إنتخابات المغامرة لا تخدم الوطن..!!

نيسان ـ تسير الإستعدادات للإنتخابات النيابية للمجلس التاسع عشر على قدم وساق، ويتسابق الجميع من إجل البدء بالحملات قبل موعدها، فيما الهيئة المستقلة تسعى للخروج بإنتخابات نموذجية لا عبث ولا تزوير فيها، رغم إستحالة الأمر “وطبعا هم يدركون ذلك” كون بعض الأصابع ستعبث بالعرس الديموقراطي، كما أن العرس سيأتي في وقت أغلقت فيه الحكومة صالات الأفراح والأتراح، وبالتالي عليها أن تطبق أمر الدفاع الذي أقرته وفرضته على الشعب على نفسها في المقام الأول، وعليها أن تكون أول من يلتزم وبالتالي تقوم بتأجيل العرس الديموقراطي كما أجلت جميع الأعراس، إلا إذا أرادت الحكومة ان يقتصر العرس على أهل العرسين أو أن تخالف أمر الدفاع، وفي الحالتين سيكون الأمر كارثياً.
وفي حال أصرت الحكومة على تنظيم الإنتخابات في وقتها دون مراعاة وجود كورنا الذي إستحوش وبدأ يصيب الأردنيين في شتى المحافظات والمواقع، فإنها تدفع بالحياة الديموقراطية صوب الهاوية، فالمشاركون في الإنتخابات سيصلون إلى الحد الأدني، وهذه تعتبر سقطة كبيرة لا يمكن أن تنسى في تاريخ الأردن الحديث ،وسيتغير إسم الحكومة من النهضة إلى مسميات متعددة لا تتناسب مع الجهود التي تبذلها الحكومة التي عليها أن تدرك ان حجم المشاركة الشعبية في الإنتخابات يعطي العالم صورة عن مدى تجذر الحياة الديموقراطية في الشعب، إضافة إلى أنه يعطي صورة واضحة عن رضا الشعب عن الدولة، لذا لا يجب أن تكون الإنتخابات مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وتكمن الصعوبة التي ستواجهها الحكومة في التعامل مع الشعب، فأقارب المرشحين “سيرقصون في العرس الديموقراطي”، وبالتالي سينقلون عدوى الكورونا للجميع، كما ستجد الحكومة وهيئتها المستقلة للإنتخابات صعوبة كبرى في المحافظة على تقزيم دور كورونا وإنتشاره بفضل التجمعات على أبواب قاعات الإنتخاب، وما بعهدها من عدم القدرة على السيطرة على أفراح الفائزين وأتراح الخاسرين، لذا على الحكومة أن تكون ذات بصيرة عالية ولا تنساق أمام دور البطولة بأنها قادرة على تحقيق المستحيل وتنظيم الإنتخابات في أوقات صعبة، وبالتالي فإن تأجيل الإنتخابات يعتبر حالة صحية لن تضر الوطن ولا الشعب بل ستجعل الجميع يدركون بأن الإنسان أغلى ما نملك، كون الحكومة إهتمت بالجوهر وهو الشعب قبل المظهر وهي الإنتخابات.