حفلة شواء سياسية اسمها انتخابات برلمانية.. وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
نيسان ـ نشر في 2020-08-31 الساعة 12:38
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...لا شيء ينزع مساءات بسطاء الناس في قراهم وبواديهم أكثر من أكذوبة الديمقراطية بنسختها المخطوفة، هم متحفّزون أصلاً لقلب الطاولة على روتينهم وفقرهم القاتل، فيرون في الانتخابات فرصة ثمينة للحديث وللحديث فقط.
"حديث" سرعان ما يحفر في ذاكرة الناس المكتظة بالهزائم، فيعود بأشياء وتجارب صاغتها "الديمقراطية" المبتورة عن سياقها في الدفاع عن الحقوق السياسية والحريات المدنية، وتحولت بفعل التجارب والثارات الانتخابية إلى مقص اجتماعي، يحلق رؤوساً كثيرة، ويزرع ما يشتهي من أسباب الفرقة والتشظي، وسط مجتمعات أنستها سياسات حكومتها الاقتصادية كثيراً من هويتها الوطنية، وألصقتها بخاصتها الأولى؛ طمعاً بشيء من فتات الأمان والحماية.
ننسى عشائريتنا أو نتناسها سنوات طويلة، ونفكر بإيجابية تجاه مجتمعاتنا بأسرها ردحاً من الوقت، ثم ننقض على كل ذلك بين ليلة وضحاها، فنهدم كل جميل مع أول معول تزرعه يد سامة في خاصرتنا الضعيفة.
"خاصرة" سرعان ما تستجيب لكل صوت يذكّرها بهويتها الضيقة، ودماء أصواتها المسفوكة في صناديق الاقتراع لسنوات سابقة .. أصوات مبحوحة وقاصرة عن خلق مشروع نائب ولو كان "حشوة" في قائمة، المهم أن "يصهل" الاسم لأيام طويلة في الممرات الضيقة وعلى أعتاب الدكاكين الفقيرة في الحارات المهمشة.
هذا كل ما أفهمونا إياه عن الديمقراطية، أما أهدافها ومراميها حماية حقوق الإنسان، وتوسيع الشراكة بصنع القرار، على أساس برامجي كتلوي، وتمكين المجتمعات، وترسيخ قواعد المساءلة، فهذه أشياء لا نقيم لها وزناً، مقابل تشبثنا بكل ما يفتت نسيجنا الاجتماعي، ويعود بنا إلى الجاهلية، في تخلٍ مبرمج عن المثل العليا والقيم السامية.
"قيم نهضوية" منزوعة الأخلاق، تحولنا معها إلى مجرد "كتل حديدية" لا تجمعات بشرية، تسير بسرعات عالية على خطوط إنتاج في معامل حديدهم "العمانية"، هم يتمرَّغون في النعيم، ويعيشون حياة الرغد والرفاهية كلما صهرونا وفتتونا أكثر، ونحن نستجيب ونتشكل حسب "باروميتر" مقلاتهم، فمرة نشعر بارتفاع الحراة في قلوبنا ورؤوسنا، ومرة ترتعد أوصالنا من البرودة، وفي كلتا الحالتين لا نملك إلا تنفيذ رغباتهم السياسية، حتى انطبق علينا قول الشاعر أحمد شوقي:
وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
في خلفية المشهد الانتخابي، تظهر الكوميديا السوداء، لنقهقه عليها بعد أن ينتهوا من حفلة الشواء السياسية.. مشهد يقذف به أحدهم حجراً انتخابية على شكل "مرشح حشوة" في مياه المجتعات الراكدة؛ فيتناسل القوم تباعاً بين مرشحين وناخبين، "تناسل" يخلق شرخاً عميقاً يتجاوز قشور البيئة، ويصل حد الاستقرار في الوجدان الجمعي، ثم يستمر هذا الشرخ المتفجّع ينـزف ثأراً وغلّاً، صابغاً قلوباً كثيرة بلون الليل.
