قلب بنفسجي اللون.. ووردة حمراء
نيسان ـ نشر في 2020-08-28
نيسان ـ 1 - قلعة من رمل
.. يسحقها موج اعمى، تغيب شبابيكها نحو البحر، تذوب مع الزبد
أصر الطفل على بناء قلعة أخرى، رفضت الأم الشابة،التي أصابها الملل من لعبة
الطفل الوحيد، خابت متعتها وبكت حالها طويلا.
بعد محاولات، مسحت دموعها بطرف منديل قطني مزخرف،أخفته في حقيبة اليد
بدأت بنحت قلعة جديدة، الأم تنظر الى الفضاء، ابتسم الصغير، وهام بمداخل الريح،
وجمال سارية العلم، والمدفع القديم، كل ذلك نحتته تلك المرأة على بكاء مكتوم.
انتبه الطفل، وقف واحتضن رأس أمه وأشار إلى موجة هادرة، سحقت القلعة، سقط
الطفل دفاعا عن رأس امه، منتبها إلى خصلة من شعر حريري، بيضاء، ظفرها بين
اصابعه، وتأمل ذوبان حراس الرمل.
2 - قلب بنفسجي!
أضاء شاشة الموبايل قلب بنفسجي، أيقونة حبيبته التي تصمت احتراما لشراك تلك
الدوائر من حولها.
الحقت القلب بوردة جورية حمراء،تلوع قلبه واعلن للشاشة:
-مشتاق!
دارت الشاشة مرة أخرى، كان حوارهما عن حال المرأة بعد تراكم الخلافات الزوجية.
قالت عن قضية خلع، قال عن سمعتها التي قد تتوه بين ألسنة الناس.
ذكرها بأنة عاشق مشتاق، بانت الحال البنفسجي، غابت واصاب لون الوردة مقاتل
القلب.
..وما زال يرسم من قيض الليلك ودم بتلات الورد.
3 - خبز جاف
أحاط قصعته الوحيدة بتمائم الجائعين، مد يده يغرف من خبيئة الخبز الجاف، بقايا
ينشرها ويحفظها، يأكل ما طاب له من حليب والبان، وأحيانا يرمم روحه بما يتصدق به
الجيران.
وضع الماء، وفتات الخبز، رش ما طاب من ملح وسكر وزبيب جاف، لعق إلى أن نام يحلم
(...) نام وحيدا يتلف ذكريات ما عادت تمنحه السكون والرضا.
في ذروة النوم تعرق وحك راسه وسمع ما يحيط براكيته الزينكو من عوالم تسير في
طريقها،احس بهدوء مع توالي صوت البنت الشقية لجارته الشابة:
-عمي.. عمي، امي ارسلت لك هذا المرق، ذبحنا آخر الأرانب، وتوزعنا عظامها ولك حصة
حررتها امي، كانت الافواه تئن تلاحقني، مثل ما جاء في قصة ليلى والذئب.
مد العجوز يده وتناول صحن المرق والرز، وفتات أرنب عاش ينتظر تلك الافواه.
4 - شهادة ميلاد..
اعتقدت انها أصبحت قوية،حملت وثيقة اعتراف بأنها أنثى(...) وانها ولدت في أرض
تنبت الشجر وترتكز في طريق على حجارة البستان وتطعم اليمام والعصافير ودواب
الارض.
..على مشارف الدار اطلقت ساقيها نحو غرفة وحيدة تتمدد فيها أمها المفلوجة،
اعتقدت انها نائمة فقررت ان تحضر وجبة طعام من بيض الدجاجات وزيت الزيتون
والدقيق الذي طحن بالامس،لا صوت الا همس الصبية التي تاهت قيود ميلادها عندما
عبرت بها الام تجتاز نهر تتكالب عليه الجراح، فاقت الام على الطفلة تبكي وسط
مخاضة النهر، تاهت وغامة الدنيا في وجه السيدة التي وقعت على طرف النهر لا
تسطيع الحركة.
بعد سنوات قالوا لها ان هناك من وجد ابنتك ولما احضروها فقدت السيدة بصرها
وصمتت.
ما ان انتهت الصبية من فقس البيض،غنت:
- ماما يا ماما
لا حركة،لا همهمة،سقطت شهادة الميلاد وعم صراخ الصبية المخيم.
