اتصل بنا
 

أعرف أني أحبك.. وأضع بقربي كيساً متخماً بالحُبّ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-10-02 الساعة 22:18

نيسان ـ بعدَ أنْ أُصيبَ غابرييل غارسيا ماركيز بالزهايمر جاءهُ أحد أصدقائهِ القدامى ، وبعد برهة سأل الصديقُ ماركيز: أتعرفني ؟! قال ماركيز: أنا لا أعرفك ولكنّي أعرفُ أنّي أحبّك...
.....
لنا أحلامُنا النرجسيّةُ
ولنا مُدننا التي تكادُ تكونُ جميلةً
ولنا أوجاعُنا المُعتّقةُ
ولنا موسيقانا الهشّةُ
ولنا أسرارنا التي لا تعرفها المخابراتُ
ولنا أساطيرنا التي تقفُ على الأبوابِ
ولنا جميلاتنا المهاجراتْ
ولنا ورداتُنا اللواتي يُحاصرنَ الرحيقَ
ولنا بوهيميّةُ الانتظارِ التي تُسمّى أملاً
*على الهامش... عندما تَقرأُ ما أكتب لا تُحاولْ عَقْلنتَهُ ولكن تبقى لكَ حُريّةُ التأويلْ !
.....
كم أودّ أن أخبركِ....
بأن هذا اليوم هو الثاني بعد التسعمئة الذي أبقى فيه جالساً على هذا المقعد الخشبي، أضع بقربي كيساً متخماً بالحُبِّ... أحمل في يدي طوال اليوم، حفنة حُبّ وأمدها إلى جميع المارة، ليس أحداً يأخذه، أنده بهم: إنه مجاني! شاركوني به فقط... لكن لا أحد! إنني أتجمد من البرد، هذا الخريفِ الثالث الذي يمر وأنا ما زلت على هذا المقعد لن أتحرك حتى يصبح هذا الكيس فارغاً.
أخبركِ هذا كي تأتي علكِ تأخذينه فأستطيع أن أعود إلى الحانات والمدن التي اعتادتني ولم اعتدها!...
عليكِ أن تعرفي قبل كل شيء
قبل أي شيء
إنني أكثر مهشمٍ في العالم يحمل نظرة الحزن والحنين نحو كل شيء قمنا بِهِ معاً
ولا أعرف ما الذي يفعل بها
لا أعرف كيفَ لي أن أحولها إلى فيلم أو قصة أو قصيدة أو لوحة أو مسرحية
فقط هكذا
أضعها على كتفي الأيمن
مثل ببغاءِ قرصان تاه في بحر مهيب
حيث لا يابسة ولا طائر يدل إليها
*
والآن اخبريني
متى ستأتين؟! لتتجولي في الغرفة تجلسين على السرير فيصدرُ صوت كأنه يبتسم، تعيدين التجوال تفتحين جميع الجوارير والكتب (تبحثين عن شيء) ، هكذا يعتقد من يراكِ، لكن لا!
أنتِ فقط تَطمَأِنينَ علي، تحاولين اكتشاف نزواتي ومغامراتي تجلسين على هذه الأريكة القديمة منذ أوائل التسعينيات، أريكة من عمر قلقي وخوفي، ينكشفُ عن كَتفكِ أختار الكَتِفَ التي تريحني أكثر لأغرِق فيها رأسي، كَتِفكِ التي من حجم هذا الكون.
*حتى هذا اليوم لم أجد سبباً يمنعني من جعلكِ تدخلين النصوص التي أخربشها والجلوس في منتصفها
حيثُ (انتِ)
بتِّ تمثلين كل شيء
أرى من خلالك كل شيء
وي كأنكِ رقعة زجاجية ألصقها أحدهم فوق عيني
وهرب!
ومن المحال أن أخلعها دون أن أؤذي نفسي
رغم أن فِكرة رؤية الأشياء من خلالكِ مؤذية
*على الهامِش أكادُ أُجزِمْ بأن جلوسك اللطيف هذا
يهبُ لي سعادةً بالغة، تماماً أنتِ أمامي، تضعين ساقًا على ساقْ، تشربين قهوتكِ بلا سُكّر، و تكررين كلمتكِ المشهورة، (سفاحة).

نيسان ـ نشر في 2020-10-02 الساعة 22:18


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً