حياة 'فوتوشوب'.. إنهم يحركونها لنا بالريموت كنترول

نيسان ـ مؤخرا خضعت لقراءة مجموعة من الكتب والوثائق التي تتحدث عن حرب 1967 أو ما عرفها نخب السلطات العربية بالنكسة، تجميلا للهزيمة الفاضحة.
ولأن سنوات عدة وجب التحضير لها من أجل "تحقيق الهزيمة" كان علي أيضا قراءة شيئا من سنوات القحط 1952 مرورا بهزيمة 1956 التي صاغتها الانظمة بصفتها انتصارا سياسيا عظيما، حتى عام 1967.
ليس خلاصة واحدة ما انتهيتُ إليه، بل مجموعة، لكن اهمها: أن الشعوب العربية ما زالت تتوهم أنها خاضت حينها حربا هُزمت فيها، وكان عليها تحمل نتائجها رغم انفها، حتى راق للشعوب وصف ذاك الجيل بجيل النكسة، لتحطيمه داخليا.
اكثر من ذلك، ان قوة الاحتلال وسيطرته، هي كذبة كبرى، وان القوة تكمن في توهمنا بأننا ضعاف وأن عدونا قوي وقادر.
مبكرا بدأ الاحتلال في رؤوسنا قبل ارضنا. ما فعله العدو الداخلي والخارجي بالشعوب العربية تحولها الى "عبيد" بكامل شروط العبودية، وإن كانت هذه العملية خضعت للبوتكوس التجميلي، بأن حولوا الجميع الى "عبيد منازل" يتمتعون بالامتيازات.
لهذا ستبقى المعركة الاضخم في تنظيف ادمغة الشعوب العربية، مما فعله بها (الاخر) الداخلي قبل الخارجي.
في هذا يعاني الاسلاميون والقوميون واليسار والعلمانيون والليبراليون معا. وإن كان لكلٍّ منهم "بوتوكسه" الخاص.
ما يدعو للحرج ان العدو الداخلي والخارجي فرض على العبيد رؤيته في كل شيء. من الافكار السياسية الى الاقتصادية والاجتماعية، بل والرياضية، والان الدينية.
ثم أنهم صنعوا للعبيد عدوا مفترضا، ووضعوا لهم قواعد اشتباك مع هذا العدو.
ومنذ ذلك الحين والعبيد يشتبكون في معارك وهمية مع عدوهم الوهمي او اعدائهم الوهميين.
اما الكوميديا السوداء فهي في ان من وضعوه عدوا مفترضا صدق هو نفسه ذلك، فصار يقاتل استنادا لقواعد اشتباك من وضعوه عدوا.
الخلاصة1: نحن نعيش حياة فوتوشوب، كل ما فيها، وهمٌ يديرها العدو بالريموت كنترول.
الخلاصة2: اقتربت الشعوب العربية من لحظة الإفاقة، ستأتي بكبسة زر، وحينها سيقلبون على ظهورهم ضحكا وسخرية من أنفسهم ومما كانوا يفعلون سابقا.
كانت قريش اذا جاعت تأكل أصنامها المصنوعة من التمر. وحين آمنت ضحكت من نفسها ساخرة؛ لما كانت تفعل. وهكذا نحن سنفعل قريبا.لم يختلف أمرنا منذ 1908 مرورا بـ 48 و1967 وهكذا حتى اليوم. ما اختلف ألوان البوتوكس، سوى أننا اقتربنا أكثر مما نظن من الإفاقة.