دفنت البنت التي أصابها مس ورفة الى جانب الكفن، هال التراب وغابت غيوم الصيف
عن مكان الق
.. يسحقها موج اعمى، تغيب شبابيكها نحو البحر، تذوب مع الزبد
أصر الطفل على بناء قلعة أخرى، رفضت الأم الشابة،التي أصابها الملل من لعبة
الطفل الوحيد، خابت متعتها وبكت حالها طويلا.
بعد محاولات، مسحت دموعها بطرف منديل قطني مزخرف،أخفته في حقيبة اليد
بدأت بنحت قلعة جديدة، الأم تنظر الى الفضاء، ابتسم الصغير، وهام بمداخل الريح،
وجمال سارية العلم، والمدفع القديم، كل ذلك نحتته تلك المرأة على بكاء مكتوم.
انتبه الطفل، وقف واحتضن رأس أمه وأشار إلى موجة هادرة، سحقت القلعة، سقط
الطفل دفاعا عن رأس امه، منتبها إلى خصلة من شعر حريري، بيضاء، ظفرها بين
اصابعه، وتأمل ذوبان حراس الرمل.
2 - قلب بنفسجي!
أضاء شاشة الموبايل قلب بنفسجي، أيقونة حبيبته التي تصمت احتراما لشراك تلك
الدوائر من حولها.
الحقت القلب بوردة جورية حمراء،تلوع قلبه واعلن للشاشة:
-مشتاق!
دارت الشاشة مرة أخرى، كان حوارهما عن حال المرأة بعد تراكم الخلافات الزوجية.
قالت عن قضية خلع، قال عن سمعتها التي قد تتوه بين ألسنة الناس.
ذكرها بأنة عاشق مشتاق، بانت الحال البنفسجي، غابت واصاب لون الوردة مقاتل
القلب.
..وما زال يرسم من قيض الليلك ودم بتلات الورد.
3 - خبز جاف
أحاط قصعته الوحيدة بتمائم الجائعين، مد يده يغرف من خبيئة الخبز الجاف، بقايا
ينشرها ويحفظها، يأكل ما طاب له من حليب والبان، وأحيانا يرمم روحه بما يتصدق به
الجيران.
وضع الماء، وفتات الخبز، رش ما طاب من ملح وسكر وزبيب جاف، لعق إلى أن نام يحلم
(...) نام وحيدا يتلف ذكريات ما عادت تمنحه السكون والرضا.
في ذروة النوم تعرق وحك راسه وسمع ما يحيط براكيته الزينكو من عوالم تسير في
طريقها،احس بهدوء مع توالي صوت البنت الشقية لجارته الشابة:
-عمي.. عمي، امي ارسلت لك هذا المرق، ذبحنا آخر الأرانب، وتوزعنا عظامها ولك حصة
حررتها امي، كانت الافواه تئن تلاحقني، مثل ما جاء في قصة ليلى والذئب.
مد العجوز يده وتناول صحن المرق والرز، وفتات أرنب عاش ينتظر تلك الافواه.
4 - شهادة ميلاد..
اعتقدت انها أصبحت قوية،حملت وثيقة اعتراف بأنها أنثى(...) وانها ولدت في أرض
تنبت الشجر وترتكز في طريق على حجارة البستان وتطعم اليمام والعصافير ودواب
الارض.
..على مشارف الدار اطلقت ساقيها نحو غرفة وحيدة تتمدد فيها أمها المفلوجة،
اعتقدت انها نائمة فقررت ان تحضر وجبة طعام من بيض الدجاجات وزيت الزيتون
والدقيق الذي طحن بالامس،لا صوت الا همس الصبية التي تاهت قيود ميلادها عندما
عبرت بها الام تجتاز نهر تتكالب عليه الجراح، فاقت الام على الطفلة تبكي وسط
مخاضة النهر، تاهت وغامة الدنيا في وجه السيدة التي وقعت على طرف النهر لا
تسطيع الحركة.
بعد سنوات قالوا لها ان هناك من وجد ابنتك ولما احضروها فقدت السيدة بصرها
وصمتت.
ما ان انتهت الصبية من فقس البيض،غنت:
- ماما يا ماما
لا حركة،لا همهمة،سقطت شهادة الميلاد وعم صراخ الصبية المخيم.
دفنت البنت التي أصابها مس ورفة الى جانب الكفن، هال التراب وغابت غيوم الصيف
عن مكان الق
نيسان ـ نشر في 2020-08-28
رأي: حسين دعسة