الحرية الايمانولية
نيسان ـ نشر في 2020-10-25 الساعة 09:10
نيسان ـ تتشكل الأنماط الثقافية في كل الحضارات ، لتكون هوية مميزة لكل أمة ، ولا يكون هذا التمايز الحضاري ، عنوانً للتصادم مع الاخر ، وذلك لان المحرك الدافع لهذه الأنماط يتشكل في الأساس ليكون رافعةً للتعارف والانفتاح ، ولو كانت كل هذه الأنماط والثقافات متشابهة او مقلوبة في مشروعٍ ثقافيٍ واحد ، إذاً لاستكان البشر ولم يتعارفوا او يتقاربوا ، فما فائدة التعارف والتقارب ان لم يضف للاخر نوعاً من المعرفة او زيادةً في التجربه ، فان كان ماعندك هو نفس ما عندي ، فلن يكون هناك معناً اصيل للتبادل او المنفعه ، ومن هنا جاء التوجيه الإلهي في القران الكريم ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) ، ولما كان التقرير الالهي يؤكد على ان مبدأ الاختلاف اوجده الله من اجل إيجاد صيغة تقارب تقوم على التعارف ، وهو الامر الذي لا يمكن ان يستقيم مع التنابذ والعنف ، بل يقوم على التعاون والسلام ، فلقد سقطت بذلك ما يروجُ عن الاسلام بانه دين منغلق ، تقوم أسس علاقاته مع الآخرين على أساس العنف والدموية ، وانكار الاخر ونبذه ، ولو كان كذلك لما امرنا الله بالتعارف مع الآخرين ، ومد جسور التواصل معهم ، والاحسان اليهم ، تحقيقاً لمبدأ الاختلاف القائم على أسس التعارف ، ولا يكون تعارف بلا حوار ، وعليه فان حوار الحضارات ركيزة أساسية في النهج الثقافي الاسلامي ، وان كل ما يرمى به الاسلام اليوم هو انعكاسٌ اسقاطيٌ لما في دواخل المعادين له .
لقد كانت فرنسا وحتى وقت قريب تعتمد في اساسا علاقاتها الخارجيه على مبدأ القوة الناعمه ومرتكز الدبلوماسية الثقافية ، وهو المبدأ الذي جعل منها مركز اشعاع ثقافي ، ومنارة فكر متزن يقدم للعالم نموذجا ايجابيا لحوار الحضارات وينتقد كل قواعد الإمبريالية الامريكية القائمة على اسس وقواعد نظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ والفوضى الخلاقة ، ولست متأكدا من سبب انزلاق الرئيس الفرنسي الى قواعد الاشتباك الإمبريالية الامريكية ، حتى يصف دين اكثر من ملياري مسلم بتلك الاوصاف المقيته ، بل ويذهب بعيدا في هذا الانزلاق ليصف الرسوم الكاريكاريتيه المسيأة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بانها حرية لا يمكن التخلي عنها ، اين هذه الحرية من بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي ينص على عدم الاساءة للرموز التاريخية والدينيه ، واين هذه الحرية من المبدأ الديمقراطي الاصيل الذي يقرر بان حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية غيره ، فهل جاء هذا الوصف نتيجة ردة فعل انفعالية على اسلام الرهينه الفرنسية التي اسلمت على يد سجانينها ، فلو كان الاسلام دين منغلق ويعاني من العزلة والانغلاق ، فكيف يستطيع ان يقنع سجان رهينته بمعتقده ، ام ان هذه التصريحات قد جاءت كرد على جرح كبرياء سيد الاليزية بعدما فشلت محاولاته لفرض حكومه الدمى على لبنان ، ام هي نتيجة لتراجع شعبيته الداخلية بعد فشل اجبار دولة مالي على اتباع نهج القوانين الفرنسية ، فراح ينظر للمكونات المسلمة التي افشلت خطط الهيمنة الفرنسية على بلدانهم بانها عدوة له شخصيا ، ولما كانت هذه المكونات الوطنية تتبع للديانة الاسلامية ، سحب سخطه الشخصي على الدين الاسلامي بالجملة ، ام ان تسارع وتيرة التطبيع بين دول عربية اسلامية مع الكيان الصهيوني ، اوجدت لديه انطباعا ذرائعيا بان ضعف الزعامات العربية دليل على صحة اتهاماته.
