اتصل بنا
 

لماذا ألقوا القبض على توفيق عكاشة ؟!

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-08-15 الساعة 21:51

نيسان ـ

كان الحدث الإعلامي الأبرز أمس ـ بعد مظاهرات ذكرى مذبحة رابعة ـ هو إلقاء قوات الأمن القبض على الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة ، مؤسس ومالك قناة الفراعين ونجمها الأوحد تقريبا ، إعلان القبض على عكاشة كان مفاجأة للجميع ، لأكثر من اعتبار ، منها أن الجميع يعرف أنه يتصل بسند عال بأجهزة أمنية رفيعة تمثل ظهره وتحميه طوال السنوات الماضية ، ورغم وجود عشرات الأحكام القضائية الصادرة ضده بالسجن إلا أن شيئا منها لم ينفذ طوال ثلاث سنوات ، وكان هو نفسه يتباهى بذلك ، بل الغريب أنه أيام حكم الدكتور محمد مرسي كان يتحداه علنا أن يلقي القبض عليه ، وهو رئيس الجمهورية ، ولم يفعل مرسي أيضا أو لم "يتمكن" ! ، وأذكر أن طليقته السيدة رضا الكرداوي زارتني في مقر صحيفة المصريون قبل حوالي عامين ونصف تقريبا ، وعرضت مشكلتها القانونية مع عكاشة ، وخاصة إنكاره بنوة ابنه وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ورفض الإنفاق عليه والأحكام التي حصلت عليها وصولا إلى قضايا السب والقذف ، وقالت أن معها أحكاما قضائية نافذة ونهائية وواجبة النفاذ ، وأنها تدور على جهات التنفيذ بلا أي أمل ، والكل يقول لها : لا تتعبي نفسك ، كما كانت الصحف تتهرب منها في ذلك الوقت ، وقد أجرينا معها حوارا في حينه ونشرناه في صحيفة المصريون وموقعها الالكتروني مرفقا بشريط فيديو لحديثها وأقوالها ، ولذلك ، لم يقتنع كثيرون أمس ببراءة حكاية إرسال وزارة الداخلية مجموعة مسلحة من القوات الخاصة لاصطياده أمام مدينة الانتاج الإعلامي بحجة تنفيذ أحكام قضائية .

أيضا توفيق عكاشة هو الصديق الأكثر موثوقية لدى المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة السابق ووزير العدل الحالي ، وكان الزند ضيفا مرارا على قناة عكاشة ، ووصف الإعلامي غريب الأطوار بأنه فخر مصر وشعبها وأنه درة على جبينها ورمز للإعلام الوطني الشريف والكثير الكثير من الصفات التي تجعل من عكاشة قريبا من النبيين والصديقين أو الصحابة ، وكان الزند ، القاضي ورئيس نادي القضاة ، يعرف تلال القضايا التي يحاكم بها عكاشة والتي أدين بها أيضا ، ومع ذلك وصفه بكل تلك الصفات ورفعه أعلى الدرجات وجعله رمزا للوطنية والشرف والنزاهة والإخلاص ، فهل باع الزند صاحبه هذه المرة ، كان هذا هو أحد الأسئلة التي تم طرحها تعليقا على الواقعة الغريبة .

في تفسير لغز القبض على توفيق عكاشة انقسم الناس إلى مذهبين اثنين ، منهم من اعتبرها "اشتغالة" مناسبة لذكرى مذبحة رابعة العدوية ، ومحاولة لصرف أنظار الإعلام المحلي والدولي عن الذكرى بإثارة قضية غريبة وشهية للجدل والنقاش والنميمة الإعلامية ، وآخرون ذهبوا إلى أن عكاشة "غلط" في حق وزير الداخلية وأسرته ، فكان قرار "تأديبه" وتعريفه "حجمه" ، وتذكيره بأنه إذا كان أفلت من سبه وقذفه للعشرات من قبل بمن فيهم رئيس الجمهورية ، إلا أنه "ليس كل الطير يتاكل لحمه" كما يقول المثل الشعبي الشهير ، ولا يوجد أحد فيمن تناولوا قصة القبض على عكاشة تطرق إلى احتمال أن يكون القبض عليه تطبيقا للقانون ، لأنه لم يتصور أحد أن القانون فاق فجأة وصحا من نومه الطويل وتذكر أن هناك أحكاما قضائية نهائية صادرة ضد توفيق عكاشة وهي واجبة التنفيذ .

في توابع الواقعة ، كان المشهد المثير لعدد قليل من أنصار عكاشة الذين تظاهروا أمام قسم مدينة نصر مع زوجته وأمه للمطالبة بالإفراج عن "الزعيم" وهتفوا ضد الداخلية وبعضهم تطاول على وزير الداخلية نفسه ، ثم غادر الجميع بعد انتهاء المظاهرة إلى بيوتهم معززين مكرمين ، دون أن يتعرض أحد لهم بسوء ، أو أن يفكر أحد أن هناك قانونا يسمى قانون تنظيم التظاهر يستدعي الحصول على تصريح من الداخلية بالتظاهر قبل ثلاثة أيام من الموعد ، وأن هناك آلاف النشطاء والمناضلين يقبعون في السجون الآن بسببه ، بعد أن قامت الداخلية بمهمتها على أفضل وجه بالقبض عليهم وتحويلهم للنيابات المختصة ومن ثم إلى "العدالة" ، واعتبر البعض أن قانون التظاهر عندما صدر لم يكن يقصد به توفيق عكاشه وأمثاله ، والأعمال بالنيات ، والقوانين كذلك

المصريون

نيسان ـ نشر في 2015-08-15 الساعة 21:51

الكلمات الأكثر بحثاً