هزائم عام 67 .. (1)
نيسان ـ نشر في 2020-09-22 الساعة 19:04
نيسان ـ الهزيمة التي لطّفها النظام المصري آنذاك بنعتها "نكسة" 1967 لم تكن هزيمة عسكرية لجيش في أرض المعركة فقط؛ كانت أعمق من ذلك بكثير. فجأة.. رأى العرب مجددا أراض لهم محتلة، أضيفت الى أراضيهم المحتلة الأخرى في فلسطين.
لكن هذه المرة ليس في بلد واحد.
كان نفقا طويلا، إلى أن اقتنع المصريون، أن جيشهم لم يكن كما ظنّوه. جيش لم يكن مستعدا للقتال، ويعاني من التسيب، وضعف الانضباط.
إنه نفق دخله المصريون، منذ العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 حتى هزيمة العرب سنة 1967م.
في الحقيقة سبقت هزيمة 1967 هزائم ثقافية واقتصادية وسياسية وإدارية. هزائم كانت الأرضية التي مهّدت للهزيمة الكبرى متعددة الأركان، ليس أولها نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة، ناهيك عن مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لقوة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً.
في تنقيبهم عن الهزيمة يذهب ستة من الباحثين العرب في كتاب «في تشريح هزيمة يونيو 1967 بعد خمسين عاماً» ان "السبب الرئيسي وراء هزيمة مصر الساحقة في 1967 لم يكن التخطيط الأفضل والتفوق النسبي في الأسلحة والمعدات على الجانب الإسرائيلي فحسب، بل كذلك تخبط المؤسسة العسكرية المصرية بداية من التعبئة السيئة التي قامت بها للقوات، إلى الخطط المتضاربة للقتال، نهاية بالمأساة التي ستظل نقطة سوداء في تاريخ كل مسؤول عنها، وهي الانسحاب غير الضروري وغير المنظم لعشرات الآلاف من الجنود المصريين".
بل إن محرر الكتاب خالد منصور يقول: إن الأداء المزري للمصريين كان بمثابة مفاجأة للإسرائيليين، الذين لم يصدقوا الانسحاب غير المنظم للقوات المصرية، أمام هذا المشهد نسجت الألغاز رايتها على شكل هزيمة حتى بقي جزء مهم منها طي الكتمان إلى الآن
وهذا ليس كل شيء.
لكل بلد عربي شارك في الحرب أسبابه المحلية في نكسته. أما في مصر التي قادت الأمة العربية في حرب 1967 فقد كان لها الحظ الأوفر من تلك الألغاز رغم أن ظروف البلاد لم تكن مهيأة، فخسرتها.
يصف الفريق سعد الدين الشاذلي اللحظات الأولى من الهزيمة فيقول: كنا نتبادل الحديث وصول المشير عامر في مطار فايد العسكري، وفجأة سمعنا انفجارات فخرجنا لاستطلاع الموضوع فرأينا أن المطار الذي نحن فيه يضرب.. ثم لاحقا اكتشفنا ان جميع مطارات مصر ضربت.. والسؤال في الوقت الذي بدأت اسرائيل الحرب ضد مصر لم يكن هناك قائد في موقعه.. فهل جاءت بطريق الصدفة؟ علامات كبيرة لم يتم الاجابة عليها حتى الآن.
ليست هذه الشهادة الوحيدة لضباط شاركوا في الحرب، والتي أفصحت عن معلومات خطرة.
أما الجبهة السورية فكانت ضعيفة جدًا باختراق الدبابات الإسرائيلية الجولان بلا أية دفاعات. وهذا ما فاجأ الجنرالات الاسرائيلية في الجبهة، وفقا لشهاداتهم
فيما القوات العراقية وصلت متأخرة، رغم أن سلاح الجو العراقي قاتل بضراوة.
أما على الأرض، فثمّة جيوب قاتلت حتى النهاية، وسط تدفق الدبابات الإسرائيلية.
على أن من الظلم تحميل "العسكري" مسؤولية الهزيمة وحده.
بحسب الكاتب سهيل الخالدي فإن ما جرى في 5 حزيران 1967 هو نفسه ما جرى في مسرحية 1948؛ حين ضربت إسرائيل مطارات مصر، فما هي إلا ساعات حتى بدأت الدولة العربية، تنظم حركة نزوح الفلسطينيين.
