اتصل بنا
 

ما ترى (ذي ايكونوميست) في داعش؟

نيسان ـ نشر في 2015-08-15 الساعة 11:22

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

"الصورة الوحشية" هو الجواب على سؤال ما ترى (ذي ايكونوميست) في داعش ولا تراه في غيره من التنظيمات الإرهابية؟

ما تراه ذي ايكونوميست هو أن ابرز ما يميز تنظيم داعش ولم يكن في السابق هو اعتماد الصور الوحشية ومقاطع الفيديو عبر سياسة الصدمة والترويع تلك التي استخدمها الجيش الأمريكي في ترويعنا وتخويفنا.

لكن ما لم تقله المجلة هو أن الوحشية هي ذاتها من استخدمها الإسرائيليون لتخويف الفلسطينيين وهي نفسها التي استخدمها الفرنسيون لتخويف الجزائريين. سوى أن الإسرائيليين يحرقون ويصهرون الجسد العربي الفلسطيني بطائراتهم، فيما الفرنسيون كانوا يطوفون برؤوس الثوار الجزائريين في المدن لتخويف الأهالي. كانوا يقطعون الرؤوس ويعلقونها في الشوارع لتخويف الناس ويصورون أنفسهم وهم يحملون الرؤوس تباهيا.

لماذا ننسى؟ علينا أن نرفض أن يبيعنا الغرب فكرة انه متمدن ومتحضر وان داعش أكثر إجراما مما يفعل بنا.

على الصورة أن تكون واضحة أمامنا سواء تلك الصورة التي التقطت بالأبيض والأسود أو تلك التي التقطتها عدسات كاميرات الديجتال.

داعش لم تفعل ما فعلته وتفعله الدول الغربية بنا .. داعش لم تفرض علينا القتلة ليحكمونا كما تفعل أمريكا وخلفها فرنسا وألمانيا وباقي القارة العجوز. هذا حصل ويحصل في سوريا، وهذا حصل ويحصل في مصر، وهذا يحصل على الدوام في رقعة شاسعة من الخريطة العربية.

هل المطلوب أن نكون أغبياء. وهل المطلوب في رؤيتنا لما يجري أن نقول (بغض النظر عما فعله ويفعله الإسرائيليون والأمريكيون والفرنسيون بنا إلا أن داعش تؤكد أنها مجرمة .. ).. نعم هي مجرمة، لكنها ليست أقل إجراما من الجندي الأمريكي ولا العجوز الفرنسي ولا الطامح الألماني أو المتخفي خلف الجميع، ذاك البريطاني.

كل ما يحدث في المنطقة هو من صنع غربي. صنع في الغرب .. وهو اليوم يصنع في الغرب ومعه روسيا.

هذا ما يجب أن نفكر فيه ونحن نسمع الاستعمار الغربي المعاصر يتباكى على ضحايانا: (داعش من صنعكم ووحشيتها من وحشيتكم وسواء صنعت كالفطر السام في منطقتنا على غفلة منكم أو صنعتموها انتم فلا فرق اليوم .. نحن ما زلنا الضحايا في الاثنتين).

نيسان ـ نشر في 2015-08-15 الساعة 11:22

الكلمات الأكثر بحثاً