اتصل بنا
 

نريد رئيسًا ينتشلنا من عنق زجاجة الملقي وطائرة الرزاز

نيسان ـ نشر في 2020-10-12 الساعة 13:46

نيسان ـ إذا كان هناك شيء تآكل وفقد بريقَه في الحالة الأردنية؛ فهو فقدان الثقة بأي حكومةٍ قادمةٍ مهما كان شخصُ ربانها وعناصر أفرادها، فما تبقى حاضرًا في قواميس الحياة هو فقط: خيبات متواصلة، وشواهد على قبورالحريات، وبؤس العائلات، وبطالة بلا حلول تعيش على جدول دائم لأعمالهم.
وإذا صرفنا النظرعن مضمون ما يقال عند قدوم كل رئيس، واطلالته الاجتماعية، ومستوى الضوء الحاصل عليه، إلا أنَ ما سيقوله سيصبح بلا صوت وبلا تاثير مهما كانت قوة نص خطابه وعلمه، إذا لم تحمل حقيبته مشروعًا وطنيًا يؤمن به انطلاقًا من واجبٍ أخلاقي، قبل أن يكونَ واجبًا سياسيًا تفرضها عليه متطلبات الموقع.
نعلم أنَ المعاضلَ كبيرةٌ، لكن لا نريد أن تتحولَ معالجاتها إلى رياضةٍ سياسيةٍ يتقنها السياسيون؛ فتزيد من مستوى انهياراتنا اليومية التي أصبحت كثيرةً، بدءًا من ثقةٍ معدومةٍ، وبطالةٍ اجتماعيةٍ، ورعايةٍ صحيةٍ أكبر من أن تتحمل الحكومة تبعات فشل إدارتها، وفساد يُسبح في ملكوت البشر، وشباب دمرته تجارة التعليم وفوضى القرارات، فسار في مربع الانحراف بعد أنَ سلمته الحكومات بوصلةَ توهانه.
هل يعلم الرئيس القادم من رحم عشيرةٍ طيبةٍ بأن الأردنيين يتآكلون يومًا بعد يوم وأمعن الفقر في قتلهم، وأنهم نعوا حقوقهم التي أضحت شعاراتٍ سابحًة في فضاء طيرانهم، قبل أن تسقطَ في وادي الغياب.
أوليس من حقهم أن يحلموا برئيس ينزع حقوقهم من تجار المصالح، وعابري القارات لا أن ينزع أثوابهم فتنكشف عوراتهم وما تبقى لهم من كرامة علقوها على مشجب الحاجة جراء بيروقراطية فظة تعمل وفق مفهوم “التقاء المصالح" لا وفق مفهوم سيادة المواطن.
سيبقى السؤال الذي ينتظر إجابة، من المسؤول عن هذا الراهن؟ وقد أصبحنا نبحث عن المواساة في شقوة الآخرين - سلطة تنفيذية أوهنتها التحديات؛ فأصبحت محكومة بطوقٍ غير الياسمين، وتنظر إلى المجاميعِ البشريةِ كحالاتٍ إنسانيةٍ أو لقطاء الأموال ممن يسعون الى ازدهار الفوضى؛ فيشرعنون ليبقى الزمن يعمل لصالح رفاههم.
نريد رئيسًا يملك “استراتيجيًة حكيمًة” فينتشلنا من عنق زجاجة الملقي وطائرة الرزاز، ومراهقات هذا وذاك، كي يسحب البساط من تحت أقدام كل عابث بهويتنا الوطنية الجامعة، فيدير شؤون حياتنا بعيدًا عن أماكن العيش الرغيد والكراسي الوثيرة، أومتطلبات صناديق النقد التي عززت صناديق المعونة، واستنادًا الى أدبيات القرن الواحد والعشرين.
وفي الختام شعب أكل أظافره جراء الحاجة والفقر، بعد أن غلبته قوانين البشر التي أسكنت بيته كل مشروعات الخيبة لن ينتطر مائة يوم حتى يرفع صوته خاصة في ظل عدم اليقين من قدرة أي قادم على تحقيق إدارة سياسية واجتماعية واقتصادية تعالج المشكلات قبل وقوعها وشيوع تأثيرها. فالظل لو أراد الله لجعله ساكنًا.

نيسان ـ نشر في 2020-10-12 الساعة 13:46


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً