اتصل بنا
 

وطني بين اكذوبتين - وعد بلفور وسايس بيكو

نيسان ـ محمد شاكر ملحم ـ نشر في 2020-10-10 الساعة 11:06

x
نيسان ـ محمد شاكر ملحم

مائة عام انقضت على اكذوبتين اكذوبة وعد بلفور واكذوبة سايس بيكو وكيف تعامل العرب مع ما صنع لهم من تلك الاكذوبتين وأقول اكذوبتين ليس من جانبنا نحن فيما نعتقد بل من منطق الفهم التاريخي لتغيير واقع الشعوب المهزومة.
ففي الكذبه الأولى لم تظهر في أطلس دول العالم الشق الثاني من قرار التقسيم ما يسمى بدولة فلسطين الموعوة

وفي الكذبة الثانية لم تتحق أحلام العرب في بعث دولتهم العربية الكبرى التي وعدهم بها الحلفاء بعد القضاء على دولة الخلافة العثمانية
لكن يا للعجب في كيفية تعاملنا مع هاتين الكذبتين

تعاملنا مع الكذبة الأولى بمظهر الغاضب والرافض لها وتداعينا بكل السبل والحيل لرفض قبولها وكأنها جريمة شرف لا يجوز السكوت عليها وانطلقت الفزعات المفبركة من تلك الانظمه التي كانت في حالة ولادة مبكرة من علاقة مشبوهة لتنهض من غضبها على ما حصل من تداعيات ما يسمى وعد بلفور ونسيت نفسها اوتناست من تكون ومارست دور البطول كما لو كانت في مرحلة البلوغ التي لمتصلها إلى الآن ولن تصلها لاحقا لانها أنظمه لقيطه من علاقة غير شرعيه نتج عنه ولادة 20 من ابناء السفاح لا نسب لهم.
ة
كيف لنا أن ترتعد فرائسنا لهول ما حصل من بلفور واعتبرناه من منطق عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا الديني بأنه حرام شرعا لا يجوز الإقرار به وفي نفس الوقت تعاملنا ونتعامل مع الشق الثاني من المؤامرة أو الاكذوبة الثانية على انها انجاز وتحرير واستقلال وعزة وكرامة كانت مغتصبة او ضائعة من 14 قرن مضت تعاملنا معها على أنها ليست باكذوبة كسابقتها وشرعنا لها القوانين بل جعلناها أكثر قداسة من ايماننا بتاريخنا وعقيدتنا التي شكلت هويتنا على مدار 14 قرن بل اعتبرناها على أنها هويتنا الحقيقية التي فقدناها واستردها لنا من هم أهل لها واجدر بان يعيدوا لنا تشكيل هويتنا السايسبيكية ووضعت لها الدساتير والقوانين والانظمة.
نعم رسموا لنا حدودها وزرعوا مابين حد وحد لغما قابلا للانفجار حيثما يريدون وفي الوقت الذي يرونه مناسبا .

من سمى العواصم العربية وصنف مسميات انظمتها .. ناهيك عن خلق دويلات ليس لها من مقومات الدول في شيئ ..ولنا أن نتساءل عن مئة عام ضاعت من عمر شعوبنا قتلا وغدرا وحروب واحتلال وقهر وفقر وبطاله ونهب للثروات وتخلف وضياع وملايين المهجرين واللاجئين.
أليست كلها بسبب ما صنعة لنا الاستعمار ببركة وتخطيط الأخوين سايس وبيكو

لماذا نعتبر ما صنعه بلفور جريمة وهي كذلك ولا نعتبر ما صنعة الأخوين سايس وبيكو افكا

لماذا نلعن اكذوبتنا الأولى ونقدس ما صنعته الكذبه الثانيه فينا؟

وما الفرق فيما عاشته فلسطين وما عانت من وعدها البلفوري المشوؤم وما تعيشه باقي الامة وما تعانيه من صنيعها السايس بيكو المكذوب.حقا أنها اللعنة التي نستحقها على إثم قد ارتكبناه وصنم قد عبدناه
انها لعنة من ضيعوا الكرامة من أجل سراب ووهم كما قال شاعرنا الراحل درويش عرب أطاعوا رومهم عرب وباعوا روحهم عرب وضاعوا
هل صحونا على حين غفلة من سباتنا وقد فقدنا فلسطين ليبشرونا بأن لكم صحراء شاسعه تلد لكم اوطانا فهل يا ترى بعد مئة من الأعوام وما بينهما هل يتحقق حلمنا اليوم على يد حفنة من عربان ايفانكا فيما عجز عنه الأوائل ليصنعوا لنا وطن من رمال الصحراء
هل لأمة تنكرت لتاريخها وتخلت عن رسالتها واسقطت رايتها وسلمت أمرها لأولي الأمر الذين يتآمرون عليها في محافل الأعداء ويأتمرون بامرهم أمه لها اعتبارها بين الأمم هل لنا ولاجيالنا أن نتباها بين الأمم وبمن نباهي ونتباها هل حقا سيباهي بنا الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
وطني هذا ليس اهلا للمباهاة ولم يعد حلمي ولا حلم الاجيال القادمة لأن وطني أصبح رقعة شطرنج في اندية المزادات الدوليه اكذوبه نعم اكذوبة
لنا وطن نعم لنا لكنه مغتصب من محيطه إلى خليجه لا من نهره إلى بحره.

نيسان ـ محمد شاكر ملحم ـ نشر في 2020-10-10 الساعة 11:06


رأي:

الكلمات الأكثر بحثاً