فهل هذا يعني أن أفخاخا وضعها السياسيون فقادت الى حفر الهزيمة؟ هزيمة على خشبة مسرح أعد مسبقا بعناية.
لكن هذه المرة ليس في بلد واحد.
كان نفقا طويلا، إلى أن اقتنع المصريون، أن جيشهم لم يكن كما ظنّوه. جيش لم يكن مستعدا للقتال، ويعاني من التسيب، وضعف الانضباط.
إنه نفق دخله المصريون، منذ العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 حتى هزيمة العرب سنة 1967م.
في الحقيقة سبقت هزيمة 1967 هزائم ثقافية واقتصادية وسياسية وإدارية. هزائم كانت الأرضية التي مهّدت للهزيمة الكبرى متعددة الأركان، ليس أولها نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة، ناهيك عن مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لقوة الاحتلال عسكرياً واقتصادياً.
في تنقيبهم عن الهزيمة يذهب ستة من الباحثين العرب في كتاب «في تشريح هزيمة يونيو 1967 بعد خمسين عاماً» ان "السبب الرئيسي وراء هزيمة مصر الساحقة في 1967 لم يكن التخطيط الأفضل والتفوق النسبي في الأسلحة والمعدات على الجانب الإسرائيلي فحسب، بل كذلك تخبط المؤسسة العسكرية المصرية بداية من التعبئة السيئة التي قامت بها للقوات، إلى الخطط المتضاربة للقتال، نهاية بالمأساة التي ستظل نقطة سوداء في تاريخ كل مسؤول عنها، وهي الانسحاب غير الضروري وغير المنظم لعشرات الآلاف من الجنود المصريين".
بل إن محرر الكتاب خالد منصور يقول: إن الأداء المزري للمصريين كان بمثابة مفاجأة للإسرائيليين، الذين لم يصدقوا الانسحاب غير المنظم للقوات المصرية، أمام هذا المشهد نسجت الألغاز رايتها على شكل هزيمة حتى بقي جزء مهم منها طي الكتمان إلى الآن
وهذا ليس كل شيء.
لكل بلد عربي شارك في الحرب أسبابه المحلية في نكسته. أما في مصر التي قادت الأمة العربية في حرب 1967 فقد كان لها الحظ الأوفر من تلك الألغاز رغم أن ظروف البلاد لم تكن مهيأة، فخسرتها.
يصف الفريق سعد الدين الشاذلي اللحظات الأولى من الهزيمة فيقول: كنا نتبادل الحديث وصول المشير عامر في مطار فايد العسكري، وفجأة سمعنا انفجارات فخرجنا لاستطلاع الموضوع فرأينا أن المطار الذي نحن فيه يضرب.. ثم لاحقا اكتشفنا ان جميع مطارات مصر ضربت.. والسؤال في الوقت الذي بدأت اسرائيل الحرب ضد مصر لم يكن هناك قائد في موقعه.. فهل جاءت بطريق الصدفة؟ علامات كبيرة لم يتم الاجابة عليها حتى الآن.
ليست هذه الشهادة الوحيدة لضباط شاركوا في الحرب، والتي أفصحت عن معلومات خطرة.
أما الجبهة السورية فكانت ضعيفة جدًا باختراق الدبابات الإسرائيلية الجولان بلا أية دفاعات. وهذا ما فاجأ الجنرالات الاسرائيلية في الجبهة، وفقا لشهاداتهم
فيما القوات العراقية وصلت متأخرة، رغم أن سلاح الجو العراقي قاتل بضراوة.
أما على الأرض، فثمّة جيوب قاتلت حتى النهاية، وسط تدفق الدبابات الإسرائيلية.
على أن من الظلم تحميل "العسكري" مسؤولية الهزيمة وحده.
بحسب الكاتب سهيل الخالدي فإن ما جرى في 5 حزيران 1967 هو نفسه ما جرى في مسرحية 1948؛ حين ضربت إسرائيل مطارات مصر، فما هي إلا ساعات حتى بدأت الدولة العربية، تنظم حركة نزوح الفلسطينيين.
فهل هذا يعني أن أفخاخا وضعها السياسيون فقادت الى حفر الهزيمة؟ هزيمة على خشبة مسرح أعد مسبقا بعناية.
نيسان ـ نشر في 2020-09-22 الساعة 19:04
رأي: لقمان اسكندر