اتصل بنا
 

من الشمولي لقمان إسكندر إلى الشمولي محمد قبيلات.. تحية طيبة وبعد؛

نيسان ـ نشر في 2020-09-03 الساعة 19:42

من الشمولي لقمان إسكندر إلى الشمولي
نيسان ـ لسبب ما تواطأت مع اليساري الأخ والعتيق الصديق محمد قبيلات على التصالح؛ برغم بون أيديولوجي شاسع بيننا. هو بون ما كنت أظن استيعابه يوما، على أني استوعبته رغم أنفي. ربما هذا سر محمد. لكن.
دعني أفحص نقطة واحدة فقط مما قلت، ذلك أنها الجوهر. واسمح لي أن أفنّد جملك بجملك، وما استوطن من فكرك، بما استوطن فيه. وهذا أسلم لي ولك.
مما قلتَ في مقالتك انتصارا لفيروز دماء تل الزعتر – ودائما ما يتجاهل الرفاق ما يرونه بأم أعينهم، حتى لا يزعج أحد قهوتهم الصباحية: "لأنني أساسًا غير مقتنع، أو لا أحب أن أقتنع، بأنه يمكن للتيار الإسلامي أن يُخرج من بين صفوفه أديبا أو مثقفا جدليا"..
حسنا..
هي مقولة أسقطتها بنفسك "أو لا أحب أن اقتنع". نظرة ألفتَ عليها الأولين من اليساريين، الذين حفروا في عقولهم، ما سجلته بنفسك "أو لا أحب أن أقتنع".
هذا يقودني إلى القول إن يُتْمَ الأدباء الإسلاميين ونخبهم في العثور على دولة تؤمن بهم وتحتضن مشروعهم، وتنشر إبداعاتهم، هي العائق، وليسوا هم أو مخرجاتهم الأدبية.
بمعنى، لا علاقة "للسطوة والهيمنة الكاملة للأحداث المرحلية على مجال التخيّل والرومانسية".. فالمسألة سياسية، وليست العجز عن التخيل والرومانسية بالدرجة الأولى. وأعلم أنك معي في أن لا حظ لأديب في العالمية او الشهرة إلا إن احتضنته دولة أو مشروع. وهذا ما حصل لجميع المبدعين من دون استثناء.
لقد حمل المجتمع الإسلامي مبدعيه ولم يخفضهم. رفعهم وليس ينقصهم، حتى حوّل بعضهم إلى أساطير تمشي على الأرض، في حياتهم وليس بعد مماتهم.
كان هذا في عهد "التابعين"، وليس بعيدا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أعني أن الإسلام بما له من مخرجات اجتماعية وفكرية وأدبية، لم يكن عائقا بالمطلق للنهوض الإبداعي؛ بل كان على الدوام عامل دفع ورفعة، والشواهد فيما تعلم أكثر من أن تحصى.
إذن؟
أنا أسقط ظن الخطاب اليساري الذي نام عليه الرفاق، من أن "التيارات الشمولية التي تتصدى للحلول الجذرية عامة، بيئتها غير صالحة للإبداع". "فالشموليون المبدعون" يهزّهم طرب معصية شموليتهم في سياق تعالمهم مع نصهم أو إبداعهم.. وهذا شواهده أيضا كثيرة.
منذ أكثر من مئة عام لم يكن "للشمولي" دولة تحمل شموليته إلى الدينا، فمكث في حيّه، محليا.
من أولى بالإبداع سوى "الشمولي". إن في شموليتي الإسلامية مساحة لمعصيتها إبداعا.. وكما تعلم إن في الأمة غاوين كثر؛ لو وجد "الشمولي" احتضانا لتبعوه فرادى وجماعات، لكنه مطارد، ولكنهم مطاردون، حتى في معصيتهم لشموليتهم تلك.

نيسان ـ نشر في 2020-09-03 الساعة 19:42


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً