الرجال مخابر مش مناظر...(نايف الهدايات)

نيسان ـ نايف عوده ابن هدايه عذرا اخاطبك باسمك دون القاب لأنني أعرف معادن الرجال،هكذا اعرفك بطيب الخلق وفصاحة اللسان ودفئه ، فبصمة لسانك حصاد تربيتك ، فإن لم ترفعك اخلاقك فلن يرفعك منصبك وأن لم تزينك افعالك فلن تزينك ملابسك هكذا هي الحياة دين وخلق كيف لا وانت من نسل ذلك الشيخ الجليل المرحوم غيث ابن هدايه المتجذر في تراب الوطن منذ النشأة الأولى.
منذ زمن لم التقيك لكنني اعرفك حق المعرفة ،اعرفك في مواقف عده (لا تهادن ولا تخاف في الحق لومة لائم) صلبا شامخا فصيحا في القول حازما عند الشدائد. لقد تعلمت في مدرسة الحياة بيت المرحوم الشيخ عوده ابن هدايه ومن لا يعرف تلك المدرسة في جنوب الاردن . لقد رددت مرارا قولا لوالدك المرحوم الشيخ عوده (الن جانبك لقومك يحبوك ،وتواضع لهم يرفعوك ،وابسط لهم يدك يطيعوك) قولا جمع بين الحكمة والإدارة وسداد الرأي والمشورة.
عرفتك محافظا لمحافظة البلقاء ، المحافظة التي تجمع بين كافة الأطياف ،لم نسمع أو نعرف أو نرى تحيزك لقبيلة دون أخرى أو لون دون آخر كلهم سواسية تقف متوسطا بين الجميع صلبا في الشدائد ،حكيما في الرأي حازما في المواقف.لم تجامل شخص دون آخر الوطن هوية الجميع والكل له مكانته ، نختلف في الرأي لكننا نتفق بأن الوطن هوية جامعه.
البعض يقول محافظ أو والي فإن كلاهما ثقيل أمام الله ، فهو المسؤول الأول في محافظته عن سلامة الافراد وعن تطبيق القانون على الجميع دون استثناء فلا يجوز أن نقبل المحافظ منقوصا أو مجزوء من الصلاحيات وهو المسؤول الأول داخل حدود المحافظة لضمان سلامة الجميع .فان للمحافظ العديد من الصلاحيات والمهام حسب التشريعات النافذة وكذلك متابعة تنفيذ أوامر الدفاع والمتضمنة عدم إقامة التجمعات ايا كان موقعها أو توقيتها الا بأخذ موافقات مسبقة على ذلك ، فإن للحوار طرقا وقنوات فما كان من المحافظ إلا أن قام باستدعاء والد المدرس الموقوف وإبلاغه بالأمر بعدم إقامة التجمع داخل منزله لأن في ذلك مخالفة للقانون وكان الحوار هادئا وبحضور عدة أشخاص ولم يصدر عنه أي قول أو فعل يثير النعرة أو يمس النسيج الاجتماعي الاردني .
ان تطبيق القانون لا يمس الوحدة الوطنية فالجميع سواء أمام القانون فلنكن منصفين لا متربصين جنودا اوفياء للوطن.
ان الولاية امانه أمام الله بعد القسم فجميعكم يتعرض للنقد لكن لا أحد ينظر للإنجازات وعبء المسؤولية وضغوط العمل . نعم لقد رحل الجميع وبقيتم انتم في الميادين تديرون شؤون محافظاتكم بصمت ودون ضجيج اعلامي أو تصوير فوتوغرافي . (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم)
حمى الله الوطن وجلالة الملك وحماكم الله كل في موقعه