اتصل بنا
 

صناعة الجهل.. حساب امرأة واحدة على 'التواصل' كفيل لمزاحمة مئة عالم في تخصصه

نيسان ـ نشر في 2020-09-21 الساعة 09:55

صناعة الجهل.. حساب امرأة واحدة على
نيسان ـ بات "المازح" فينا يخشى على مزحته أن يصدقها الناس. صار الواقع أمرّ وأشد سخرية من مبالغة النكتة نفسها.
تلقي عليهم الطرفة، أو يلقونها عليك، فتحتاج أن تسأل: نكتة أم وقعت حقا؟
لم تعد البديهيات بديهيات. وما يفزع حقا أن نرى البديهيات العقلية التي لا تخضع للهوى، بحاجة إلى جولة "حوار" مع "الاخر" من أجل إقناعه بها. فما بالك بالبديهيات العقدية.
لم يعد غريبا وأنت تتحدث مع "الآخر" أن تصرف من وقتك ساعات لإقناعه أن بديهية عقلية ما، لا يجب أن نخضعها للرأي والرأي الآخر.
"خُلِق الإنسان بخمسة أصابع"، فتجد من يقول لك: هناك من خلق بأربعة أصابع. صار يمكن للحقيقة ان تغطى بغربال.
بتنا أمام ظاهرة: "رأيي وأنا حر فيه" مُسْتَمْسَك تكاد تتلعثم أنت أيضا أمامه.
سادت الدهماء، والمتهم الأول التواصل الاجتماع، وليست وحدها المسؤولة، سوى أنها أداة مهمة.
حساب امرأة واحدة على "التواصل" بعشرين صورة بأوضاع مختلفة، يمكنه أن يزاحم حسابات مئة عالم في تخصصه.
بتنا نرى بروفيسورا في تخصصه، عالما في تفاصيله، يسهل على معلّق واحد تخنيث كلامه. فيصدق الناس المعلّق ويسخرون من العالم.
نرى كتّابا وصحافيين ذوي سطوة، مؤثرين، أو أصحاب منابر، ثم لا يكادون يتقنون الإملاء. بالتأكيد هذا ليس من صناعة الصدفة. هناك "شُغل" متين على ذلك منذ سنوات وسنوات.
دهماء يصنعون الجهل صناعة. بدأ الامر في الغرب، ثم دخلنا جحرهم زحفا.
ها نحن نرى رُفع العلم، بموت العلماء وتمويتهم، وتعزيز سطوة الجهل. لم يعد الأمر بحاجة إلى سهر الليالي وقراءة مئات الكتب. أنت فقط بحاجة إلى حساب على التواصل، وبعض المال. وبهذا ستصبح مؤهلا لتقارع العلم والعلماء معا، وفي كل العلوم.
في السابق، كنت بحاجة إلى المال لتصبح سياسيا، أو تاجرا، أو وجيها. المال اليوم بات أداة أساسية لتبدو عالما ذا رأي مسموع.

نيسان ـ نشر في 2020-09-21 الساعة 09:55


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً