد يا يابا واالله هيّ قمرهن.. عيني ويما عيني!».
وحيدا كان الحارس الليلي يراقب ساعة حركة الطالبات نحو المدخل الرئيس، مندفعا بحماسة وامانة لترقب ابنة سائق الحافلة التي تمشي وصولا الى خيمة المقهى وتلقي بوردة زهرة دحنون لمن يعشق اللون الاحمر!
..في اليوم التالي تناقلت الصحف المسائية خبر فقدان طالبة المدرسة التي شوهدت تقص ضفائرها وتعتمر طاقية البحر
كان سائق الحافلة يترك لأذنه صوت المغني ويراقب صعود نجمة في كبد السماء لعل وعسى تعود البنت ذات الطاقية القش.
3 - مفتاح قديم
لا احد يسأل جاري المتقاعد من دائرة الاغاثة في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين عن سر المفتاح الحديدي المعلق امام مكتبة، فهو محظوظ اذ سمح له بالعمل كاتبا للاسترحامات والاستدعاءات ورسائل الشوق بين الناس ومن غاب منهم في ارض االله الواسعة.
التقط المفتاح ذات غروب لشمس يوم من شهر تموز، المفتاح مربوط بقلادة من خيط الكتان، في الصباح علق المفتاح على طاولة العمل.
مرت اول تموز وثاني وثالث، ثبت المتقاعد المفتاح بمسامير اضافية..
..في العام التاسع من بعد تعليق المفتاح، جالت سيدة تلبس ثوبا مطرزا، نظرت وتمعنت بالمفتاح الحديدي، صورته بالموبايل وارسلت الصورة فورا لابنتها في كندا، كتبت تحت الصورة:- هناك من ثبت المفتاح وينتظر العودة! ردت ابنتها:- مامي، انا
وجوزيف نأكل الآيس كريم في مول اف اميركا!..
4.. - بهجة وعرس وطيران.
سأل الصبي أمه عن درس التعبير وكتابة واجب الانشاء؟
تبسمت، تمتلك نورا الهيا يشرق مع ابتسامتها، تظرت نحو صورة قديمة معلقة في جانب من حائط التذكارات نظر الطفل في عينيها وسبح الى ان وصل بحر يافا، ركز سارية طاولة المصيف وتبادل صهد رائحة البحر، كان يشاهد الجدار وانفلات كل صاحب صورة للدخول الى يافا.
خاف الصبي من رمش عينيه من غياب البحر، عطس فقالت الام:
- يرحمك االله، يحميك يا روح ماما.
... وبسرعة قالت تتابع حركة يده مع القلم:- لنكتب عن بهجة بحر يافا وعرس الشهيد عندما غسل دمه رمل البحر.. وطار!
نيسان ـ نشر في 2020-08-23 الساعة 20:19
رأي: حسين دعسة