اتصل بنا
 

حكومة الظل.. المعارضة الوفية لنفسها

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-08-25 الساعة 20:55

نيسان ـ لا يُعرَف تاريخ مُحدّد لظهور مُصطلح حكومة الظلّ، إلا أنّ المُصطلح ظهر في أواخر القرن التاسع عشر في بريطانيا، حيث أُنشِئ بالاستناد إلى قانون وزراء العرش عام 1937، واعتاد أعضاء الحكومة المهزومة في الانتخابات الاجتماع بقيادة المُعارضة ضدّ الحكومة الجديدة.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، ومع نشأة الديمقراطيّة في إنجلترا تطوّر أسلوب المُعارضة وأصبحت حكومة الظلّ جُزءاً أساسيّاً من العمليّة السياسيّة في بريطانيا.
( يُطلَق على حكومة الظلّ في بريطانيا وكندا وأستراليا اسم "المعارضة الوفية لجلالتها" في إشارة إلى الملكة إليزابيث).
لكن الوضع مختلف تماماً في وطننا العربي ولكي أبتعد عن عمومية الموضوع فإن الأردن يعرف حكومة الظل بطريقة أخرى
"كل أولئك الذي يظهرون في الإعلام هم مجرد واجهات إعلامية أمام الرأي العام وأمام الشعوب، وأن مراكز الاتصال وحكومات الظل هي المتحكم الأساسي بالدول والمراكز الاقتصادية والسياسية والإعلامية في الأنظمة السياسية".
على مدى نصف قرن منذ قيام النظام العالمي الجديد، تعيش الشعوب العربية حالة من البؤس والشتات والفساد وهدر للثروات العامة لصالح نخب مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمنظومة العالمية السياسية والاقتصادية، ولم يستطع أي شعب عربي أن يتحرر وينطلق نحو القمة، أسوة ببقية الشعوب التي استطاعت خلال العقود الماضية من النفاذ من العصابة العالمية، وكل ذلك يرجع إلى السيطرة المطلقة على الشعوب العربية وقدرة ختايرة الظل على التخفي.
حكومة الظل هي حكومة تقف خلف الحكومة المعروضة للشعب، مثل وزير يقف خلف كل وزير، وضابط في الجيش بيده مركز القرار العسكري لوزارة الدفاع، وملياردير يرسم سياسة وزارة الاقتصاد، وصحفي يتحكم بمخرجات الإعلام.
نظام سياسي محكم يسير وفق قوانين وضوابط مرتبة، نظام نصفه ظاهر أمام الرأي العام كأفراد وموظفين عاديين، ونصفه الآخر يختبئ تحت الأرض.
فما شاهدناه على مدار اليومين الماضيين يثير الكثير من الرعب و التساؤل فتارة التعليم إلكتروني، وتارة مباشر، وتارةِ أخرى ( التعليم هجين)، وبين فوقية وسادية الوزير حين خاطب الصحفي في المؤتمر الصحافي، وتغييب دور السلطة الرابعة بشكل تام في كل الأحداث المهمة نواصل مرحلة التيه الوطني.
فالقارئ للمشهد - وإن جاز لنا القراءة ايضاً- فطائرة الرزاز المزعومة ما هي إلا ( ديكور) وقائد الطائرة بلا صورة وبلا هوية وبلا أدلة... المدان والظاهر في الصورة هو الرزاز مسلوب الإدارة و السيادة، هو فقط صاحب ( مصطلحات تتعلق بنهضة مزعومة لا أكثر)
أخيراً.... السؤال البريء الذي أعتقد بأن الإجابة عليه صعبة هو ما يلي: إذا كانت الأدوات في فرق وخلايا الظل مبدعة وقادرة فعلا على العمل لماذا لا يتم تسليمها الحكومة بصورة مباشرة لمتابعة تنفيذ رؤية ملموسة ومنصفة لدوائر القرار من الواضح أنها تحاول صناعة مستقبل للأردنيين؟.
بمعنى آخر ما الذي يمنع تحويل الظل إلى الضوء وتسليمه الإدارة وإعفاء الجميع من الوطن للمواطن وحتى المؤسسة من تلك المماحكات والمنافسات واحيانا الازدواجيات في المعايير حتى تعمل السلطة التنفيذية بوضوح ويستطيع البرلمان إنجاز فروضه الوطنية و الدستورية.

نيسان ـ نشر في 2020-08-25 الساعة 20:55


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً