حل للأزمة السورية أم إعادة إنتاجها من جديد؟
نيسان ـ نشر في 2015-08-10 الساعة 15:30
إبراهيم قبيلات
ما يجب علينا القلق من أجله هذه الأيام هو هل يجري حل للازمة السورية أم إعادة إنتاجها بشكل جديد؟
بالنظر الى الفعل الأمريكي، فان تجربة إنتاج العراق منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 والمعالجات الأمريكية للملف السوري تجعلنا نشعر بالقلق من أن خطط الولايات المتحدة إما أنها عاجزة عن إيجاد حلول هادئة للمنطقة أو أنها لا تريد ذلك. وفي السيناريوهين يتحول إنسان المنطقة العربية الى ضحية مرة تلو أخرى.
ومرة تلو أخرى، يضطر الأردن الى دفع أثمان الأخطاء أو الخطط الأمريكية في المنطقة بداية من الكارثة العراقية وليس انتهاء بالملف السوري.
اليوم تدفع المملكة كلف خمس سنوات من عمر الأزمة السورية من دون أن تدير ظهرها لمعاناتهم.
إن التكلفة التي يدفعها الأردن جرّاء استضافته أكثر من مليون و400 ألف سوري منذ اندلاع الأزمة منتصف آذار 2011، اكثر من باهظة؛ وما يشكله ذلك من عبء كبير على مختلف القطاعات الحيوية في الأردن، إضافة إلى أثره على موازنة الدولة.
لكن ذلك ليس كل شيء. على الرسمي الأردني ان يعرف تماما أين يقف، وما هو دوره في حال تمت تسوية إيرانية سعودية حيال الملف السوري.
لقد نجحت السياسة الأردنية كما هي في العادة في أدارة الأزمة. لكن بفعل اللعب الدولي في الساحة السورية من المنتظر أن نشهد ولادة أزمة سورية أخرى موازية سيكون على الأردن مرة أخرى إدارتها.
القليلون يمتلكون معلومات واضحة للمخططات التي يجري إعدادها وترسم فيها خطة المستقبل للمنطقة. ومن المؤكد أن الأردن لا يغيب عن كل ما يجري بل إنه أحد طباخي المائدة.
ندرك أن سياسة الدول تتمدد وتخبو، وفق حجم الأدوات والإمكانيات، وهو ما يلزم الأردن صياغة رؤية جديدة تراعي المصالح الأردنية وتبتعد عن (سياسة القطعة) ومن دون تعجّل في بلورة (شطحات) سياسية يمكن أن تنتج لنا أزمات أخرى.
تنطوي معطيات اليوم على تحديات وإيقاعات جديدة؛ تفرض على الأردن مراجعة شاملة، سيما وأن مناخات المحاصصة والتقسيم تبتلع المنطقة، فيكون من الضروري معها إعلاء قيمة الأولويات الأمنية على ما سواها.
الأردن كان حاضراً في المشهد منذ انطلاق الشرارة الأولى، ما يعني أنه يعرف الكثير ويمتلك معلومات أكثر تؤهله لجولة رابحة، فهل ينجح؟


