مرّ دم كثير ورغم ذلك .. لم تتغير عائلة الأسد .. كما لم تتغير اللاذقية..

لقمان إسكندر

الوقت نهار ..

والجو مشمس سوى من بعض الدماء والأشلاء المتناثرة هنا وهناك. لكن لا بأس المهم أن كل شيء على ما يرام. العائلة الحاكمة بخير .. نساؤها ما زلن يتعطرن لرجالهن.. وما زلن جميلات كالعادة. يعشقن الشعر والأدب الروسي. نساء ما زلن يشربن المتة والقهوة صباحا، ويعشقن الثرثرة صباحا.

الوقت ما زال نهارا.. الكل بخير سوى بعض صرخات فتاة تغتصب في إحدى غرف الاعتقال، وشيء من أصوات أطفال ينادون أمهم القتيلة. الدماء المتناثرة على الوجوه شكلت لوحة غرائبية فيما الأب مشغول بجمع أشلاء جسده المتناثر جراء برميل متفجر. لكن لا بأس المهم أن كل شيء على ما يرام.

تمر سيارة مسرعة.. تمر أمام أخرى مسرعة أيضاً. السيارتان تسابقان الوقت من أجل معركة ستنطلق بعد ساعات سيشارك بها السائقان. لكن هذا لا يمنع أن يرفع السائق الأول رشاشه على الآخر لأنه سبق. ويرديه سوريا. اعني قتيلا.

صوت ضجيج السباق يطغى حتى على أصوات الرصاص، وأصوات بكاء النساء اللواتي انتهى الجنود من اغتصابهن للتو. صوت ضجيج السيارات أعلى وأعلى من كل عويل لرجل قالوا له إن طفلتك المغتصبة حامل من سجّانها: مبروك.

بلد لا سماء فوقها، ولا أرض تحتها. لكنها بخير.

بلد استبدلت عائلتها الحاكمة الغيوم بالطائرات، والمطر بالبراميل المتفجرة، والأشجار بأشلاء البشر. لكن كل هذا لا يهم. المهم أن كل شيء ما يزال على ما يرام.

بلد ما زال بخير. ما زال كما جرت عليه العادة منذ خمسين عاما، يقتل فيه المرء حتى على عود ثقاب. وسيكون سببا كافيا أن يقتل فيه رجل حتى من ذات علبة القتل فقط لان سيارة الكهل القاتل تطاولت على سيارة المراهق القاتل الذي يرى في نفسه بعض آلهة. هكذا كان أبوه وجده.. لم لا يعيش هو كذلك.

في العالم الشرير آلهة من طبقة البنوك والمحافظ المكتنزة أما في عالم الاسد فالآلهة من طبقة القتلة .. وكلما اقترب احدهم من دم الأسد كلما ارتقى وارتقى وارتقى.

هناك الآلهة ما زالت آلهة والعبيد هم العبيد .. لم تتغير عائلة الأسد. كما لم تتغير اللاذقية.