اتصل بنا
 

تباً لبيولوجيا الجسد..أنتِ الرصاصةُ الأخيرةُ لمعركة لن تنتهي

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-10-17 الساعة 16:53

نيسان ـ كُنتُ قد اعترفتُ لها ( بالحب)، لم أكن أعلمُ بأنها تقرأُ ما أكتبُ منذ زمن، لم أكن أعلم بأن اسمي مرتبط تماماً ( بروان) التي ذكرتها بمقالاتي، لذلك كانت تريدُ التأكد مما أَكتُبُ لها مساءً، فبادرتني بِسؤالٍ مساءْ الأَمسْ :
- هل تحب الشعر الطويل على الفتاة ؟!
فأجبتُ بسرعة :
- نعم، إنه أول ما يلفتُ شيئا داخلي نحو أي فتاة ٍ عابِرَة.
اختَفَتْ عن مواقِعِ التواصل الاجتماعي، وكان هاتِفُها خارِجَ نطاقِ الخِدمَة حتى صباحِ اليوم...
كانت قد بَعَثَتْ لي صورةً وقد قامت بقصِ شعرها.. لم أكن أعرف أن الشعر القصير كثير الإثارة والإغراء! ، هكذا رددتُ على صورتها دون تفكير....
* كانَتْ قد ذهبت نحو (جارتها سناء، وهي كوافيرة) وقامت بقص شعرها حتى أول عنقها تماماً.
تقولُ لي قبل قليل :" احتقنت الدماء في وجهي، ولكن لن أيأس بعد"... كل هذا بسبب تعليقي على صورتها، كانت تتوقع أنني سأهرب، ولربما سأعود لأتذكر ذكرياتٍ غابرة.
جلستْ تفكرُ في حيلةٍ جديدةٍ لتثبت لي فقط أني لم أحبها بعد فما كان مني إلا أن أبعث لها برسالةٍ عبر الواتس اب أقول فيها :
ماذا قررتِ هذه المرة لجعلي ابتعد؟!
قالت : انت ذكي حقاً،..
قلت : نعم، حينَ أراكِ فقط.
قالت : لماذا لا تغادر، لماذا لا تبتعد؟!
قلت :لأني أحبك، قلتها سابقاً.
قالت :وماذا تعني أحبك ؟!
قلت : تعني أني أريدكِ أنتِ لا شعركِ أو وظيفتك أو زوقكِ في الملابس أو ثقافتك أو أي شيء، أنا فقط أريدكِ أنتِ شخصك، روحك، ذاتكِ ، لا ما تملكين.. انت انا، وتباً لبيولوجيا الجسد.
أعتقدُ جازِماً بأنها ابتسمتْ وهدأتْ وسكن داخلها، و متأكدٌ أيضاً انها ستصنعُ لي فخاً جديداً غداً، لأقول لها بأني لن أَمَلَ من طمأنتها من مخاوفها دائماً!...
*(كُل مرة انظر فيها إلى الماضي أتيقن أنني كنت محاربًا قويًا، انتصرت على نفسي كثيرًا في أمور كنت أظن أن بنهايتها ينتهي الكون، وها أنا هنا ابدأ من جديد كل يوم!)
......................
كُنتُ أودُّ أنْ أُفَصّلَ من الريحِ نَسْمةً
كَيْ تُداعبَ في الصباحِ شَعْرَكِ
وكُنتُ أودُّ أنْ أُفَصّلَ من المَوجاتِ رَذاذاً
كَيْ يُرطّبَ صَيْفكِ
وكنتُ أودُّ أنْ ( أرشو ) الحَماماتِ
كَيْ تَتناولَ الفُطورَ معَكِ
وكنتُ أودُّ أنْ أُرجعَ عَقاربَ الساعةِ
كَيْ أقولَ لكِ مَرّةً أُخرى:
أنّي أحُبّكِ
ولكنّي
أشربُ الآنَ قَهوتي
ورُبّما يُصبحُ فِنجاني مُجَرّدَ ذِكرى
عِندما تَشربينَ أنتِ قَهْوتكِ
........
أنتِ الوحيدَة في المعركةِ الآنَ
أنتِ الرصاصةُ الأخيرةُ
أنتِ ظلّ اللهِ هنا
أنتِ كلّ شيءْ
َيَنقصُني أنتِ
ويَنقصُني وطنْ
*ويَتنكّرُ المَنفى أحياناً في زِيِّ فتاةٍ تشبهكِ تماماً!
حين استللت هاتفي قبل قليل ودخلت إلى بريدي الإلكتروني وجدتُها قد قالتْ: أما زلتَ تبحثُ عن وطنْ !
قلتُ: ما زلتُ أبحثُ عنْ إنسانيّتي في وطنْ!....

نيسان ـ نشر في 2020-10-17 الساعة 16:53


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً