اتصل بنا
 

إذا حَضَرَ الاستهبال، وَجَبَت المقاطعة

كاتبة اردنية

نيسان ـ نشر في 2020-09-22 الساعة 14:29

نيسان ـ كنت من المشجعين على المشاركة بالتصويت في انتخابات البرلمان إيمانًا مني بقدرة الشعوب على التغيير المأمول والإيجابي.
لو كان التصويت يحق لي، سأقاطع الانتخابات هذه المرّة كفعل احتجاجي سلمي على ما يجري من سيرك وضعف الثقة في كل مؤسسات الدولة ومسؤوليها، واحتجاجا على:
1- الكذب المستمر والقمع وسوء الإدارة ابتداء من أصغر ملف إلى ملفات أخطر ما زالت عالقة بدون إجابات.
2- قانون التصويت لأن الأردن يلبس عباءة العشائرية ويطالب بالمدنية والديمقراطية بينما نلمس العكس تماما ولا نستطيع الخروج من هذه العباءة دون وجود وتوفر خيارات صحيّة من أحزاب حقيقية وغيرها من مناهج العمل الديمقراطي والحريات.
3- النهج المتبع سواء في طريقة تعيين الوزراء او غيره واستمرار الفساد والفوضى دون محاسبة حقيقية .. وحتى اعتقال ممثلي أحزاب!
والقائمة تطول!
كما أنني لن أعترف بمجلس برلمان طالما هو فعلا ديكور كما اعترفَ وصرّح بذلك العديد من النواب، وقبل ذلك نتائجه الملموسة على الأرض.
فلماذا الاستمرار في هذه الكذبة وهذا العرس الديمقراطي الكاذب السمج؟
لقد تم وبنجاح تقزيم دور مجلس النواب وتحجيمه، ومن غير المتوقع أن يتغير ذلك بالمستقبل وبتنا مقتنعين تماما أن أغلبية هؤلاء النواب سيكونون منفذين فقط لإملاءات وضغوطات أخرى بعيدة عن خدمة مصالح الشعب والوطن، وهو أمر لا يختلف كثيرا عن واقع الحكومة والتي باتت مكبلة وضعيفة هي الأخرى بكل وزاراتها ودوائرها.
فلا يغرنّكم الصراخ والخطب الرنّانة، فأغلب من يطلقها أدوات معطلّة لكل مجهود يقوم به الأحرار، ولهدم كل نقطة وعي حفرها ويحفرها كل ضمير واع، وخنجر في خاصرة كل من اعتُقل ومن لا يجد خبز يومه، ولمن سيق إلى الموت أو الهجرة.
ألم يحن الوقت لأن تقفوا جميعا وتقولوا "كفى" و"لا نثق بكم"؟
هل تعيشون في قلق دائم حد اليأس؟
هل تشعرون بأنكم جزء فعّال ومشارك في القرارات كما يجب؟
هل تشعرون بخيبة أمل موسمية كبيرة بعد كل صفعة حكومية؟
هل تشعرون بالغضب واليأس ورغبة بالتغيير الحقيقي؟
كونوا صادقين مع أنفسكم واسألوا: لماذا سأنتخب؟
أمّا أنا، فلن أمنح صوتي لأحد حتى لا يُستغلّ كورقة توت لإضفاء شرعية زائفة لنظام برلماني شكلي ومعطل علّ الرسالة ستصل لصانع القرار، ونبدأ حينئذ الحديث الحقيقي والجاد عن سبل التغيير والإصلاح.
#مقاطعةالانتخاباتالنيابية

نيسان ـ نشر في 2020-09-22 الساعة 14:29


رأي: هيا منير كلداني كاتبة اردنية

الكلمات الأكثر بحثاً