"حديث" سرعان ما يحفر في ذاكرة الناس المكتظة بالهزائم، فيعود بأشياء وتجارب صاغتها "الديمقراطية" المبتورة عن سياقها في الدفاع عن الحقوق السياسية والحريات المدنية، وتحولت بفعل التجارب والثارات الانتخابية إلى مقص اجتماعي، يحلق رؤوساً كثيرة، ويزرع ما يشتهي من أسباب الفرقة والتشظي، وسط مجتمعات أنستها سياسات حكومتها الاقتصادية كثيراً من هويتها الوطنية، وألصقتها بخاصتها الأولى؛ طمعاً بشيء من فتات الأمان والحماية.
ننسى عشائريتنا أو نتناسها سنوات طويلة، ونفكر بإيجابية تجاه مجتمعاتنا بأسرها ردحاً من الوقت، ثم ننقض على كل ذلك بين ليلة وضحاها، فنهدم كل جميل مع أول معول تزرعه يد سامة في خاصرتنا الضعيفة.
"خاصرة" سرعان ما تستجيب لكل صوت يذكّرها بهويتها الضيقة، ودماء أصواتها المسفوكة في صناديق الاقتراع لسنوات سابقة .. أصوات مبحوحة وقاصرة عن خلق مشروع نائب ولو كان "حشوة" في قائمة، المهم أن "يصهل" الاسم لأيام طويلة في الممرات الضيقة وعلى أعتاب الدكاكين الفقيرة في الحارات المهمشة.
هذا كل ما أفهمونا إياه عن الديمقراطية، أما أهدافها ومراميها حماية حقوق الإنسان، وتوسيع الشراكة بصنع القرار، على أساس برامجي كتلوي، وتمكين المجتمعات، وترسيخ قواعد المساءلة، فهذه أشياء لا نقيم لها وزناً، مقابل تشبثنا بكل ما يفتت نسيجنا الاجتماعي، ويعود بنا إلى الجاهلية، في تخلٍ مبرمج عن المثل العليا والقيم السامية.
"قيم نهضوية" منزوعة الأخلاق، تحولنا معها إلى مجرد "كتل حديدية" لا تجمعات بشرية، تسير بسرعات عالية على خطوط إنتاج في معامل حديدهم "العمانية"، هم يتمرَّغون في النعيم، ويعيشون حياة الرغد والرفاهية كلما صهرونا وفتتونا أكثر، ونحن نستجيب ونتشكل حسب "باروميتر" مقلاتهم، فمرة نشعر بارتفاع الحراة في قلوبنا ورؤوسنا، ومرة ترتعد أوصالنا من البرودة، وفي كلتا الحالتين لا نملك إلا تنفيذ رغباتهم السياسية، حتى انطبق علينا قول الشاعر أحمد شوقي:
وَإِذا أُصـــيــبَ الـــقَــومُ فـــــي أَخــلاقِــهِـم فَـــــأَقِـــــم عَـــلَـــيــهِــم مَــــأتَـــمـــاً وَعَـــــويــــلا
في خلفية المشهد الانتخابي، تظهر الكوميديا السوداء، لنقهقه عليها بعد أن ينتهوا من حفلة الشواء السياسية.. مشهد يقذف به أحدهم حجراً انتخابية على شكل "مرشح حشوة" في مياه المجتعات الراكدة؛ فيتناسل القوم تباعاً بين مرشحين وناخبين، "تناسل" يخلق شرخاً عميقاً يتجاوز قشور البيئة، ويصل حد الاستقرار في الوجدان الجمعي، ثم يستمر هذا الشرخ المتفجّع ينـزف ثأراً وغلّاً، صابغاً قلوباً كثيرة بلون الليل.
نيسان ـ نشر في 2020-08-31 الساعة 12:38
رأي: ابراهيم قبيلات