ان الرد الشعبي العربي والاسلامي الذي بدأت فرنسا تلمس اثاره الواضحة ، بالدعوات الشعبية لمقاطعة المنتوجات الفرنسية ، احتجاجا على التصريحات والروسوم المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وذالك الكم الهائل من الهاشتاجات التي تحمل عنوان ( الا رسول الله) ، الا دليل على بعد المسافة الفاصلة بين الفهم الشعبي لموروثه العقائدي والثقافي ( بالنسبة للمسيحيين العرب) ، وبين الفهم المصلحي الخاص بالنخب السياسية المزيفة التي لاتعترف بغير مصالحها الخاصة دينا وهوية، ان جموع المسلمين الغاضبة من مثل هذه الاساءات التي تتكرر بين الحين والاخر ، ستجد في دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية فرصة في هز مستويات النمو الاقتصادي للدول التي تمارس مثل هذه الاساءات ، وذلك لكون الاسواق العربية اكبر سوق تمارس فيه شركات هذه الدول عمليات التسويق والترويج لمنتجاتها ، وهنا اند ان اقدم نصيحة الاخوة القائمين على مثل هذه الدعوات بان يكون نفسهم طويل ، وان لا تكون ردات فعلهم كمثل البرق الذي يتوهج لحظة ثم لا يلبث ان يتوارى سريعا بين زوايا الظلام.
لقد كانت فرنسا وحتى وقت قريب تعتمد في اساسا علاقاتها الخارجيه على مبدأ القوة الناعمه ومرتكز الدبلوماسية الثقافية ، وهو المبدأ الذي جعل منها مركز اشعاع ثقافي ، ومنارة فكر متزن يقدم للعالم نموذجا ايجابيا لحوار الحضارات وينتقد كل قواعد الإمبريالية الامريكية القائمة على اسس وقواعد نظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ والفوضى الخلاقة ، ولست متأكدا من سبب انزلاق الرئيس الفرنسي الى قواعد الاشتباك الإمبريالية الامريكية ، حتى يصف دين اكثر من ملياري مسلم بتلك الاوصاف المقيته ، بل ويذهب بعيدا في هذا الانزلاق ليصف الرسوم الكاريكاريتيه المسيأة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بانها حرية لا يمكن التخلي عنها ، اين هذه الحرية من بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان والذي ينص على عدم الاساءة للرموز التاريخية والدينيه ، واين هذه الحرية من المبدأ الديمقراطي الاصيل الذي يقرر بان حرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية غيره ، فهل جاء هذا الوصف نتيجة ردة فعل انفعالية على اسلام الرهينه الفرنسية التي اسلمت على يد سجانينها ، فلو كان الاسلام دين منغلق ويعاني من العزلة والانغلاق ، فكيف يستطيع ان يقنع سجان رهينته بمعتقده ، ام ان هذه التصريحات قد جاءت كرد على جرح كبرياء سيد الاليزية بعدما فشلت محاولاته لفرض حكومه الدمى على لبنان ، ام هي نتيجة لتراجع شعبيته الداخلية بعد فشل اجبار دولة مالي على اتباع نهج القوانين الفرنسية ، فراح ينظر للمكونات المسلمة التي افشلت خطط الهيمنة الفرنسية على بلدانهم بانها عدوة له شخصيا ، ولما كانت هذه المكونات الوطنية تتبع للديانة الاسلامية ، سحب سخطه الشخصي على الدين الاسلامي بالجملة ، ام ان تسارع وتيرة التطبيع بين دول عربية اسلامية مع الكيان الصهيوني ، اوجدت لديه انطباعا ذرائعيا بان ضعف الزعامات العربية دليل على صحة اتهاماته.
ان الرد الشعبي العربي والاسلامي الذي بدأت فرنسا تلمس اثاره الواضحة ، بالدعوات الشعبية لمقاطعة المنتوجات الفرنسية ، احتجاجا على التصريحات والروسوم المسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وذالك الكم الهائل من الهاشتاجات التي تحمل عنوان ( الا رسول الله) ، الا دليل على بعد المسافة الفاصلة بين الفهم الشعبي لموروثه العقائدي والثقافي ( بالنسبة للمسيحيين العرب) ، وبين الفهم المصلحي الخاص بالنخب السياسية المزيفة التي لاتعترف بغير مصالحها الخاصة دينا وهوية، ان جموع المسلمين الغاضبة من مثل هذه الاساءات التي تتكرر بين الحين والاخر ، ستجد في دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية فرصة في هز مستويات النمو الاقتصادي للدول التي تمارس مثل هذه الاساءات ، وذلك لكون الاسواق العربية اكبر سوق تمارس فيه شركات هذه الدول عمليات التسويق والترويج لمنتجاتها ، وهنا اند ان اقدم نصيحة الاخوة القائمين على مثل هذه الدعوات بان يكون نفسهم طويل ، وان لا تكون ردات فعلهم كمثل البرق الذي يتوهج لحظة ثم لا يلبث ان يتوارى سريعا بين زوايا الظلام.
نيسان ـ نشر في 2020-10-25 الساعة 09:10
رأي: خالد الاسمر الازايدة