فارس عوض .. في ذكراه
محمد عبد الكريم الزيود
كاتب اردني
نيسان ـ نشر في 2020-09-18 الساعة 21:29
نيسان ـ (يصادف اليوم ذكرى وفاة الفنان فارس عوض الذي غادرنا في ١٨-٩-١٩٨٦)
ربما قصده تيسير سبول عندما قال :
"بدويا خطّت الصحراء لا جدوى خطاه
سار في عينيه وهج الشمس..."..
هكذا كان فارس عوض، صوتا أردنيا جاء من عمق الصحراء وبيوت البدو ، ومن أغانيهم نحت لونه الذي يشبه كل الوجوه والبلاد التي مرّ منها يوما ... كان أسمرا مثل قهوة الفجر في مضافات أهله ، نحيلا مثل مطرق الرمان أو اللوز برعم وإمتدّ في أغاني أهله بني حميدة " ذبّاحة الدول" ، ومن قصيدهم لملم دندناته ، ودخل دار الإذاعة ليكون لحنا جديدا يشبه ثوب الأردن المنسوج بكل الألوان من البدو والفلاحين والشركس والدروز والمسيحيين ، وموهبة مختلفة قالت أن الموسيقى تصنعها تضاريس البلاد من عمان إلى البلقاء إلى مادبا وحوران، وتصنعها الربابة والهجيني والتراويد والحداء وصوت الحصادين وأغاني العسكر في الرياضة الصباحية .
كان عمره قصيرا مثل الريحان ، لكنه بأغانيه وإعادته للفلكور الشعبي حجز مقعده مع الذين أسسوا للأغنية الأردنية مثل ؛ ميسون الصناع وتوفيق النمري وسميرة توفيق وعبده موسى وسماهر وسهام الصفدي وسلوى واسماعيل خضر و روحي شاهين وجميل العاص ورشيد زيد الكيلاني وغيرهم ..
غنى ل " أبو خديد منقرش يا عذاب الشقاوي " وللذي " حبّبني ع الخدين شو الحسارة " .. وغنّى للبنات وللرعيان " مرعية يا بنت مرعية .. مرعية وإلا بلا راعي" .. ولكن تبقى رائعته التي غناها لعمان مختلفة حتى هذا اليوم لم تتغير منذ أكثر من ثلاثين عاما ، كان صوت فارس عوض شفافا رقيقا كالجدول ، وهو يلامس كلمات الشاعر الأردني علي عبيد الساعي الذي كان ينحت مغناته من رمل الصحراء ، حيث جمعهما حب عمان ولأنهما من بيئة البادية والتي تركت أثرها وصفائها بهما ، وجاءت إهزوجة أردنية ما زالت لا نملّ من سماعها للآن :
"عمان يا دار المعزة والفخر
يا حرةٍ ما دّنست أثوابها
دار الكرامة والكرم وأهل الكرم
مفتوح للضيفان دوم أبوابها
يا ديرةٍ عشنا بها عمر هني
يا عز من كثرت عليها اتعابها
قومي إفتحي لي حضنك اللّي ضمّني
من كنت طفلٍ في ثراة اعشابها.."
كنّا نسمع وهو يغني صوت الشعراء الشعبيين نمر بن عدوان وعبدالله اللوزي وجمال الأغوات في المضافات ، وربما يشبه ملامح وصوت عقاب العجرمي ، عندما كان يحمل ربابته ويعزف عليها تحت سرو الجامعة الأردنية للعاشقين .
مضى فارس عوض مبكرا إثر حادث سير على باب الإذاعة في أيلول حيث النهايات وإقتراب الخريف وهو يهمّ بدخولها ، مضى مبكرا مثل عرار وتيسير سبول وحبيب الزيودي ومؤنس الرزاز ، ولكنه حجز مكانا عاليا مع الأوائل الذين وثقوا للأغنية الأردنية، وأدوا بصوتهم جزءا عزيزا من جماليات وتراث الذاكرة الشعبية وما فيها من الأغاني والقصائد .
