اتصل بنا
 

'معا' إذ تكشف عن جوهرها الاقتصادي

نيسان ـ نشر في 2020-10-20 الساعة 21:37

نيسان ـ شكلت قائمة "معا" حالة تميزت بالشعارات الفضفاضة المُلتبسة منذ انطلاقتها لعل اهم شعار لها "الدولة المدنية" وهو شعار لا يشكل جوهرا مركزيا لطبيعة الصراع القائم داخل الدولة الأردنية سواءا في المجال السياسي والاقتصادي أو الاجتماعي بالمقابل كان شعار القوى الوطنية المتمثل "بالدولة الوطنية الديمقراطية "هو الأقرب لتشخيص الحالة الأردنية.
في الوقت الذي تعاني فيه جماهير الشعب الأردني المسحوقة من الفقر والجوع والتعثر الاقتصادي في كل القطاعات نتيجة سياسات البرنامج الاقتصادي المتمثل بالتطبيق المطلق لبرامج الليبراليين الجدد السائد في الدولة منذ أواسط التسعينات تُعلن قائمة "معا" انحيازها بوضوح لهذا البرنامج الاقتصادي.
ساعدت المعادلات الانتخابية في الدورة الماضية قائمة "معا" على تحقيق اختراق انتخابي مهم في الدائرة الثالثة في مواجهة قائمة "الإخوان المسلمين" واهم معادلة أسهمت في ذلك بكل صراحة ووضوح هي معادلة القاعدة التصويتية للصوت المسيحي والتي حسمت خيارها للتصويت لقائمة "معا" لإسقاط مرشح المقعد المسيحي في قائمة "الإخوان "دعمها في ذلك أصوات القوى الوطنية والديمقراطية المسيسة والتي لم تجد خيارا أخر في ظل فشل القوى اليسارية والقومية في تشكيل قوائم انتخابية في الدورة الماضية، ولا انكر إنني كنت من الذين ساهموا في هذه المعركة وداعما لقائمة "معا" ليأخذوا فرصتهم في هذه الجولة، والتي شكلت فرصة تاريخية كان من الممكن البناء عليها والمراكمة لتشكيل حالة وطنية جامعة لو استطاعت تجاوز الشعارات و"الفردانية" وصياغة برنامج للتغيير الديمقراطي سياسي اقتصادي اجتماعي وطني يراعي ثوابت المعادلة الأردنية الوطنية و يقود لاطار منظم الأمر الذي فشلت هذه القائمة بتحقيقه لا بل لم تستطع التمدد لتشكيل قوائم أخرى في المحافظات وخارج عمان.
تشكل هذه الدورة معادلات انتخابية جديدة من الواضح أنها تضع قائمة "معا" أمام مواجهة الواقع كما هو دون الاستعانة "بصديق" لتحقيق معادلة انتخابية مُعينة، فهذه الدورة يبرز فيها بشكل واضح شعار المقاطعة بعد فشل كل الدعوات الوطنية لإنجاز الإصلاح الوطني بكل عناوينه سواء الاقتصادية أم السياسية، أما في الدائرة الثالثة فتوظيف الصراع على المقعد المسيحي قد انتهى بإعلان انسحاب مرشح المقعد من قائمة "الإخوان"، يضاف الى ذلك ان الفراغ الذي حققه غياب القوى اليسارية والقومية في الدورة الماضية قد انتهى بتشكيل القائمة "التقدمية" بشعارها “الوطني الديمقراطي" والذي يتقاطع مع جمهور الناخبين المسيسين التقدميين في هذه الدائرة والتي نطالبها أيضا بوضوح ان يكون على راس برنامجها الانتخابي الإصلاح الدستوري فهو العنوان الذي يبدا به أي حديث عن الإصلاح الأمر الذي لا تراه كذلك قائمة "معا".
ختاما نتوجه الى الأصدقاء في قائمة "معا" ان يعيدوا النظر فيما هم ذاهبون اليه من برنامج وشعارات لا تشكل عنوانا وطنيا جامعا فالفرصة التي حصلتم عليها للأسف لم تستثمروها ولم تكونوا عن حسن ظن أصدقائكم وناخبيكم.

نيسان ـ نشر في 2020-10-20 الساعة 21:37


رأي: المهندس فراس الصمادي

الكلمات الأكثر بحثاً