اتصل بنا
 

الأسد والفرصة الأخيرة

نيسان ـ نشر في 2015-08-10 الساعة 13:01

نيسان ـ

لم يرق للغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة ودول الجوار السوري الحال التي وصلت إليه الأزمة السورية، مع تنامي فرص الحل بعد صمود الأسد وتمسكه بالسلطة ومواصلة الدعم الروسي والأيراني للنظام السوري القائم، وساهم غياب التنظيم بين دول الجوار بين مؤيد ومعارض الى تخبط في القرارات على مستوى الجامعة العربية، فتارة يمثل النظام وأخرى لا يمثل باجتماعات الجامعة .
بات في حكم المؤكد عند الكثيرين بأن الربيع العربي المزعوم لم يجلب إلا الويلات والدمار الى المنطقة، فالقيادات والانظمة المستبدة لم تعد قادرة على الاستغناء عن السلطة، وأن الشعوب غير مؤهلة لمرحلة انتقالية جديدة، فبين قوى سياسية وقوى عسكرية يحتدم الصراع على السلطة والخاسر الأكبر هو الوطن والشعب، ناهيك عن تردي الاحوال المعيشية وفقدان الأمن والأمان التي آلت إليه هذه البلدان.
تعد الأزمة السورية الأكثر تعقيدا بين بلدان المنطقة، لما يمتاز به المكون المجتمعي السوري، فسوريا تحمل على أرضها الكثير من القوميات والمرجعيات الدينية التي تتخندق الأن خلف قياداتها، غيرآبهة بالوطن، فالطائفية هي التي أصبحت تتحكم في مصير سوريا.
لعبت أيران دورا محورياً في الأزمة السورية، وتدخلت في كل صغيرة وكبيرة من مفاصل الأزمة فتدخلت عسكريا واقتصاديا لرفد النظام القائم والمحافظة عليه، رغم تحرك أطراف أخرى للخلاص منه، إذ وجهت أيران حلفاءها كحزب الله للمقاتلة الى جانب قوات النظام، وكعادتها غلفت الأزمة بالطابع الطائفي وسخرت إعلامها للتحدث عن الهجمة السنية على الشيعة، وبدوره قام النظام السوري بتسليم زمام الأمور والمبادرة الى الدولة الأيرانية.
استخدمت أيران نفوذها في سوريا كورقة رابحة خلال مفاوضاتها مع الغرب لرفع العقوبات عنها، فباتت قناعة الغرب بأن الأزمة لن تحل أو يصار الى أية تسوية من غير مباركة إيرانية، وساهمت جماعة الحوثي وأعمالها في اليمن الى إبراز الدور الأيراني في المنطقة، كما عانت أيران من تبعيات العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها، فلا مانع أن تستغل الأحداث القائمة وتجييرها لخدمة مصالحها ، وما الاتفاق على رفع العقوبات القائم مؤخرا الا نتاج هذه الهيمنة الإيرانية على عديد الأحداث.
استشعر النظام السوري بخطورة التقارب الأيراني الغربي، فبات من المؤكد له أنه في طريقه لخسارة حليف استراتيجي وداعم رئيسي رغم ذلك بقي لنظام الأسد فرصة وحيدة لتفويت المخطط القائم للمرحلة الجديدة وبالتالي التضحية به فبات مؤكدا أن ليس له أية دور في المرحلة المقبلة، وأن ما توارد إليه من لقاء سعودي
إيراني بعد لقاءات متعددة بين السعودية ودول الجوار السوري وإيران، تسرع من قرب نهاية نظامه وأنه سيلقى أما مصير القذافي أو مصير مبارك غير ان نهايته لن تكون كنهاية مبارك.
فعلى نظام الأسد الخروج الأن وبدون سابق أنذار والانسحاب من المشهد السوري، والتخلي عن السلطة والدعوة الى وقف إطلاق النار وتسريح جميع مليشياته التي استقدمها من الخارج. فالوقت لن يكون في مصلحة الأسد وأنه لا توجد أية مكتسبات يمكن له تحقيقها في قادم الأوقات فجميع المؤشرات تدل الى حل قادم وسريع ولن يكون لنظام الأسد أية دور فيه .

نيسان ـ نشر في 2015-08-10 الساعة 13:01

الكلمات الأكثر بحثاً