ربما قصده تيسير سبول عندما قال :
"بدويا خطّت الصحراء لا جدوى خطاه
سار في عينيه وهج الشمس..."..
هكذا كان فارس عوض، صوتا أردنيا جاء من عمق الصحراء وبيوت البدو ، ومن أغانيهم نحت لونه الذي يشبه كل الوجوه والبلاد التي مرّ منها يوما ... كان أسمرا مثل قهوة الفجر في مضافات أهله ، نحيلا مثل مطرق الرمان أو اللوز برعم وإمتدّ في أغاني أهله بني حميدة " ذبّاحة الدول" ، ومن قصيدهم لملم دندناته ، ودخل دار الإذاعة ليكون لحنا جديدا يشبه ثوب الأردن المنسوج بكل الألوان من البدو والفلاحين والشركس والدروز والمسيحيين ، وموهبة مختلفة قالت أن الموسيقى تصنعها تضاريس البلاد من عمان إلى البلقاء إلى مادبا وحوران، وتصنعها الربابة والهجيني والتراويد والحداء وصوت الحصادين وأغاني العسكر في الرياضة الصباحية .
كان عمره قصيرا مثل الريحان ، لكنه بأغانيه وإعادته للفلكور الشعبي حجز مقعده مع الذين أسسوا للأغنية الأردنية مثل ؛ ميسون الصناع وتوفيق النمري وسميرة توفيق وعبده موسى وسماهر وسهام الصفدي وسلوى واسماعيل خضر و روحي شاهين وجميل العاص ورشيد زيد الكيلاني وغيرهم ..
غنى ل " أبو خديد منقرش يا عذاب الشقاوي " وللذي " حبّبني ع الخدين شو الحسارة " .. وغنّى للبنات وللرعيان " مرعية يا بنت مرعية .. مرعية وإلا بلا راعي" .. ولكن تبقى رائعته التي غناها لعمان مختلفة حتى هذا اليوم لم تتغير منذ أكثر من ثلاثين عاما ، كان صوت فارس عوض شفافا رقيقا كالجدول ، وهو يلامس كلمات الشاعر الأردني علي عبيد الساعي الذي كان ينحت مغناته من رمل الصحراء ، حيث جمعهما حب عمان ولأنهما من بيئة البادية والتي تركت أثرها وصفائها بهما ، وجاءت إهزوجة أردنية ما زالت لا نملّ من سماعها للآن :
"عمان يا دار المعزة والفخر
يا حرةٍ ما دّنست أثوابها
دار الكرامة والكرم وأهل الكرم
مفتوح للضيفان دوم أبوابها
يا ديرةٍ عشنا بها عمر هني
يا عز من كثرت عليها اتعابها
قومي إفتحي لي حضنك اللّي ضمّني
من كنت طفلٍ في ثراة اعشابها.."
كنّا نسمع وهو يغني صوت الشعراء الشعبيين نمر بن عدوان وعبدالله اللوزي وجمال الأغوات في المضافات ، وربما يشبه ملامح وصوت عقاب العجرمي ، عندما كان يحمل ربابته ويعزف عليها تحت سرو الجامعة الأردنية للعاشقين .
مضى فارس عوض مبكرا إثر حادث سير على باب الإذاعة في أيلول حيث النهايات وإقتراب الخريف وهو يهمّ بدخولها ، مضى مبكرا مثل عرار وتيسير سبول وحبيب الزيودي ومؤنس الرزاز ، ولكنه حجز مكانا عاليا مع الأوائل الذين وثقوا للأغنية الأردنية، وأدوا بصوتهم جزءا عزيزا من جماليات وتراث الذاكرة الشعبية وما فيها من الأغاني والقصائد .
نيسان ـ نشر في 2020-09-18 الساعة 21:29
رأي: محمد عبد الكريم الزيود كاتب اردني