اتصل بنا
 

'كورونا 'تكشف العوار فيما يتعلق بالاستعداد لمواجهتها

نيسان ـ نشر في 2020-09-27 الساعة 15:34

نيسان ـ ان وجود العديد من جوانب العوار فيما يتعلق باستعدادات الحكومات - لمواجهة جائحة "كوفيد-19" قد تدفع إلى كوارث إنسانية وصحية واقتصادية من الصعب السيطرة عليها، من تلك الجوانب العجز عن مواجهة تفشِّي العدوى وانتشار البؤر وسهولة انتقالها ، واختفاء آليات التنسيق الذي يضمن تكامُل الجهود بين المؤسسات والمواطنين لفهم طبيعة الوباء ، وعدم كفاية أنظمة الرعاية الصحية بغض النظر عن قدراتها الاقتصادية، وغياب الرؤى المعنية بالتعامل مع الآثار الاقتصادية التي تخلِّفها مثل هذه الجوائح. ولم تكن الزيادة في عدد الإصابات المتوالية مفاجئا ، ولم يكن كذلك مقياسا للفشل في التعامل مع الجائحة، فالإجراءات المتخذة في البداية من قبل الحكومة أدت إلى تأخير هذه الزيادة الحتمية ، على الرغم من ان جلالة الملك عبدالله الثاني وجه ، الحكومة للتخطيط لمواجهة الجائحة ، ووضع جدول زمني واضح لحماية الاقتصاد واستدامته ، ولتخطي هذه الحالة الاستثنائية ، وبذل أقصى الجهود للحفاظ على صحة المجتمع وسلامته.
ويجب ان تمتلك الحكومة رؤية سديدة لاحتواء الازمة والتخفيف من اثارها المتعددة وإلى بذل المزيد من الجهود للحد من الفقر ، ويمكن أن يشمل ذلك توفير دخل أساسي في حالات الطوارئ و لمكافحة البطالة.
ومن الأهمية بمكان إعطاء الأولوية للتعلم عن بعد في المدارس والجامعات واستمرار الخدمات التي تركز على هذا الجانب بصفة عامة.
وفي الوقت نفسه، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم العربي والدولي.
وقد كان من السذاجة أنّ يبقى الاردن في منأى عن الوباء وفي غرفة زجاجية مغلقة عن العالم لفترة طويلة، انما ما قامت به الحكومة بالبداية تسبب في الوصول الى هذه الانتكاسة ، إن كان مقصوداً أو غير ذلك. والأكثر واقعية للمؤشرات الحالية لانتشار الوباء الخطير القاتل ، عدم عودة الحياة الى طبيعتها كالمعتاد كما كانت عليه قبل ظهوره ، وان يمارس الناس نشاطاتهم واعمالهم الطبيعية وهو ما يجب ان يصل برسالة حاسمة للمواطنين، بتأخر حالة الانفتاح الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي حتى يأخذوا استعداداتهم اللازمة .لذا فان مسؤولية المواطنين تقتضي على اية حال ، وقبل البدء برؤية انخفاض باعداد المصابين بالفيروس ، أو التوصل الى لقاح ، يبقى لزاما اخلاقيا وادبيا ووطنيا واجتماعيا، تغيير الممارسات والسلوكيات والتخلي عن السلبية منها لمحاصرة الوباء والسيطرة عليه ، واخذ الخطر على محمل الجد مهما كان الموقف من الحكومة واجراءاتها.
ويصطدم الاردن في رحلة العودة الى التعافي في الانتشار الواسع لبؤر الفايروس، ما يشكل ضغطا على الاجهزة الطبية والاقتصادية والامنية ، جراء مكافحته للوباء منذ أكثر من 5 شهور.
وليس كما يتخيل البعض في حال توفر اللقاح سيتم توزيعه ، وان يتم التطعيم بسرعة، فهناك اجراءات وبرتوكولات صحية وعالمية ومحلية يمر بها.
وعلى الرغم بان مسؤولية الحكومة تقتضي تعديل مسارها واتباع سياسة المكاشفة والصراحة وتكامل الادوار بينها وبين لجنة الاوبئة، وحتى يكون الامر واضح فلن يكون النجاح وتجاوز الازمة بالاصرار على تبرير الإخفاق والتقصير بلوم الاخرين رغم الاخطاء بالتوعية وفي ادوات الردع.
والخلاصة يجب في هذه المرحلة التركيز على اتخاذ واتباع الإجراءات الوقائية من قبل المواطنين، والتباعد الاجتماعي، واستخدام الكمامات والقفازات، ومن ناحية الحكومة ينبغي ادارة الأزمة وفق خطة استراتيجية وطنية قصيرة وبعيدة المدى كما امر جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ، واعتماد إجراءات سريعة لها نتائج ايجابية على المتضررين من الجائحة والموازنة بين الجانبين الصحي والاقتصادي للوصول للتعافي.

نيسان ـ نشر في 2020-09-27 الساعة 15:34


رأي: د محمد كامل القرعان

الكلمات الأكثر بحثاً