اتصل بنا
 

هل تتفتح البراعم دون جذور الشجر؟

نيسان ـ نشر في 2020-10-11 الساعة 22:14

نيسان ـ تستمد الاغصان والبراعم قدرتها على الحياة والنمو ان بقيت على اشجارها ولم تنفصل عن جذورها، الرؤية الانتقادية التي يطرحها زميلنا الصحفي اسامة الرنتيسي والتي تدعو الاحزاب اليسارية والقومية الى دعم قائمة (معا) التي ضمت شخصيات خرجت من إطار احزابها، وتمردت على مبدأ المركزية الديمقراطية وتجاهلت اهمية العمل من داخل الاحزاب من أجل تعميق الديمقراطية، فتعاملت بنهج إقصائي ورفض الآخر، الأمر الذي عزلها عن جذورها ووضعها في مهب الاهواء وأفقدها شرعية تمثيلها لأحزابها وائتلافها اليساري القومي.
ان الأصل ان تعود الشخصيات المغادرة لأحزابها الى جذورها فتساهم في زيادة الثمر الناضج ومخرجات العمل الفعال.
ان الاحزاب اليسارية والقومية التي تجذرت من خلال مراحل النضال اذ ترفض العقلية الاقصائية للرأي الآخر وتنتهج المركزية الديمقراطية فانها ترحب بعودة ابنائها الى حصونهم الحزبية وتدعوهم الى دعم احزابهم وائتلافها اليساري والقومي بدعم قائمة (موطني) من أجل تعزيز ثقافة التغيير الديمقراطي في الاردن والالتفاف حول شعارنا "اردن وطني ديمقراطي" فالأصل ان تتمسك الاغصان بجذورها القوية التي تمرست بالنضال الوطني على مدى عقود طويلة ترسخت جذورها وتعززت قدراتها على قيادة العمل الوطني والارتقاء بالوعي الجماهيري.
ايا كانت نتائج الانتخابات النيابية فان مشاركة الاحزاب اليسارية والقومية بهذا الاستحقاق الوطني يهدف الى تعميق نشر ثقافة العمل الحزبي وتحرير الناس من الذهنية الفردية التي تعمق الاخطاء واثبتت فشلها في ادارة الاحزاب.
ان تحرر الاحزاب من التيارات الانتهازية الساعية لشخصنة الانجازات وتكريس المصالح الذاتية الضيقة على حساب المصلحة الجماعية المشتركة التي تهدف الى التحرر من التبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
صحيح ان المسار النضالي يتعرض للمد والجزر وقد تخسر قوى حزبية عريقة ويفوز فرد، مثلما يشير الزميل اسامة الرنتيسي في مقالته حول فوز النائب فخري قعوار الا ان ذلك لن يكون دافعا لانسلاخ الحزب عن نهجه النضالي بل يشحذ همته لمواصلة النضال وتعزيز صفوفه وتفعيل قدراته، ومن يقرر الانسحاب بذهنية فردية لن يضعف ارادة الحزب بل يقويها لان التحرر من كل اشكال الانتهازية والفردية يقوي الحزب.

نيسان ـ نشر في 2020-10-11 الساعة 22:14


رأي: هيثم الصادق

الكلمات الأكثر بحثاً